مساعدة الطفل بالواجبات المدرسية المنزلية.. مسؤولية الأم أم الأب أم كليهما؟

13 سبتمبر 2022
مساعدة الطفل بالواجبات المدرسية المنزلية.. مسؤولية الأم أم الأب أم كليهما؟


بيروت- على من تقع مهمة التدريس المنزلي للأبناء؟ هل هي مسؤولية الأم فقط، أم الأب؟ أم كليهما معا؟
يؤكد خبراء علم الاجتماع وعلم النفس أن مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم لها تأثير كبير في نجاح وتحقيق أهداف الطفل المرجوة في المدرسة.
فالتعليم ليس مسؤولية المدرسة فقط، بل التزام مشترك بين الطلاب، الأسر، المعلمين، المدرسة، وفق متخصصين.
ويعتبر متخصصون أن التدخل الأسري في العملية التعليمية من بين أهم العوامل التي تؤثر على النجاح المدرسي للأبناء.
نموذج أبستين
من أهم ما تطرق إلى أهمية الأهل في نجاح أولادهم بالتحصيل الدراسي “نموذج أبستين” (epstein model of parental involvement). وكان للباحثة جويس أبستين، المعروفة في مجال العلاقة ما بين البيت والمدرسة، التي صنفت 6 أنواع من أنشطة مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم، وتاليا أهمها:
الرعاية الأبوية (Parenting)
يقصد بها توفير الوالدين لأبنائهم البيئة المنزلية الجيدة التي تدعم التعلم وتتضمن توفير الأمن النفسي، الرعاية الصحية، التغذية الملائمة، أساليب التربية والتنشئة الإيجابية، تنمية السلوك والقيم والأخلاق، فضلا عن النصح والوعي بأهمية التعليم وغيرها، وهي بيئة تهيئ الطفل للحياة المدرسية وتؤسس شخصيته وسلوكه ودافعيته نحو التعلم.
التعلم في المنزل (Learning at home)
يقصد به مساعدة أولياء الأمور لأبنائهم في أداء الأنشطة التعليمية كالواجبات المدرسية، المذاكرة، القراءة، البحث، تنفيذ المشاريع والتجارب.
كما يتضمن مساعدة المدرسة لأولياء الأمور لتقديم الدعم التعليمي الكافي لأبنائهم. فمثلا يمكن إرشاد الوالدين لأفضل الطرق والإستراتيجيات التي يمكنهم استخدامها أثناء تعليم أبنائهم بالمنزل، وكيفية التغلب على المشكلات السلوكية أو التعليمية التي يواجهها المتعلمون، أو التعرف على المناهج والمشاريع التربوية الجديدة.
اتخاذ القرار (Decision making)
أي مشاركة أولياء الأمور في عملية اتخاذ القرار في المدرسة كالانضمام إلى مجلس الآباء أو مجلس إدارة المدرسة، قيادة وتمثيل مجتمع أولياء الأمور.
هل على الأمهات مساعدة أطفالهن في الواجبات المدرسية؟
طرح موقع “ليرنيغ أند ذا برين” (learningandthebrain) في تقرير نشره سؤالا هاما: هل ينبغي على الأمهات مساعدة أطفالهن في الواجبات المدرسية؟ وهل يستفيد الأطفال أكثر في الدراسة بسبب متابعة أمهاتهن للأمور التعليمية؟
فقد قامت الباحثة جانا فيلجارانتا من أصول فنلندية والحائزة على الدكتورة في علم النفس من جامعة شرق فنلندا، مع عدد من زملائها، بأبحاث شملت عددا من طلاب الصف الثاني والرابع الابتدائي لمعرفة مدى أهمية دور الأمهات في متابعة أولادهن في التحصيل الدراسي مقابل دور الآباء.
وخلصت إلى أن أدوار الأمهات في عملية التدريس مهمة جداً لأنهن يدفعن أولادهن ليكونوا أكثر إصراراً والتزاماً وثقة واستقلالية في إنجاز المهام، كما أنهن يقدمن المساعدة في التدريس أو مراقبة ما إذا كان الطفل قد قام بواجبه المدرسي أو أنه قادر على القيام بذلك بنفسه.
تدريس الأبناء مسؤولية الأم أم الأب؟
 يقول المستشار الأسري الدكتور حسين الحلبي: من المعتاد أن تقوم الأم وحدها بمتابعة الدروس اليومية للأولاد في البيت، رغم أن هذه المسؤولية مطلوبة من الوالدين، وليس من المفروض أن يكون هناك نزاع على ذلك، فتدريس الأبناء جزء من اهتمام الأب والأم على حد سواء، وهما يلعبان دورا فعالا في مساعدة أولادهما من الناحية التعليمية.
ويؤكد أن الطفل يحتاج فعليا إلى اهتمام الأب أيضاً، لذلك فمشاركته الفعالة في عملية التدريس تؤهل الطفل لتحقيق التفوق.
وبحسب الحلبي، غالباً ما يكون أحد الطرفين غير ملم بكل الأمور التعليمية أو غير متعلم بالقدر الكافي لمتابعة طفله في المنهج الدراسي، لذلك يجب على الطرف الآخر (أبا كان أم أما) أن يسد هذا النقص ويكون له دور فعال ومؤثر في عملية متابعة التحصيل الدراسي.
ويعتقد أن دور الأم أهم من دور الأب ثقافيًا في عملية تعليم الأبناء، فهي تقوي شخصية أولادها وتحافظ عليهم وتعلمهم الأخلاق، كما يعتقد أن الأم هي من يقع على عاتقها الدور الأكبر في تربية وتعليم الأبناء بحيث تقوم بمساعدة أبنائها في مراجعة الدروس وحلّ الواجبات والتحضير للدروس الجديدة.
وينبه الحلبي إلى أن هنالك أساليب خاطئة يعتمدها بعض الأهل مع أبنائهم في المذاكرة منها العنف اللفظي (إهانة الطفل ووصفه بأنه غبي مثلا أو العقاب الجسدي، الأمر الذي يؤدي إلى توتر الطفل وشعوره بالخوف من تكرار الخطأ والفشل في الدراسة مما يجعل عقله غير قادر على التفكير.
 
كيف تؤثر مشاركة الوالدين في العملية التعليمية؟
الأب أيلي غالب لديه 3 أولاد بمراحل مختلفة يقول “أنا وزوجتي لدينا عمل وكلانا لديه مسؤوليات تجاه المنزل والأولاد، لذلك فعملية التدريس ومتابعتها تتم بالتعاون، فأنا أهتم بابنتي الثانية بالمرحلة المتوسطة، وزوجتي تقوم بمهمة المذاكرة مع ابني الصغير لأنها تعرف كيف تتعامل معه، لكن المشاركة ضرورية لأن وجود الاثنين مع الأبناء يجعلهم أكثر تركيزاً وحرصا على متابعة دروسهم بإيجابية”.
من جهتها تشدد الأم الشابة سفيتلانا طراف -في حديث للجزيرة نت- على أهمية أن يكون للآباء دور فاعل ومؤثر في عملية متابعة التحصيل العلمي للأولاد، فحسب تجربتها قامت على عاتقها كل هذه المسؤولية لغياب زوجها الدائم بسبب انشغالاته المستمرة في العمل وسفره المتكرر، مما أدى للاعتماد الكلي على الأم في المذاكرة.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

الاخبار العاجلة