صراحة نيوز – نددت جموع المشاركين في المسيرة الشعبية الجماهيرية التي دعت إليها الحركة الإسلامية والفعاليات الشعبية والشبابية بكافة المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء كانت عبر “صفقة القرن”، أو غيرها، معلنين رفضهم مشاركة الأردن في مؤتمر البحرين الذي سيعقد تمهيدا للصفقة المشبوهة التي تستهدف الأردن وفلسطين.
وهتف المشاركون في المسيرة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط عمّان، بمشاركة قيادات الحركة الإسلامية وشخصيات وطنية وسياسية وحزبية ونقابية ونيابية، شعارات بضرورة التصدي بمختلف الوسائل المتاحة للصفقة المشبوهة، مشددين على ضرورة تكاتف الجهود الشعبية العربية لتفويت الفرصة أمام تمرير الصفقة.
وأكدوا على ضرورة اتخاذ الحكومة مواقف صريحة وحازمة تجاه دولة الاحتلال، تتمثل بسحب السفير الأردني وطرد السفير الصهيوني من عمّان، وإلغاء اتفاقية وداي عربة واتفاقية الغاز، محذرين من مغبة المشاركة في مؤتمر البحرين الذي سيكون ركيزة أولى للإعلان عن الصفقة.
وأكدت الجموع كذلك، وقوفها مع قضايا الأمة الأولى، كما نددو بسلطات الانقلاب المصري متهمينها بقتل الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي، كما عبروا عن إدانتهم للانقلاب على سلطة شرعية وصلت إلى سدة الحكم عبر انتخابات ديموقراطية، حيث أدى المشاركون في المسيرة صلاة الغائب على روح الشهيد مرسي في ختام الفعالية.
الهنيدي: حضور ورشة البحرين يشكك بمصداقية الموقف الأردني
واعتبر نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين عزام الهنيدي بأن حضور ورشة البحرين سيهز لاءات الملك الثلاث ويشكك بمصداقية الموقف الأردني ويمهد لتنفيذ صفقة القرن.
واستهجن الهنيدي خلال كلمته في المسيرة “التعذر بأن المشاركة في مؤتمر البحرين تهدف لإسماع صوت الأردن من صفقة القرن الذي أعلن عنه مرارا وتكرارا”.
وطالب الهنيدي الحكومة بإعلان مقاطعة مؤتمر البحرين لما يشكله من توطئة لصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني وعلى حساب الأردن، وعدم الاستجابة للضغوط والإغراءات التي تقدم للأردن للتنازل والتفريط في موقفه ضد الصفقة.
وأكد الهنيدي على الموقف الشعبي الصلب الرافض لصفقة القرن ومؤتمر البحرين، مطالبا بأن ينسجم الموقف الرسمي مع هذا الموقف الشعبي لتجاوز هذه التحديات والضغوطات، معتبرا أن ثبات الموقف الأردني والفلسطيني ضد صفقة الفرن سيفشلها.
وثمن الهنيدي موقف السلطة الفلسطينية الرافض لصفقة القرن وللمشاركة في مؤتمر البحرين، مطالبا السلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية لمقاومة كافة الضغوط التي تمارس لتمرير صفقة القرن.
كما طالب السلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وتحقيق مصالحة فلسطينية على أساس مشروع وطني يدعم المقاومة للاحتلال.
وطالب بعض دول الخليج وبعض الأنظمة العربية بوقف الارتهان للموقف الأمريكي والهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، ووقف دعم الثورات المضادة لإرادة الشعوب ودعم مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف “لن تمر صفقة القرن و وفروا أموالكم لمصلحة شعوبكم ونهضة أوطانكم، ولا تظنوا أن أمريكا ستحمي عروشكم، فلن تحميكم إلا شعوبكم إن تصالحتم معها وحققتم إرادتها”.
العكايلة: الحكومة استنفذت كافة أوراق اسقطاها
وقال رئيس كتلة الإصلاح النيابية عبدالله العكايلة، إن حضور الحكومة لـ”مؤتمر المنامة والخيانة والمقدمة العملية لتصفية القضية الفلسطينية أمر مدان ومرفوض وتكون بذلك قد استفدت أخر سهم في جعبتها لإسقاطها، كاشفا بأن الكتلة ستتبنى مذكرة لإسقاط هذه الحكومة.
