صراحة نيوز – التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، في الديوان الملكي الهاشمي اليوم الأحد، شخصيات ووجهاء محافظة الطفيلة، وذلك في إطار النهج التواصلي لجلالته مع مختلف أبناء وبنات الوطن.
وأعرب جلالته عن اعتزازه بأبناء محافظة الطفيلة، وقال “أرحب بإخواني وأخواتي من محافظة الطفيلة، في بيت كل الأردنيين”. ووجه جلالته الحكومة للإسراع في إنجاز المدينة الصناعية في المحافظة خلال العام الحالي، والعمل على جذب الاستثمارات لها، لافتا جلالته إلى أنه سيتم توفير 300 فرصة عمل جديدة في مصنع بصيرا للألبسة، الذي يعمل به حاليا نحو 400 من فتيات المحافظة.
كما وجه جلالته الحكومة للبدء في تنفيذ مشروع مستشفى الطفيلة، وقال “إن شاء الله خلال ثلاث سنوات نستكمل مشروع المستشفى”.
وأكد جلالته أهمية التركيز على دعم المزيد من المشاريع الزراعية في المحافظة، وكذلك دعم القطاع الزراعي في المملكة، مشددا جلالته على ضرورة جذب الاستثمارات لمحافظة الطفيلة.
وشدد جلالته، في هذا الصدد على أن المطلوب دعم أكبر للمشاريع الإنتاجية في المحافظات وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة لتمكين الأسر وتحسين دخلها.
وقال جلالته إن أكبر تحدٍ يواجهه الأردن هو الوضع الاقتصادي، مشددا جلالته على أهمية استمرار التنسيق بين جميع مؤسسات الدولة لوضع الأولويات الاقتصادية للمحافظات للعامين 2017 – 2018.
وأكد جلالته ضرورة إنجاز مجلسي الأعيان والنواب لمشاريع القوانين التي تتعلق بالاستثمار، وبما يسهم في تشجيع وجذب الاستثمارات في عام 2017، وتوفير فرص عمل للأردنيين.
وبين جلالته أن هناك تحديات تواجه محافظة الطفيلة، وسنعمل من خلال الإيعاز للحكومة ومؤسسات الدولة والمعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لمعالجتها. وفيما يتصل بالوضع الأمني، أكد جلالته ثقته واعتزازه بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية التي تشهد تطورا مستمرا للتصدي لأي تحدٍ يواجهنا.
وبالنسبة للقمة العربية التي استضافتها المملكة مؤخرا، أعرب جلالته عن شكره للأردنيين والأردنيات، وجميع مؤسسات الدولة على جهودهم في إنجاح القمة وتوفير الأجواء الإيجابية أثناء انعقادها وحسن استقبالهم وترحيبهم بضيوف المملكة.
وأشاد جلالته، في هذا الصدد، بمستوى التعاون والتنسيق بين مختلف مؤسسات الوطن الحكومية والخاصة والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية.
وأكد جلالته أن القمة ساهمت في مد الجسور بين الدول وتنقية الأجواء العربية وبلورة رؤى مشتركة وتوافقات حول أزمات المنطقة ستعزز العمل العربي المشترك، لافتا جلالته إلى أن القمة أتاحت الفرصة لتبادل الآراء بين عدد من الدول العربية، وشهدت اجتماعات مهمة بين قادة هذه الدول.
بدوره، أعلن رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، خلال اللقاء أن جلالة الملك وجه المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لتنفيذ عدد من المبادرات الملكية لتتكامل مع الإجراءات الحكومية في مختلف القطاعات التي تخدم أبناء محافظة الطفيلة.
وبين أنه سيتم تنفيذ هذه المبادرات ضمن أولويات المحافظة والتي تأتي استمرارا للمبادرات التي نفذت في الطفيلة خلال السنوات الماضية.
وأوضح الدكتور الطراونة أنه وبتوجيهات من جلالة الملك، سيتم تركيز المبادرات الملكية خلال المرحلة القادمة على المشاريع الإنتاجية في جميع المحافظات، وتمكين الأسر من إنشاء مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة توفر فرص عمل وتحسن من دخلهم، وذلك بالتنسيق مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
وقال إن المبادرات التي سيتم تنفيذها في محافظة الطفيلة تشتمل على تمويل مشاريع إنتاجية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، موجهة للأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود، وإنشاء 30 وحدة سكنية حسب أولويات وزارة التنمية الاجتماعية، تستفيد منها الأسر الأشد فقرا.
وأضاف الدكتور الطراونة أن المبادرات تشتمل أيضا على إنشاء مركز نهاري لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية المجتمع المحلي وتأهيل عدد من الحدائق وتزويدها بالألعاب اللازمة لتوفير مناطق تنزه آمنة للأطفال والعائلات في منطقتي القادسية والمنصورة.
