ما هي المفاجآت التي يحملها عام 2022 للأسواق العالمية!

19 يناير 2022
ما هي المفاجآت التي يحملها عام 2022 للأسواق العالمية!

 

صراحة نيوز – عام 2021 كان عاماً مليئا بالمفاجات التي لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين في سوق تداول الأسهم حيث وصل سوق تداول الأسهم الأوروبية والأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية. كانت أيضا هناك مخاوف كبيرة متعلقة بأزمة مطوري العقارات في الصين وأن هناك حالة من الركود قادمة لا محالة إلى أن النتائج جاءت جميعها عكس التوقعات. فقد كان حقا عاما استثنائيا.

مع بدايات عام 2022، ما هي توقعات أداء أسواق المال خاصة مع ظهور متحور أوميكرون من وباء الكورونا والذي قد يعكر بشكل أو باخر من صفو انتصارات العام الماضي في مختلف الأسواق المالية عن طريق الاستثمار عبر الانترنت ، دعنا نسرد بشئ من التفاصيل الرؤى الفنية والتوقعات التي صدرت من كبرى المؤسسات المالية في وول ستريت نحو الربع الأول من عام 2022…

تأثير وباء الكورونا ومتحور أوميكرون
بشكل عام، كان وباء الكورونا هو المحرك الأساسي والرئيسي منذ أواخر عام 2019 حتى اللحظة حيث كان هناك علاقة طردية ما بين الاقتصاد العالمي وفيروس كورونا في أغلب أحداث الأسواق المالية من انهيارات طالت جميع دول العالم خلال عام 2020 نتيجة تعطل الحياة بشكل كبير وعمليات الإغلاق الجماعي إلى حالة من الانتعاشة والنمو خلال عام 2021 على خلفية التوصل أخيرا إلى لقاح وباء الكورونا. ومع بدايات عام 2022 ما زالت هناك مخاوف تتعلق بالمتحور الجديد أوميكرون وتأثيره على معنويات الأسواق المالية بشكل كبير.

يتوقع خبراء الاقتصاد إلى أن فيروس الكورونا سيكون أمرا ثانويا جانبيا هذا العام حيث مع انتشار اللقاحات وأيضا الحبوب المضادة للفيروس كما أعلنت شركة فايزر سيضع حدا بشكل كبير أمام انتشار الفيروس وما يتبعه من متغيرات أو سلالات جديدة وأن التأقلم علي الوضع الحالي هو الطريق إلى العودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية وعودة النشاط التجاري كما كانت.
مخاوف التضخم
بالنظر إلى الأسواق والاقتصاد العالمي والبدء في البحث عن أسباب واقعية لارتفاع الأسعار، فإن أرباح الشركات المرتفعة بشكل كبير قد أثبتت إمكانية تمرير التكاليف إلى المستهلكين الذين هم على استعداد للإنفاق. وأنه في حالة انخفاض ضغوط التضخم خلال الأشهر القليلة المقبلة، فليس من المتوقع أن يقابله ذلك بارتياح عام لأن ذلك قد انعكس بالفعل على أسعار تداول الأسهم.

تشير المذكرة الاقتصادية الصادرة من مؤسسة جولدمان ساكس أنه في حالة استمرار ضغوطات الأسعار، فالأمور ستصبح صعبة بلا شك وأن سوق الأسهم ليس سوى وسيلة تحوط مثالية ضد التضخم مثله مثل سوق تداول الذهب. ومن ناحية أخري فقد صرحت رئيسة الاقتصاد الكلي في لومبارد أودير، فلوريان ايلبو، أن استمرار نمو الأسعار وارتفاعها فوق نسبة الـ 4% من شأنه أن يضر بسوق تداول الأسهم ويأكل نسبة كبيرة من الأرباح.

وأيضا نتيجة الي التضخم المرتفع، قد تضطر البنوك المركزية إلى تشديد السياسة النقدية وهذا من شأنه أن يرفع تكلفة الاقتراض خاصة على الدول المثقلة حاليا بالديون. من ناحية أخري فقد أشعل جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي شرارة عام 2022 بسعي الفيدرالي إلى تقليص عمليات شراء الأصول بشكل أسرع. وبناء على توقعات مؤسسة مورجان ستانلي فإن تأثير هذا التقليص من قبل البنك المركزي الأوروبي وسعي البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية هو من بين أكبر المخاطر التي تهدد تصاعد الأسهم هذا العام.

