صراحة نيوز – بدأ مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة جلسته الخاصة حول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل سفارة بلاده الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، خلافا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وكانت ثمان دول هي بوليفيا ومصر وفرنسا وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروغواي طلبت عقد الجلسة حول قرار الرئيس الأميركي، وتم في بداية الجلسة دعوة مندوبي الأردن واسرائيل وممثل فلسطين لحضورها.
وأكد الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة- المنسق الأممي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولا ملادينوف التزام الأمم المتحدة بعملية السلام وأن لا بديل عن حل الدولتين.
وعبر ملادينوف عن شعوره بالقلق حول تبعات قرار الرئيس ترامب، الذي أعقبه احتجاجات عنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين والسلطات الاسرائيلية، وكذلك مسيرات احتجاجية واسعة في العديد من دول الشرق الأوسط والعالم.
وأشار الى اطلاق صواريخ من قطاع غزة أمس باتجاه اسرائيل والرد الاسرائيلي عليها، داعيا الى عدم التصعيد وضبط النفس والانخراط في الحوار.
وقال ملادينوف أنه ساد لعقود تفاهم عام بين أعضاء مجلس الأمن بأن من شأن أي قرار أحادي الجانب أن يؤدي الى تقويض عملية السلام، مبينا أن مسألة القدس تعتبر من قضايا الوضع النهائي.
وعبر مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا عن استنكار بلاده لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيرا الى أن القرارات الاحادية تخالف القانون الدولي.
وحذر من تداعيات القرار على استقرار المنطقة، منوها الى أن مجلس الأمن رفض احتلال القدس عام 1967ولم يعترف بذلك، وسحب جميع الهيئات الدبلوماسية من المدينة المحتلة.
وقال ان قرارات المجلس تؤكد على عدم تغيير وضع القدس الا باتفاق طرفي الصراع.
وأكد سفير بريطانيا بالأمم المتحدة خلال كلمته على التزام بريطانيا بقرارات مجلس الأمن بخصوص القدس، مشيرا الى أن سفارة بلاده ستبقى في تل أبيب.
ودعا الولايات المتحدة الى تقديم مقترحات تفصيلية لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أشاد بمواقف الأردن ودوره المميز في المنطقة.
بدوره، قال سفير السويد بالأمم المتحدة أن بلاده لم تعترف بضم القدس وتعتبرها مدينة محتلة، وهي لا تعترف بها عاصمة لاسرائيل.
وقال أن قرار ترمب أحادي الجانب يؤثر على مفاوضات الوضع النهائي وحل الدولتين، مشيرا الى الى المكانة المميزة والرمزية للقدس مدينة الأديان السماوية الثلاثة.
وأشاد مندوب السنغال بالدور الأردني والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس.
ودعا للالتزام بالوضع الحالي لمدينة القدس والالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة.
كما أشاد مندوب فرنسا بالدور الأردني المميز في القدس، معربا عن أسفه لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأحادي الخاص بالقدس.
وقال:” لن نعترف بمحاولات تغيير وضع القدس والتركيبة السكانية فيها وستظل بالنسبة لنا أرضا محتلة، ونعتبر أي محاولة لتغيير وضعها باطلة وينبغي التخلي عنها”.
ودعا الى ضبط النفس والعودة الى المفاوضات بين طرفي النزاع.
وأعلن مندوب ايطاليا رفض بلاده لقرار ترمب الأحادي المتعلق بالقدس، مؤكدا أنه لا بديل لحل الدولتين.
كما أكد مندوب الأوروغواي رفض بلاده للقرار الأمريكي، مطالبا بمواصلة الجهودة للعودة الى المفاوضات سعيا للتوصل الى السلام من خلال حل الدولتين.
من جانبه، قال مندوب بوليفيا ان قرار ترمب يقوض عملية السلام ويفاقم الصراع في الشرق الأوسط، مطالبا بانهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف بناء المستوطنات.
وأكد على الالتزام بالجهود الدولية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وأنه لا بديل عن حل الدولتين لانهاء ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
أما سفيرة الولايات المتحدة فقالت أن قرار الرئيس دونالد ترمب مرتبط بتحقيق رؤية الشعب الأمريكي، وأن واشنطن اتخذت خطوتها بناء على الأمر الواقع لمدينة القدس.
وأكدت التزام ادارة ترمب بعملية السلام، والتزامها بحل الدولتين في حال موافقة طرفي النزاع.
وانتقدت السفيرة الأمريكية الأمم المتحدة واتهمتها بأنها أضرت بعملية السلام وكانت منبرا للعداء والكراهية لاسرائيل.
في المقابل، عبر مندوب روسيا عن قلقه من قرار ترمب ” الذي يعقد الأزمة”، مؤكدا دعم بلاده ووقوفها مع التسوية العادلة بين طرفي النزاع، بما في ذلك وضع مدينة القدس.
وقال ” نحن مع حل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين”.
كما أيد مندوب كازاخستان أهمية استئناف المفاوضات للوصول الى حل الدولتين، وتمتع شعبيهما بالأمن والسلام.
وأوضح ممثل فلسطين الدكتور رياض منصور أن قرار ترمب يتناقض مع القانون الدولي والقرارات ذات الصلة ويساهم في اشعال الأوضاع في المنطقة، كما أنه يقوض دور الولايات المتحدة في عملية السلام.
وقال أن وضعية القدس لا يمكن تغييرها بصورة منفردة ويتوجب الغاء القرار الأمريكي الأحادي، الذي يتعارض مع كل القرارات الدولية بشأن القدس.
وحث مجلس الأمن على تأكيد مواقفه السابقة بخصوص القدس، ودعاه الى اعادة ثقة الفلسطينين بالقانون الدولي وانهاء معاناتهم.
وطالب ببذل كل الجهود لانهاء الاحتلال لينال الشعب الفلسطيني استقلاله، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.
ووصف مندوب اسرائيل قرار الادارة الأمريكية الخاص بالقدس بالقرار “الجريء”، معبرا عن شكره وامتنانه للادارة الأمريكية.
وقال:” لا يمكن لأي صوت في الأمم المتحدة أن يغير حقيقة أن القدس عاصمة لاسرائيل، وعلى كل عضو في هذا المجلس أن يوجه رسالة واضحة أنه لا يقبل العنف”.
وعبر مندوب الصين عن دعم بلاده لاقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعرب عن قلق الصين من القرارات أحادية الجانب بشأن القدس وحذر من تبعاتها وعواقبها.
من جهته، قال مندوب اليابان أن قرار ترمب قد يؤدي الى تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط ويؤثر سلبا على مناخ السلام.
وأضاف أن تحديد وضعية القدس يتم فقط من خلال المفاوضات بين طرفي النزاع، وطالبهما بضبط النفس.
وعبر مندوب اثيوبيا عن قلقه من قرار ترمب الأحادي، داعيا الى ايجاد حل دائم وشامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، مؤكدا دعم بلاده لاقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وحث مندوب أوكرانيا الأمم المتحدة على بذل كل جهد ممكن سعيا لاحلال السلام الدائم والشامل في المنطقة والعالم.