وأكد بأن “كتلة الإصلاح وجهت كلمة إلى الملك عبدالله الثاني الذي أعلن مرارا وتكرار انه يرفض صفقة القرن في موقف شامخ حازم يرفض فيه التهويد والتطبيع والوطن البديل او المساومة على القدس والوصاية الأردنية عليه ورفض كل الضغوط، وقلنا له إن الشعب الأردني والأمة العربية والإسلامية تقف معك في هذا الموقف الشامخ في وجه الضغوط ونحن على استعداد لأكل أوراق الشجر حتى لو لوحوا بالحصار وهددونا بالمال القذر”.
وأضاف بأن الكتلة تقول للملك: “امضي ووسع آفاق الأردن نحو تركيا وقطر واوروبا والهند لنقلب الطاولة على رؤوسهم”.
وأردف قائلا: “نرى هذا الموقف يمسه موقف حكومي يلوح بحضور ورشة العمالة والتي تشكل البدء التنفيذي لتصفية القضية الفلسطينية عبر صفقة القرن”، متسائلا: “فكيف نحضر مؤتمرا رفضه الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون ونحن أولى الناس برفضه لأنه يتآمر علينا كما يتآمر على الفلسطينيين”.
ولفت إلى أن الحكومة استنفذت كل أوراق اسقاطها وآخر ذلك صدمتها لشعور الشعب الأردني بعدم اقامة صلاة الغائب على الشهيد محمد مرسي.
وبين بأن رسالة تصفية فلسطين بدأت “منذ إخراج مصر عبر كامب ديفيد ثم جاء الشعب المصري ليستجمع قواه ويختار محمد مرسي ليمثل إرادة الشعوب وكرامتهم فكان الانقلاب عليه من قوى الشر والطغيان، لكن الشعوب التي أفرزت مرسي قادرة على افراز غيره من أحرار الأمة”.
أبو محفوظ: الشعب الأردني لن يصفق لترامب
بدوره، أكد النائب سعود أبو محفوظ على صلابة الموقف الشعبي الرافض لصفقة القرن والمشاركة في مؤتمر البحرين، ورفض التفرد الرسمي بمصير الوطن والأمة والتماهي مع هذه الصفقة التي وصفها بالنكبة الجديدة للقضية الفلسطينية.
واعتبر أبو محفوظ أن صفقة القرن تمثل بوابة الكيان الصهيوني للعالم العربي واسقاط قضية فلسطين والتضحية بها، مشيرا إلى أن الصفقة ماضية في طريقها ويتم تنفيذها على الأرض تدريجيا بالتعاون مع بعض الأنظمة العربية، خاصة من خلال مؤتمر البحرين التطبيعي.
وبين بأن ترامب يسعى لشراء انتصار عبر بيع فلسطين لكن قضيتها لا تحل بالمال بل قضية شعب لم تحل الا بالجهاد والتحرير، مؤكدا أن الحركة الإسلامية ستظل دوما مدافعة عن الوطن وثوابت الأمة.
واكد ابو محفوظ أن الشعب الأردني لن يصفق لترامب الذي نقل السفارة واعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وحاصر وكالة الغوث في عدوان سافر على المصالح الأردنية وتهديد الرعاية الأردنية المقدسات التي تشكل احدى شرعيات للدولة، مشيراً إلى أن الأردن يمكل عدة أوراق قوة في وجه العبث الصهيوني.
وحذر ابو محفوظ من تغير الموقف الرسمي الأردني تجاه مؤتمر البحرين وصفقة القرن، والاستجابة للضغوط التي تمارس على الأردن لتمرير الصفقة، مؤكدا على ضرورة دام الموقف الملكي الذي كان أعلن عن رفض صفقة القرن عبر لاءات الملك الثلاث.
وأضاف أبو محفوظ “ليس فينا من يرضى بالوطن البديل او التفاوض حول القدس والأقصى فالقدس قضية عقيدة، والحكومة ودبلوماسيتها على المحك، اما أن تضيع في زحام الصفقة او تنحاز للموقف الشعبي وتعزز تمتين الجبهة الداخلية في مواجهة الضغوط والتحديات”.