وعرض وزير الداخلية غالب الزعبي عددا من المشاريع التي تنفذها الحكومة في محافظة الطفيلة، واشتملت على مشروع مستشفى الطفيلة الحكومي الذي سيتم وضع حجر الأساس له في السادس من الشهر الحالي، بكلفة تقدر بـ 43 مليون دينار على مدى ثلاث سنوات.
وقال إنه سيتم افتتاح مصنع ألبسة بصيرا، بكلفة تقدر بحوالي 2 مليون دينار، في الخامس من الشهر الحالي، فيما سيتم خلال الأسبوع القادم افتتاح توسعة بيت الضيافة في محمية ضانا، بكلفة تصل إلى مليون دينار.
وأشار الزعبي إلى أن مشروع محطة تنقية الطفيلة، الذي تصل كلفته 21 مليون دينار، هو قيد الإحالة حاليا.
ولفت إلى أن نسبة الإنجاز في مشروع المدينة الصناعية في المحافظة وصلت إلى 45 بالمائة وبكلفة إجمالية تقدر بـ 5ر6 مليون دينار، كما وصلت في مشروع تطوير مركز وسط مدينة الطفيلة إلى 95 بالمائة وبكلفة إجمالية تبلغ 8 ملايين دينار، بينما وصلت نسبة الإنجاز في مشروع مدرسة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى 30 بالمائة وبكلفة إجمالية ثلاثة ملايين دينار.
وأعربت شخصيات ووجهاء محافظة الطفيلة، خلال اللقاء، عن تقديرهم لنهج جلالة الملك التواصلي مع أبناء الوطن في شتى مواقعهم، وحرصه على الاستماع إلى التحديات التي تواجه مناطقهم، والإيعاز بتحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل لهم.
وقدروا عاليا الدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك على مختلف الصعد من أجل تحقيق التنمية الشاملة وبناء الأردن الأنموذج الآمن والمستقر، وجهوده في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والذي بدا جليا من خلال استضافة المملكة للقمة العربية، ورئاسة جلالته لأعمال الدورة الثامنة والعشرين لها.
وهنأ الدكتور راتب السعود جلالة الملك بنجاح القمة العربية التي استضافتها المملكة مؤخرا، وتميزت بالحضور والمشاركة الواسعة وغير المسبوقة من قبل قادة الدول العربية.
وقال إن الأردنيين يثمنون عاليا جهود جلالته في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها فلسطين والقدس التي لا يوجد قرية أردنية إلا ومنها شهيد روى بدمائه الزكية أرضها المباركة.
وفي كلمة القطاع النسائي، لفتت الدكتورة أمل الرفوع إلى أن النجاح الذي حققه الأردن، بقيادة جلالة الملك، باستضافة القمة العربية، وتأكيده على جمع الكلمة وإعادة اللحمة بين الأشقاء العرب، ومواجهة التحديات وفي مقدمتها محاربة الإرهاب، يجعل العرب والأردنيين يفخرون بقيادة جلالته، الذي حرص كذلك على مد يد العون للأشقاء اللاجئين على أرض المملكة. وأعربت عن تقديرها لجلالة الملك على اهتمامه بالقطاع النسائي، إيمانا منه بدور المرأة الفاعل في تنمية المجتمع، لافتة إلى أهمية التعديل على نظام العمل المرن الذي سيساهم في تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل. وبينت أن المرأة في محافظة الطفيلة جسدت النموذج المأمول للمرأة في الأردن، مشيرة إلى عدد من مطالب القطاع والتي اشتملت على توفير مخصصات مالية لدعم مشاريع القطاع الصغيرة للحد من بطالة الشابات، وتخصيص طابق من مبنى مشروع تطوير وسط الطفيلة الذي تم إنشاؤه بمبادرة ملكية سامية ليتم توزيعه على مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بشؤون المرأة.
وتناول مصطفى العوران، في كلمة المجتمع المحلي، جهود جلالة الملك ومساعيه في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وعن المقدسات، ومواقفه الشجاعة في محاربة الإرهاب، ونقل رسالة الإسلام السمحة للعالم أجمع.
وقال إنني أنقل لجلالة الملك تحيات الأهل والعزوة في محافظة الطفيلة الهاشمية، التي تفخر وتعتز بقيادة جلالته، وتؤكد على الدوام أنها على العهد والوفاء تقف صفا واحدا في الدفاع عن الوطن وصون منجزاته.
