صراحة نيوز – تلعب المشاريع الصغيرة والمتوسطة دوراً حيوياً في تعزيز الاقتصاد الأردني وتساهم في زيادة الناتج الإجمالي المحلي وتشكل جزءاً كبيراً من فرص العمل، إذ يبدو من المهم العمل على توسيع قواعد عملياتها ونموها لتبدو أكبر وأقوى وقادرة على خدمة المزيد من الزبائن من خلال صقل المهارات المالية والإدارية لأصحاب المشاريع لضمان نضجها وديمومتها وزيادة تنافسيتها.
حيث يعد دعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة (المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة) العمود الفقري لهدف مركز تطوير الأعمال- BDC للحد من مشكلة البطالة في الأردن وزيادة فرص العمل، وتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة.
حيث صممت مشاريع مركز تطوير الأعمال لتعزيز بيئة أعمال خصبة وتمكينية لرواد الأعمال الطموحين للازدهار والنمو وتوفر لهم الوصول الكافي إلى التمويل وهياكل الدعم المستدامة والتوجيه المناسب ومنصات المعلومات الموثوقة، فضلاً عن خدمات تطوير الأعمال وبرامج بناء القدرات، وكذلك صممت برامج المركز التدريبية لإلهام العقليات والسلوكيات والمهارات الريادية بين الشباب، مع التركيز بشكل خاص على ريادة الأعمال الخضراء والاجتماعية من أجل تأثير مستدام ومراعي للنوع الاجتماعي وصديق للبيئة.
كذلك يعمل مركز تطوير الأعمال كميسر ويبني على خبرة الشركاء من القطاعين الخاص والعام والمحلي، والمبادرات المبتكرة والموارد لدعم الشركات الأردنية الصغيرة والمتوسطة للوصول إلى إمكاناتها التجارية الكاملة وصقل أنشطتها التسويقية، من خلال أن تصبح أكثر قدرة على المنافسة على الصعيدين الوطني والعالمي ومربحة ، وبالتالي قادرة لخلق فرص عمل لمجتمعاتهم.
وجاء جزءاً من هذا الدعم عبر تصميم وإدارة “البرنامج الوطني للتشغيل الذاتي- انهض” والذي جاء كأحد برامج الميثاق الوطني للتشغيل، والمنسجمة مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم لمحاربة البطالة بين الشباب، من خلال تعزيز نهج التشغيل الذاتي عوضاً عن التوظيف عبر تقديم سلسلة خدمات متكاملة فنياً ومالياً وفتح الباب أمام الشباب لتمكينهم من إقامة وامتلاك مشاريع تنموية صغيرة ومتوسطة وتقديم خدمات دراسة الجدوى والتشبيك بغرض التمويل من البنوك الإسلامية والتجارية.
ويعمل برنامج انهض كذلك على تقديم خدمات الإرشاد والتوجيه اللاحقة لعملية التمويل بغرض توجيه رواد الأعمال والحفاظ على ديمومة واستدامة مشاريعهم، وقد تمكن البرنامج من تدريب وتأهيل أكثر من 1200 شاب وشابة وتعزيز المهارات والسلوكيات الريادية لديهم ورفع كفاياتهم لتأسيس مشاريعهم الخاصة بطريقة تضمن ديمومتها واستمراريتها ومن ثم وإنشاء وتطوير 233 مشروع ريادي في مختلف مناطق المملكة، ساهمت بتوفير ما يزيد عن 922 فرصة عمل مباشرة.
وفي سياق متصل جاء تنفيذ برنامج ” ريادة الأعمال الخضراء” في الأردن المصمم من قبل منظمة سويتش-ميد الإسبانية و بتمويل من الإتحاد الأوروبي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط لتطوير قدرة المؤسسات المحلية ومراكز تطوير الأعمال إلى تقديم مستوى عالي ومتميز في مجال دعم ريادة الأعمال الخضراء عن طريق نقل أفضل وسائل وطرق التحليل والتطوير من خلال ورشات تدريبية وجعلها منهجية مستدامة ومتاحة لجميع مقدمي خدمات تطوير الأعمال الخضراء على منصة تفاعلية الكترونية واحدة.
