مرياع موديل 2020

13 يوليو 2020
مرياع موديل 2020

صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان 

يحضرني مقالة  كتبتها في عام 2012  للتعريف بمرياع الغنم والتي اعيد نشرها بعنوان جديد ( مرياع موديل 2020 ) على أمل ان يتعظ من يتبعون الأخرين دون وعي أو ادنى تفكير

نص المقالة 

المرياع هو شيخ قطيع الغنم، أصله خروف ابن ساعته لم يذق حليب أمه ولم يشرب حليب اللبا منها (واللبا هو سائل يخرج من الثدي في أول أيام بعد الولادة ويتكون فقط في الأسبوع الأول والثاني بعد الولادة ثم يختفي وهو غني بالمواد الغذائية والأجسام المضادة لزيادة مناعة الوليد ومقاومته للأمراض)

يتم فصل المرياع عن أمه منذ ولادته، ويتم إرضاعه من حمارة أو من زجاجة موضوعة في خرج حمار، ومع مرور الزمن يصبح الحمار بمثابة أمه وأبيه أينما ذهب، حيث يبقى حوله وخلفه، وفي مرحلة متقدمة من عمره يتم خصيه والعناية به ليسمن ويوضع في رقبته جرس خاص يسمى «القرقاع» لتصبح مهمته قيادة القطيع خلف الحمار المدرب على السير باتجاه المرعى…

وكلما سار المرياع يدندن الجرس وهي إشارة للقطيع ليلحق به وهكذا دواليك…!

تحضرني قصة هنا وهو أن مرياعا سار بالقطيع في منطقة وعرة حتى وصل إلى حافة واد سحيق …. فانزلقت قدماه فسقط أسفل الوادي فما كان من باقي القطيع إلا أن لحقه – بحكم الاقتداء – واحدا تلو الآخر كون النعاج والخراف اعتادت أن تقاد …..!

إن بين البشر من هم على شاكلة الغنم لا يحلو لهم السير إلا خلف مرياع ودون أدنى تفكير …!؟ المهم أنه عندما يسير المرياع يسير القطيع كاملا وراءه ويتبع خطاه مُعتقداً أنه يسير خلف الخطا الواثقة لزعيمه البطل …

ولكن المرياع ذو الهيبة العظيمة المَغشوشة لا يسير إلا إذا سار الحمار أمامه ولا يقدم على تجاوزه أبداً.

عندها يتلخص المشهد في المعادلة التالية: الأغنام خلف قائدها وقائدها خلف الحمار.

ومن أجمل ما قرأت تعليقا على المقال السابق ما يلي 

تشبيه بليغ لحال واقع نعيش فيه…
كم من امة سلمت مقاليدها للمرياع…و كم من مرياع لا يتعدى مساره الا خطى حمار …و النتيجه اندثار امم …و اختفائها…
نحن العرب عندنا ازمة بالثقه…دائما ما نبحث عن القائد الملهم…..ينتفي المعيار العقلي عندنا في التقييم…و تغلبنا العاطفه بالتاييد و التعظيم…نصدق الوهم حتى لو كان خيالا…لتعويض نقص الثقه المتواجد …
و عندنا عقدة المؤامره…فكل ما يحدث لنا و معنا هي مؤامره…و ليست ناتج طبيعي لتسليمنا زمام الامور لمرياع …يسيره حمار…

 

الاخبار العاجلة