وقدم العوران عددا من المطالب، تمثلت في الإسراع بإنجاز العمل في مشروع المدينة الصناعة للمحافظة، والإسراع في إنجاز المستشفى الحكومي، وتقديم الدعم لجامعة الطفيلة التقنية، ووضع خطة استثمار للمواقع السياحية، وتقديم الدعم لمؤسسات المجتمع المحلي.
وفي كلمة قطاع البلديات، قال رئيس بلدية القادسية عبدالله النعانعة إن قانون اللامركزية والبلديات نافذة إصلاحية أرادها جلالة الملك لإشراك المواطن في صنع القرار، وإحداث نقلة نوعية في التنمية وتوزيع مكاسبها.
وأضاف أننا ندرك أن جلالة الملك لا يألوا جهدا في التوجيه لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لمحافظة الطفيلة وباقي محافظات المملكة، وبما يسهم في رفع مستوى الخدمة العامة في جميع المجالات.
وعرض جملة من مطالب القطاع، اشتملت على التوسع في بناء مساكن الأسر العفيفة، وإقامة مشاريع استثمارية في قطاعي الطاقة البديلة، والسياحة بالتشارك مع القطاع الخاص، لا سيما وأن محافظة الطفيلة تتمتع بميزات جاذبة لهذه الاستثمارات، مشيرا إلى أن واقع البلديات يتطلب إيجاد مشاريع تمكنها من تحسين دخلها وعدم الاعتماد على الدعم.
وعبر محمد عبدالمجيد العمريين، في كلمة القطاع الشبابي، عن امتنانه لجلالة الملك على رعايته للشباب في المحافظة وتمكين وتعزيز قدراتهم من خلال إنشاء المراكز الشبابية والملاعب واستثمار طاقاتهم في العمل المهني، وكذلك اتاحة الفرصة لهم للانفتاح على العالم الخارجي والتعرف على مختلف الثقافات.
وقال إنه ليس أحد بقادر على بناء الوطن وإعلاء صرحه كالشباب، فهم فرسان التغيير وعماد النهضة، وليس أحد بقادر على مواجهة الإرهاب والتطرف كالشباب ذوي الفكر المستنير والسواعد الأبية.
وعرض عددا من المطالب، وتمثلت في شمول العاملات في مصنع ألبسة بصيرا واوريم بمظلة التأمين الصحي، وإنشاء مركز تدريب مهني لرفد المدينة الصناعية بكوادر شبابية، وإيجاد صندوق تمويلي لتنفيذ مشاريع تنموية صغيرة لتوفير فرص العمل للشباب، ودعم برامجهم الريادية، وإيجاد برامج تأهيل للعاطلين عن العمل منهم، وحل مشكلة مباني المدارس المستأجرة.
وطالب غالب محاسنة الحكومة بالإسراع في تنفيذ بعض المشاريع التنموية في المحافظة خصوصا المستشفى الحكومي والمدينة الصناعية.
وفي كلمة لرئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في المحافظة، طالب جميل الحجاج الحكومة بدعم الاتحاد لتمكينه من القيام بمهامه في خدمة أبناء الطفيلة.
وتطرق عاكف الخوالدة إلى أبرز مطالب أهالي قرية القادسية، ومن ضمنها إنشاء مركز طبي عسكري فيها، نظرا لبعدها عن مركز المدينة.
وطالب إبراهيم الشحاحدة بدعم القطاع الزراعي وبما يسهم في التخفيف من مشكلة البطالة بين أبناء المحافظة، لافتا إلى أنه تم إعداد دراسة بالتعاون مع الديوان الملكي الهاشمي للنهوض بواقع القطاع. ولفت صدقي الشبطات إلى أن نسبة الإنجاز التي تحققت لغاية الآن في المدينة الصناعية وصلت إلى مرحلة متقدمة.
وقال عبدالله معابرة إن أبناء الطفيلة يتطلعون وبكل مشاعر الفخر والاعتزاز إلى زيارة جلالة الملك للمحافظة في المستقبل.
وكان محافظ الطفيلة الدكتور مفيد عنانبة، قال في كلمته إن محافظة الطفيلة الهاشمية تقف اليوم طودا شامخا إلى جانب محافظات العز في أرض الأردن صمودا لا تخاذل فيه، وهمة عالية لا وهن فيها، تطاول عنان السماء شموخا بهذه الرعاية التي أسبغتموها عليها، وفاء وصدقا وحنانا.
وبين أن المحافظة الهاشمية التي ما ساومت يوما على ولاء وانتماء تقف خلف الهيبة الهاشمية إجلالا وإيمانا بحتمية الظفر بالمستقبل المشرق، مؤكدا أن الأردن، بقيادة جلالة الملك، غدا نموذجا عصريا في البناء والتحديث ومواكبة التطور والازدهار بكل ثقة واقتدار.
وحضر اللقاء رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، ومدير الأمن العام.-(بترا)