صراحة نيوز- بقلم د.محمد أبوحمور
وزير المالية الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي
أود أن أركز بشكل خاص على دور الشباب وقيمته في صنع المستقبل الوطني، من حيث أن الشباب هم الطاقة الحيوية القادرة على التحديث والتعامل المَرِن مع مختلف المتغيرات.
وأُشير هنا بشكلٍ خاص إلى التأكيد الواضح لهذا الدور في الأوراق النقاشية الملكية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ عام 2012 وضمن محاور متعددة من أهمها:
– التعليم، باعتباره “أساس الاستقرار والبناء الديمقراطي، والرافد لجيل واعٍ متمكّن بنشأة سياسية ومستوعِب للعملية الديمقراطية، والمُعالِج للممارسات السيئة والمفاهيم الثقافية والقيمية السلبية”، وحتى قبل الحديث عن “تعزيز دور الأحزاب وإعادة النظر في المنظومة القانونية والتشريعية، والمساواة أمام القانون” ، والاهتمام بالمناهج والأنشطة حول المواطنة الفاعلة.
– التنمية السياسية وتعزيز المشاركة، من خلال العمل الاجتماعي، والمشاركة في الانتخابات، والأنشطة السلمية البناءة التي تراعي مصالح الوطن، بما في ذلك الأنشطة والحوارات والجلسات النقاشية في الشأن العام.
– بناء نموذج اقتصادي جديد ومستدام يسعى لتحسين مستوى معيشة أبناء وبنات الوطن في ضوء التصور المستقبلي للاقتصاد الوطني.
– ضرورة وجود نظرة شمولية للشباب، ودعم مواقع الإدارة في الدولة بالكفاءات والقيادات الجديدة التي تُساهم بالارتقاء بها والنهوض بعملها، واعتماد الكفاءة والجدارة كمعيار أساس ووحيد للتعيينات.
وفي هذا المجال فإن قضايا الشباب ومشاركتهم لا تنفصل عن قضايا المجتمع ككل، بل إنها تشكل قضايا في صميم الاهتمامات العامة، سواء في التعليم والتكنولوجيا والتدريب والتأهيل، أو في حُسن توزيع القوى العاملة والاتجاه إلى التصنيع والتخفيف من البطالة، أو رعاية الإبداع، وغير ذلك، وصولاً إلى المشاركة السياسية التي هي حصيلة الوعي والفكر والمنهجية، والقدرة على الممارسة المسؤولة من أجل النهوض الاجتماعي.