مثقفون وأكاديميون عرب ينتدون حول مذكرات المؤرخ الأردني د.علي محافظة “ذاكرة الأيام”

26 أكتوبر 2020
مثقفون وأكاديميون عرب ينتدون حول مذكرات المؤرخ الأردني د.علي محافظة “ذاكرة الأيام”

د. محافظة: تفتّـح وعيي السيـاسي مـع القضيـة الفلسطينيـة والنشــاط الحـزبـي

د. أبوحمّور: المذكرات تشتمل على ملامح من تاريخ المجتمع الأردنـي وتـطوراته

د. زيادة: د.محافظة قدم النهضة العربية بمنهجية أثرت على جيل من الدارسين

د. الأرناؤوط: “ذاكـرة الأيـام” شهادة على مراحل من تاريخ الأردن وسورية

د. مبيضين: د. محافظة مـؤرخٌ صادق يتخـذ المواقف وينتهج الصراحة

د. حسين: خريطة فكرية لنهضة الفكر العربي والإصلاح في أعمال د.محافظة

د. نصيرات: المذكرات تتضمن جانباً إحيائياً من التـراث الشعبي الأردني الأصيل

د. الموسى: مفكر منتمٍ لأمته وقامة أكاديمية ذات مكانة في الوطن العربي وخارجه

د. الكيـالـي: مـؤلفات د. محافظـة تحظى بالتقـديـر لدى كـل قـارئ عـربي جـاد

 نظم منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 21/10/2020، من خلال تقنية الاتصال المرئي، لقاءً حول سيرة ومذكرات د. علي محافظة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الأردنية وعضو المنتدى، التي صدرت مؤخراً بعنوان “ذاكرة الأيام، عمر من التعلّم والتعليم والعطاء الفكري”، وتناول د.محافظة في المحاضرة التي ألقاها مراحل سيرته منذ البدايات في قريته، ودراسته في جامعة دمشق، وعمله في التعليم والسلك الدبلوماسي في بعض العواصم الأوروبية والعربية، ثم عمله في الميدان الأكاديمي ورئاسته لجامعة مؤتة وجامعة اليرموك ورئاسته للجنة إصلاح التعليم في أواسط الثمانينيات المنبثقة عن مبادرة رعاها سمو الأمير الحسن بن طلال، وإنتاجه الفكري في البحث التاريخي والدراسات.

وقدم نخبة من أساتذة التاريخ والمثقفين من الأردن ولبنان والعراق وسورية وكوسوفو في اللقاء الذي أداره أمين عام المنتدى د.محمد أبوحمور، مداخلات وشهادات حول مضمون الكتاب وجوانب سيرة مؤلّفه إنساناً ومؤرخاً وأكاديمياً، وهم : المفكر والمؤرخ اللبناني د.خالد زيادة رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت، والمؤرخ الكوسوفي/ السوري د.محمد الأرناؤوط رئيس معهد الدراسات الشرقية في بريشتينا، والسفير الأسبق د.غازي فيصل حسين أستاذ العلاقات الدولية ورئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، والمؤرخ د.مهند مبيضين مدير مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، والمؤرخة د.فدوى نصيرات أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة فيلادلفيا، و د.عصام سليمان الموسى أستاذ الإعلام والاتصال من الأردن، وناشر المذكرات الأستاذ ماهر كيالي مدير عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان .

وتناول المشاركون مضمون مذكرات د.محافظة التي تشتمل على ملامح من تاريخ المجتمع الأردنـي وتـطوراته خلال ثمانين عاماً، كما أنه قدم النهضة العربية في بعض مؤلفاته بمنهجية أثرت على جيل من الدارسين والباحثين العرب، واعتبروا أن “ذاكـرة الأيـام” شهادة على مراحل من تاريخ الأردن وسورية، وفيها جانب إحيائي لمظاهر الأصالة في التراث الشعبي المحلي، وتحدث آخرون عن شخصية د. محافظة مؤرخاً صادقاً يتخـذ المواقف وينتهج الصراحة، وعن دأبه على بلورة خريطة فكرية لنهضة الفكر العربي والإصلاح في أعماله، فضلاً عن أنه مفكر منتمٍ لأمته وقامة أكاديمية ذات مكانة في الوطن العربي وخارجه ومـؤلفاته تحظى بالتقـديـر لدى كـل قـارئ عـربي جـاد .

