صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
أذكر ويذكر معي العديد من ابناء محافظة الطفيلة يوم السادس من شهر حزيران 1992 حيث افتتح الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه مبنى مستشفى الأمير زيد بن الحسين حيث تجمع المئات للترحيب بمقدم جلالته وقالوا كلمة واحدة نريده مستشفيا عسكريا لثقتنا الكبيرة بقدرة قواتنا المسلحة على ادارته فكان لهم ذلك حيث تكرم المغفور له بإذن الله وأمر بان يتبع للجيش واطلق عليه اسم المغفور له الأمير زيد بن الحسين .
الدافع وراء ذلك ما عاناه السكان من المستوى المتدني لمشفى قديم كان يقع وسط المدينة ويتبع لوزارة الصحة وأذكر ان جلالة المغفور لها الملكة علياء الحسين استجابت لمر شكوى وتذمر اهل الطفيلة وقامت بزيارته للاطلاع على أوضاعه وأثناء عودتها دفعت حياتها ثمنا لمواطنتها الصادقة حيث سقطت الطائرة التي تٌقلها واستشهدت رحمها الله .
فرحة المواطنين بالمشفى الجديد لا توصف وقد مرت عليهم سنوات من المعاناة حيث كانوا يُفضلون ارسال مرضاهم الى عمان عبر طريق الموت ( الصحراوي ) على مراجعة المشفى القديم الذي بالكاد كان يُوفر ابسط متطلبات العلاج وأما اليوم فشتان ما كان وما اصبح حيث اولت الخدمات الطبية الملكية مستشفى الأمير زيد جل اهتمامها فبات مقصدا للعلاج ليس لابناء المحافظة فحسب وايضا لسكان المناطق المحيطة .
وما يُمير المشفى اليوم ليس فقط التطور الذي شهده وما زال مستمرا بل أيضا ادارته الحصيفة التي يتولاها الان احد ابنائها الذي تدرج في الرتب وعلى ما أذكر من رتبة نقيب واصبح برتبة عميد لم يفارقه سوى للمشاركة في دورات خارجية ما أكسبه متانة في العلاقات بأبناء مجتمعات المحافظة وهي ميزة يقل نظيرها مع أهميتها في ادارة المؤسسات وحسن التعامل مع المواطنين ولا يعني هذا انتقاص من ادارة من تعاقبوا عليه منذ تأسيسه .
لا نختلف في المحافظة اننا نتطلع الى ان يكون مشفى الأمير زيد يشمل كامل الخدمات كما هو الأمر في مدينة الحسين الطبية لكن متى ما توفرت الادارة الحصيفة فان كل أمر يهون وقد علمت من كثيرين ان ادارته المتابعة لكل صغيرة وكبيرة لا تألوا جهدا في تقديم الخدمات للسكان سواء داخل المشفى أو سرعة التحويل الى المستشفيات التحويلية حال احتاج المريض لذلك وفي طلب ما ينقصه من تقنيات طبية وموارد بشرية مختصة وأن ادارة الخدمات الطبية الملكية لم تبخل ضمن الأمكانيات المتاحة ويكفي الاشارة هنا الى ان مدير الخدمات اللواء الطبيب معين الحباشنة قد زاره منذ توليه المنصب ما لا يقل عن اربع مرات وهو من وجهة نظري رقما قياسيا في موازاة الزيارات الميدانية لباقي كبار المسؤولين حيث ان بعضهم لم تطأ قدميه ارض المحافظة .
خلاصة القول ان الارتياح العام سببه ادارته والدعم المستمر الذي تُقدمه الخدمات الملكية وما نأمله ان تكون بداية انطلاق المستشفى المدني الذي شرعت الحكومة ببناءه في بلدة العيص والذي ستتولى ادارته وزارة الصحة كما كانت انطلاقة مشفى الأمير زيد مع الأخذ بعين الاعتبار أن يشمل فقط التخصصات الطبية التي ما زالت المحافظة بحاجة اليها لتخفيف معاناة تنقلهم الى العاصمة .
تحية اعتزاز وتقدير لإدارة الخدمات الطبية الملكية ممثلة بمديرها العام اللواء الطبيب معين الحباشنة ولإدارة مستشفى الأمير زيد بن الحسين ممثلا بمديره العميد الطبيب محمد الرواشده والى جميع الذين يتفانون في اداء واجباتهم وفي مقدمتهم قواتنا المسلحة الباسلة .