حيث أجمع خبراء المال أن السياسات النقدية للبنوك المركزية كانت من أقوى العوامل التي دفعت أسعار الٍأسهم للارتفاع خلال 2021 وأن تحول البنوك المركزية إلى سياسات مالية أكثر تشددا من أجل مواجهة التضخم سيدفع الأسواق إلى سيناريوهات هبوطية.

تفاؤل بشأن الأسواق الصينية
علي الرغم من اجراءات بكين الصارمة تجاه أرباح عمالقة التكنولوجيا في عام 2021 بالإضافة إلى فرض قيود بشكل صارم أيضا على مطوري العقارات بهدف تقليص اعتمادها على هذا القطاع، ناهيك عن تعطل التجارة الخارجية بشكل كبير وارتفاع أسعار المصانع وصعوبة الحفاظ علي هامش الربح خلال عام 2021 خاصة مع عدم تقديم أي مساعدات من قبل البنك المركزي، فقد نتج عن كل ذلك تأثر كبير في النمو الاقتصادي بالسلب. في المجمل العام كان أداء الأسهم الصينية في عام 2021 من بين الأسوأ علي الإطلاق حيث انخفض مؤشر أداء الأسهم الصينية بنسبة 50% وعلى الرغم من ذلك هناك حالة عامة من التفاؤل بشأن الأسهم الصينية في عام 2022.

هذا التفاؤل يأتي من رؤية الخبراء بأن ذروة التشديدات من الحكومة الصينية قد ولت وأن القادم سيكون داعما بشكل كبير للاقتصاد وأن الدولة تسعى إلى تعديل سياساتها تجاه مطوري العقارات وغيرها من القطاعات بما يخدم مصلحة الاقتصاد بشكل عام. حيث أعربت مؤسسة جولدمان ساكس عن تفاؤلها بشكل كبير بشأن الفرص الاستثمارية المتعلقة بـ حملة رئيس الصين شي جين تحت عنوان الرخاء المشترك وانعكاس ذلك على أسعار السوق وانتعاش أرباح الشركات وتحسن أدائها.
الدرس المستفاد من عام 2021!
ولكن ماذا بعد.. كافة هذه العوامل لا تضمن بأي شكل من الأشكال العوائد التي من الممكن أن يحملها لنا عام 2022. حيث أن الأجندة الاقتصادية والسياسية لهذا العام مكتظة بالأحداث المؤثرة بما فيها الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية والانتخابات الفرنسية أيضا وانخفاض سعر الليرة التركية وغيرها من الأحداث والأزمات التي تؤثر بشكل كبير في مجريات أداء الأسهم.

إذا تعلمنا شئ واحدا خلال عام 2021، فهو أن التركيز على التحليل الأساسي في الشركات التي تستثمر فيها ليس دائما هو الطريق الأفضل والأكثر ربحية، خلال العام قد شهدنا ارتفاعا جنونيا أسعار بعض الأسهم مثل GameStop الذي وصل إلى 800% دون أي سبب واضح مبني على تحليل فني أو تحليل أساسي للشركة وإنما هي حركة وجنون السوشيال ميديا. ناهيك عن انتعاشة أسواق العملات الرقمية وجنون الأسعار الذي شهدته خلال عام 2021 وتخطي القيمة السوقية لـ سوق العملات الرقمية حاجز الـ 2 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ.

لذا إذا كانت هناك نصيحة واجبة هذا العام فهو لابد وأن تكون انتقائي والعمل على تجنب الشركات ذات العمالة المرتفعة ومتابعة الاحداث أول بأول من أجل اتخاذ القرار الاستثماري المناسب في الوقت المناسب خاصة مع ازدحام الأجندة الاقتصادية لهذا العام ما بين أخبار واحداث اقتصادية وأخرى سياسية لها تأثير مباشر على السياسات النقدية والاقتصادية للدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

الاخبار العاجلة