تحدث د. علي محافظة في محاضرته عن مسقط رأسه قرية كفر جايز، التي كانت تمثل حياة الريف الأردني في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، بما في ذلك الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وركّز في حديثه على الأسرة ودور كل فرد فيها في توفير العيش الكريم لها، وعلى كُتّاب الشيخ الذي يعلم الأطفال القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وإتقان العمليات الحسابية، والمدرسة البدائية في القرية ومعلميها.

كما تناول مرحلة الدراسة الثانوية في مدينة إربد، وأثر نكبة فلسطين على المجتمع الأردني، وعلى تنمية الوعي السياسي بين الشباب، وتأثير الأحزاب السياسية في خمسينيات القرن الماضي على طلبة المدارس.

وروى د. محافظة ذكرياته عن الدراسة الجامعية في جامعة دمشق بين سنتي 1955 و1960 على نفقة وزارة التربية والتعليم الأردنية ووزارة التربية والتعليم السورية، ونيل شهادة الإجازة في الآداب بتخصص التاريخ والدبلوم العام في التربية. ثم العودة إلى الأردن وممارسة التعليم في مدرسة رغدان الثانوية في عمان بين سنتي 1960 و1962. ثم التعيين في وزارة الخارجية الأردنية بين سنتي 1962 و1971، والعمل في السفارات الأردنية في بون وتونس والجزائر وباريس والقاهرة. والحصول على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة السوربون في باريس سنة 1971. وأشار إلى الدوافع التي جعلته يستقيل من وزارة الخارجية ويلتحق بالجامعة الأردنية أستاذاً مساعداً في قسم التاريخ في كلية الآداب سنة 1971.

كما تحدث د.محافظة عن القسم الثاني من مذكراته وعنوانه “خمسون عاماً في التعليم الجامعي (1971- 2020)” بما في ذلك ممارسة التعليم في الجامعة الأردنية لمدة عشر سنوات حصل خلالها على رتبة الأستاذية. ثم تعيينه رئيساً لجامعة مؤتة ومؤسساً لها بين سنتي 1981 و1989، والتي انتقل منها ليصبح رئيساً لجامعة اليرموك بين سنتي 1989 و1993.

وأشار د.محافظة إلى أنه وفي أثناء رئاسته لجامعة مؤتة سعى سمو الأمير الحسن بن طلال ولي العهد في ذلك الحين إلى إصلاح التربية والتعليم في مرحلتيها التعليم العام والتعليم العالي بين سنتي 1985 و1987. وعهدت رئاسة اللجنة التي عينها رئيس الوزراء لهذه الغاية إلى د.محافظة، وقدمت تقريرها النهائي سنة 1987 فعقد مؤتمر التطوير التربوي صيف ذلك العام. وأجريت في ضوء قراراته إصلاحات في المناهج المدرسية، وإعداد المعلمين، وتم وضع خطط دراسية جديدة في الجامعات الرسمية. وكان لسمو الأمير الحسن بن طلال دور مميز في تحقيق الإصلاح المنشود آنذاك.

 

ومن جهته قال الوزير الأسبق وأمين عام منتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمّور في كلمته التقديمية: إن مذكرات د. محافظة تصوّر خلال حوالي ثمانين عاماً سيرة علم من أعلام الفكر والبحث التاريخي والتعليم في الأردن والوطن العربي، وفي الوقت نفسه تشتمل على ملامح من تاريخ المجتمع الأردني وتطوراته في العصر الحديث، إضافة إلى جوانب مهمة من تاريخ الحركة الفكرية والتعليم في الأردن، والفكر العربي المعاصر عموماً.

وأضاف د.أبوحمور أن هذه المذكرات توثق لتجارب مبكرة في الوعي السياسي، والعمل الدبلوماسي، وتؤكد أن التعليم الذي فضله د.محافظة على كل شيء هو أنبل عمل يقوم به الإنسان.

 

وأشار د. خالد زيادة رئيس المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت إلى أن أول معرفته بالدكتور محافظة كانت معرفة فكرية من خلال كتابه “الاتجاهات الفكرية عند العرب في عصر النهضة 1798-1914″، الذي لم يذهب فيه د. محافظة إلى أفكار الأشخاص بل إلى الاتجاهات الدينية والاجتماعية والقومية، وقدّمها بطريقة منهجية أكاديمية، فكان لهذا الكتاب تأثير كبير على جيل من الدارسين والباحثين والطلبة الجامعيين، الذين قرؤوا فيه تجربة النهضة العربية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

وقال د. زيادة : إن د.محافظة قد كافح على الرغم من الظروف الصعبة التي نشأ فيها وحقق الكثير على مستوى التعليم والوطن والأمة، وذلك عبر مختلف تجاربه كمعلم ودبلوماسي وأستاذ جامعي ومفكر وباحث أكاديمي.

