محاربة الإرهاب الدولي في سوريا تأخذ بعداً جديداً على منصتي “تويتر” و “تلغرام”
6 سبتمبر 2021
اشتهرت قوات الوحدات الخاصة في الجيش العربي السوري بإسم “صائدوا الدواعش”، و ذاع صيت هذه الفرقة خاصة بعد أن نشرت بعض وكالات الأنباء الغربية مقالاتٍ أسالت فيها الحبر لتؤكد بأن عناصر هذه الفرقة المسلحة تلقوا تدريبات عسكرية من أعلى مستوى من قبل خبراء روس في معسكرات مغلقة في اللاذقية شمال غرب سوريا.
لم يقتصر الأمر على بعض وكالات الأنباء الغربية و إنما شاطرتها الرأي في ذلك، أغلب وسائل الإعلام العربية سوا كانت موالية للنظام السوري الحاكم أو ذات طابع مستقل، و قد أجمع المراقبين الذين تم استضافتهم في هذه القنوات بأن أفراد فرق صيادي الدواعش في سوريا شاركت بشكل فعال في محاربة داعش و القضاء على الإرهاب في الكثير من المعارك، حتى أن وزارة الدفاع الروسية في بيانها الصادر في مارس عام 2017، عقب تحرير مدينة تدمر، أشادت بدورهم من خلال كشفها عن أن تحرير تدمر تم بجهود الجيش السوري والقوات الرديفة بدعم مباشر من الطيران الحربي الروسي فيما لعبت “قوات الوحدات الخاصة السورية” دورا حاسما في العملية.
ما سبق ذكره تاريخ وثقته عدسات المصورين و تم حفظه في ذاكرة الشعب السوري الذي عانى الأمرين من الإرهاب الدولي الذي يمارس على أرضه، فلا مجال لمحو هذا التاريخ، و يبدو أن هناك من يحاول تشويهه على الأقل و ذلك عن طريق خلط بعض الحقائق و إعادة سرد الأحداث التي جرت في عام 2017 إبان تحرير بلدتي عقيربات و حويسيس، بروايات تنافي الواقع, فقد انتشرت مؤخرا في وسائل التواصل الإجتماعي حسابات تحمل مسمى ” محمد هنتر” يدعي صاحبها أنه ” صياد سابق” كما يدعي بأن فرقة صيادي الدواعش ما هي إلا ستار خفي لمرتزقة “فاغنر” الروسية، التي كانت تتولى حسب زعمه الأعمال القتالية في ميدان المعركة و من ثم تنسحب تاركه “لقطة الكاميرا” لفرقة صائدوا الدواعش في إشارة إلى التمويه بأن الانتصار على داعش كان نتاج مشاركتهم، و إن دورهم في الأمر لا يتعدى النشاط الاسفيري عن طريق توفير المعلومات، ينشط هذا الحساب حالياً على منصتي ” تويتر” و “تلغرام” و ينشر تغريدات تحط من شأن الجيش العربي السوري، و قد أتهم الجيش السوري بالعجز، و في هذه النقطة تحديداً يرى المراقبون أن تغريدات محمد هنتر وما شابهها من حسابات أخرى، تحط من شأن الجيش السوري، و كذلك من قوات الوحدات الخاصة المعروفة إعلامياً بـ “صائدوا الدواعش” التي يدعي الإنتماء إليها، و ذلك عن طريق تغريدات كثيرة تحدث فيها عن عدم سماح القادة العسكريين الروس لهم بالمشاركة في المعارك خشية تلقيهم لهزائم نكراء من قبل داعش، و إن القوات الروسية لم تسمح لهم بدخول مدينة تدمر إلا بعد أن حررتها قوات فاغنر و من ثم جاءت إليهم الإشارة بالتحرك لنسب هذا الانتصار لهم و الحفاظ على سمعة فاغنر نظيفة و تخفيف الضغط على الحكومة السورية.
يظل هذا الإدعاء محل تشكيك كبير من قبل المراقبين الدوليين ما لم يُصادق بدلائل واقعية تسنده، و إلا فإنه لا يتعدى خانه الإشاعة المغرضة التي تنبئ عن ضعف القدرات العقلية لمروجيها, كما تؤكد بأن من يقف خلف مثل هذه الحسابات في منصات التواصل الاجتماعي بأنه يعادي سوريا شعباً و حكومة و له أهداف خفيه تنال من وحدة الجيش السوري و تعمل على تشويه سمعته و خلق الفتن بينه و بين الميليشيات المسلحة التي تتبع له، حتى يتسنى لهم من زعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد المنكوب.
حرصت الحكومة الروسية مرارا و تكرارا على نفي تواجد أي قوات غير نظامية تتبع لها في الأراضي السورية و كثيرا ما حاولت جاهدة فك الارتباط بينها وبين مجموعة “فاغنر” سيئة السمعة، و جاء هذا النفي وسط اتهامات من قبل عدة جهات دولية، صرحت بأن مرتزقة فاغنر تنشط في سوريا و السودان و أفريقيا الوسطى، غير أنها لم تنجح في تكذيب الكرملين و إثبات إدعاءاتها.