المريض يحمل الآلام جسده يفتش عن طبيب ذو خبرة وسيرة طبية متميزة، كونه هو الذي يواسي المريض . ويبوح له بما يعاني . وفي زحمة البحث ،بالقرب من احد المستشفيات فأول ما يطالعك أسماء الأطباء عنوان غز وفخر واقتدار يافطة كبيرة بكل معانيها ( مدينة الحسين الطبية سابقا ) . يدلك بأنه عمل سابقا في جامعة كل الاختصاصات الطبية وتخرج منها ونهل من مناهلها في العلوم الطبية . فالمدينة الطبية تذكر كل أردني وعربي بالفرح الغامر الذي يعيشه المريض لحظة تماثله للشفاء على يدي أطباء مهرة ومبدعين كتبوا قصص نجاحاتهم الطبية بحروف أنارت مشوارهم الطبي .
ومدينة الحسين الطبية بالأمس واليوم وغدا هي بيت الخبرة والخبراء الذين يشار لهم بالبنان والأردنيون والعرب لا يثقون إلا بها . وبالذين تخرجوا منها . ولهذا تشهد ازدحاما كبيرا من المراجعين، وهذه الثقة المطلقة في أطباء وكوادر مدينة الحسين الطبية. عرب ومن المنتفعين الأردنيين الذين تصل نسبتهم إلى 50% من الأردنيين . فأينما توجهت تجد الاكتظاظ . وهنا أؤكد أن الخدمات الطبية هي صاحبة العراقة والأوائل في إجراء العمليات المعقدة ولذلك فهي محط تقدير واحترام الجميع . فالازدحام في كل الأقسام والعيادات واذكر منها: مركز الملكة علياء لأمرض وجراحة القلب، عيادات العيون ، الأسنان ، الأنف والإذن ، المختبرات ،الشرايين ، الكلى والمسالك … الخ . إلى جانب عيادات الاختصاص وصيدليتها التي تشهد حركة نشطة من المراجعين وكل صيدلي فيها يردد سلامتكم . وهذا يدل أن هناك ثقة في كل يوم تجدد لأصحاب الفضل بعد الله. وهنا يستحضرني شريط طويل من خدماتها التي قدمتها في العديد من دول العالم وكانت بحق سفيرة الأردن في المجال الإنساني . ويبدو أن الحكومة استكثرت أن تواصل الخدمات الطبية الملكية تقديم خدماتها الطبية والعلاجية للمواطن الأردني ، وقد أحزنني ذلكم القرار الذي أقدمت علية الحكومة والمتضمن حرمان المرضى من تلقي العلاج في مرافق المدينة الطبية المختلفة . وهذا يعني ان الناحية الإنسانية انعدمت بعدما منع على المريض سرعة إرساله إلى مدينة الحسين الطبية لإنقاذ حياته كونه بأمس الحاجة لإجراء عملية جراحية لأنه لا يحتمل التأخير، والإجراء الجراحي في مستشفيات وزارة الصحة يمتد شهورا. وخلالها قد يفارق الحياة. والحرمان الحكومي هو الموت ألسريري ( الموت البطيء والتخلص منه . كما أن عدم تحويل المرضى إلى مدينة الحسين الطبية يترتب علية إيقاف الحوافز التي يتقاضاها الأطباء كل ثلاثة أشهر. وقد تساهم في مساعدة الطبيب على العيش اللائق له ولإفراد أسرته . عبر مساعدته بدفع أقساط سيارته أو شراء شقة أو استئجار شقة . ودفع الرسوم للمدرسة التي يدرس فيها أبنائه. ومع توقف إرسال المرضى إلى مدينة الحسين الطبية فان مخاطرة وخيمة قد يؤدي إلى إفراغ مدينة الحسين الطبية ومستشفيات الخدمات الطبية الملكية من النخب الطبية المؤهلة تأهيلا رفيع المستوى . وتوجها للعمل في القطاع الخاص .وبذلك تفقد الخدمات الطبية كوادرها الطبية التي أنفقت عليهم أموالا على تدريبهم وتأهيلهم عبر ابتعاثهم للدراسة في أرقى الجامعات والمعاهد العالمية وإشراكهم في الدورات والمؤتمرات الدولية .
هذه المدينة الطبية التي تفتح أبوابها على مدار الساعة مرحبة أهلي وأبنائي أيها المشتاقون إلي يا من غمرتموني حبا واحتراما وثقة اعتز بها . إن تواجدكم يسعدني فإذا كنت مصدر إلهامكم فانتم الحياة التي تنعش فؤاد الأطباء والعاملين جميعا بكل تخصصات صنوفهم المختلفة . نحن المثقلون بأوجاع وهموم الأردنيين فان قلبي الكبير ينبض بحبكم .
ويبقى يعتصرني الألم إلى حين تتراجع الحكومة عن قرارها . والعمل على زيادة ما يخصص للخدمات الطبية الملكية في موازنة الدولة للخدمات الطبية فما هو مرصود عبارة عن رواتب وشراء للدواء .
أيها الأمناء على صحة المواطن تذكروا أن لكم جناحا خاصا في بيت العلم والخبرة والمعرفة( مدينة الحسين الطبية ).. فلا تفرغوه من كفاءاته .
وتبقى الخدمات الطبية الملكية محل اهتمام القائمين على إدارتها . ورعاية واهتمام مباشر من لدن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبد الله الثاني حفظة الله . حمى الله الأردن وقادته الهاشمية .
عبد الله اليماني