 

وبيّن د. محمد الأرناؤوط، رئيس معهد الدراسات الشرقية في بريشتينا بكوسوفو، أن مذكّرات د. محافظة ليست شهادة للتاريخ الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للأردن فحسب، بل هي شهادة للأردن وسورية التي عمل فيها معلماً في مرحلة انتقالية؛ مرحلة الوحدة بين مصر وسورية وما بعدها، ثم مرحلة الانفصال التي تناولها د. محافظة في دراساته بشكل موضوعي.

وأشار د. الأرناؤوط إلى المعرفة الواسعة والمنهجية التي حصل عليها د. محافظة خلال فترة دراسته للماجستير والدكتوراة في أثناء عمله الدبلوماسي، والتي تمثلت في جانب منها بالحرص الكبير على الوصول إلى الأرشيفات ومراكز الوثائق، مما يؤكد موثوقيته العلمية كما يزيد الإعجاب باستمراره في البحث والتأليف.

 

وأشار د. مهند مبيضين، مدير مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، إلى أن د. محافظة من المؤرخين النابغين في الدولة الوطنية العربية المعاصرة، وأن كتابه “الديمقراطية المقيدة” يتناول ويؤرخ محطة مهمة في تاريخ الأردن المعاصر باتجاه التحول الديمقراطي. 

وأوضح د. مبيضين سمات من الشخصية الأكاديمية والبحثية التي تميز بها د. محافظة وكونه المؤرخ الموضوعي الذي يتخذ المواقف ويتحدث بصراحة وبلا مجاملة.

 

وقال د. غازي فيصل حسين رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية : إن د. محافظة يمتلك خريطة فكرية في مسألة نهضة الفكر السياسي العربي في مواجهة التحديات الكبرى، ومن أجل التوجّه نحو دولة الأمة ودولة المواطن والحريات والديمقراطية، والتحرر من مأزق التخلف في رفض الحداثة والتقدم، وتأكيد دور الحوار وأهميته في حوارالثقافات .

 

وأشارت د. فدوى نصيرات، أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة فيلادلفيا، إلى تجلّي حُب د. محافظة لنشر الثقافة والقومية من خلال المذكرات، إضافة إلى قدرته على تجاوز الاختصاص الدقيق في التاريخ إلى مخاطبة عموم القراء، وما عبرت عنه المذكرات من احترامه للرأي الآخر.

كما أشارت د. نصيرات إلى الجانب الإحيائي في مذكرات د. محافظة لجوانب من التراث الشعبي في العادات والتقاليد وقيمة العمل وحب التعاون، وحتى طرق العلاج للأمراض، والبساطة في مختلف مناحي الحياة.

 

وأشار د.عصام سليمان الموسى، أستاذ الاتصال والإعلام إلى أنّ القارئ سيتعرّف خلال هذه المذكرات على د.محافظة المؤرخ والأكاديمي الذي يقول كلمة الحق الجريئة، ويعبّر عن رأيه دون مجاملة مما يزيد احترام الآخرين له. وسيتعرّف عليه باحثاً مرموقاً تفتح له الندوات والمؤتمرات أبوابها، وقد وظّف د. محافظة خبرته الطويلة الغنية في تجربة أكاديمية ثرية صنعت منه شخصية متميزة، وتكتشف أنك أمام مفكر منتمٍ لأمته وقامة أكاديمية ذات مكانة مقدرة في الوطن العربي وخارجه.

 

وتحدث ناشر الكتاب الأستاذ ماهر كيالي، مدير عام المؤسسة العربية للدراسات والنشر عن جهود د. محافظة التأليفية في تاريخ الأردن وفلسطين والإصلاح في الوطن العربي والتي ظهرت في كتب مرجعية، ومنها مثلاً دراسة العلاقات الألمانية – الفلسطينية، وتاريخ الأردن الحديث، والفكر السياسي في فلسطين، وحركات الإصلاح والتجديد في الوطن العربي وغيرها، وصولاً إلى مذكراته “ذاكرة الأيام” وكلها مؤلفات تحظى بالتقدير لدى كل قارئ عربي جاد.

يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة على الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وعلى قناة المنتدى عبر منصة YouTube .

 

الاخبار العاجلة