إذ يستهدف البرنامج 120 ريادي وريادية أعمال خضراء من مختلف محافظات المملكة وتدريبهم ودعمهم على اكتساب المهارات التطبيقية والعملية التي يحتاجونها في فترة إنشاء مشاريعهم الخضراء الخاصة من قبل مدربين مختصين في مجال ريادة الأعمال الخضراء و من ثم احتضانهم في مسرعات و حاضنات الأعمال و تقديم خدمات الدعم المالي و مساعدتهم في إنشاء شبكة من العلاقات التي من شأنها ان تسهم في توسيع نطاق أعمالهم و بالتالي خلق فرص عمل للشباب الأردني وخلق مشاريع خضراء تسهم في المحافظة على البيئة و دعم عجلة التقدم الاقتصادي.
كما تم تصميم مشروع “عزم” مشروع الدعم الاقتصادي للمجتمعات الأكثر تأثراً من جائحة كورونا والمدعوم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسيف UNICEFبهدف خلق نشاط اقتصادي في المناطق النائية مستهدفا الفتيات لزيادة مشاركتهن الاقتصادية عبر تمكينهم وإنشاء مشاريع صغيرة، حيث تمكن المشروع من إقامة ما يزيد عن 100 مشروع تنموي فردي أو من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي والجمعيات في أكثر من 70 قرية نائية على أطراف المحافظات، منها قريقة والجفر والجدعا والبربيطة وغيرها من القرى النائية، حيث تلبي الحاجات التنموية والأنشطة الاقتصادية المفقودة في السوق المحلي لتلك المناطق، وقد حققت تلك المشاريع أكثر من 170 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وفي سياق زيادة المشاركة النسائية في النشاط الاقتصادي والقوى العاملة فقد تم تصميم وتنفيذ برنامج مدد “تعزيز الوصول إلى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة” بهدف تعزيز آليات تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين وبث روح الريادة لديها واستهداف قدراتها وتمكينها بطرق مبتكرة بناء على مرتكزات عدَّة وتزويدها بالمعارف والأفكار لتهيئتها لسوق العمل وفق متطلباته الحديثة ومساعدتها على إنشاء مشاريع اقتصادية، فقد تم دعم وتمكين ما يزيد عن 3000 سيدة بينهن 67 سيدة تمكن من فتح مشاريعهن الخاصة خلال العام الماضي، وقد بلغت مشاركة المرأة في مختلف برامجنا ما يزيد عن 65%.
وفي ذات السياق جاء إطلاق مشروع ريادة الأعمال المتقدمة للمجتمعات المستضيفة واللاجئين السوريين بالشراكة مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD لتعزيز الكفايات والسلوكيات الريادية التي تساعد المشاركات على زيادة تحفيزهن وثقتهن بأنفسهن كرياديات أعمال، للبدء بإنشاء مشاريع مستدامة وينتقلن بها من إدارة أعمالهم إلى بناء أعمال موجهة للنمو.
ومن الجدير بالذكر أن مركز تطوير الأعمال وعلى مدار عدة سنوات مضت عمل على تصميم وتنفيذ العديد من البرامج التي تعنى بالتنمية الاقتصادية من أجل إجراء التحسينات على الإدارة، والتسويق، ووأنظمة الجودة، وأساليب الإنتاج والإدارة المالية بغرض تعزيز التنافسية بين المشاريع الأردنية الصغيرة والمتوسطة، وعلى تحسين قدرات قطاع الأعمال والقدرة التنافسية العالمية للمؤسسات وإنشاء روابط بين الشركات الصغيرة والمتوسطة مع الشركات الضخمة للاستفادة منها.