صراحة نيوز –
أوصى مؤتمر ” القدس في الرواية العربية” بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في لحماية ودعم فلسطين وإبراز مكانة القدس التاريخية والإنسانية في المناهج التعليمية والتربوية وتوجيه البحث العلمي لإدراج القدس في الأبحاث الجامعية، وجاء في توصيات المؤتمر “في ظل الصمت العربي والعالمي من مسألة تهويد القدس وسرقة تاريخيها وتحويله باتجاه ما يخدم الأهداف الصهيونية، يوصي المشاركون بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة في إبراز نضالات الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقه في الحياة والسعادة“.
واختتم مؤتمر “القدس في الرواية العربية” أعماله بجامعة البترا، ونظمه قسم اللغة العربية بجامعة البترا بالتعاون مع مركز القدس للدراسات الاستراتيجية، برعاية سمو الأمير الحسن بن طلال. وحضور ضيفي الشرف مفتي القدس سماحة الشيخ الدكتور عكرمة صبري ونيافة المطران عطا الله حنا، وعدد من المشاركين الباحثين والروائيين الأردنيين والعرب، وأساتذة جامعات وقادة الفكر والرأي والدين والسياسة والثقافة، بهدف الرد سرديات إسرائيلية تسعى إلى نفي الوجود الفلسطيني في القدس وتسليط الضوء على المعالجة الفنية لتاريخ القدس في الرواية.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر على الحق التاريخي لمدينة القدس خاصة وفلسطين عامة، منددين “بمحاولات طمس الهوية الفلسطينية وعمليات التهويد الممنهجة، والمحو الإجرامي للرموز الإنسانية التي صاحبت تحولات هذه المدينة تاريخيا”، وأضاف البيان “يوصي المشاركون بضرورة دعم الدراسات العلمية والمؤتمرات والندوات، التي تعنى بالقدس خاصة والقضية الفلسطينية عامة. والمساهمة، كل من موقعه، في الدفاع عن الحق الفلسطيني سياسيا وثقافيا“.
وقال مفتي القدس الدكتور الشيخ عكرمة صبري إن “الاحتلال الإسرائيلي يحاول نشر الثقافة المسمومة والمزيفة والمزورة من خلال ترويج الرواية الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه يحاول تحييد وتهميش الرواية العربية”، مضيفًا “كان لا بد من إبراز الرواية العربية التي تقوم على الحقائق والبينات“.
ووجه صبري تقديره لجامعة البترا ومركز دراسات القدس على تنظيم المؤتمر، قائلا “من رحاب المسجد الأقصى المبارك أنقل لكم تحيات إخوانكم وأخواتكم المرابطين في الأقصى المبارك، وهم على الوعد والعهد في الدفاع عنه وحمايته، ويثمنون موقف إخوانهم وأخواتهم في الأردن الشقيق أرض الحشد والرباط“.
وقال رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا إن أعمال المؤتمر تضاف “إلى جهود الأمة في العمل المقاوم، وكل الروايات موضع الدراسة تندرج ضمن الأدب المقاوم، الذي يسعى إلى خلق وعي بقضية بيت المقدس وفلسطين”، مضيفًا “لا بد أن يستمر هذا النهج فهذا دور المبدعين وهذا دور النقاد، ودور المؤسسات التعليمية والثقافية، لأن الآخر يراهن على الزمن وتراخي الأجيال في التمسك بهذا الحق“.
وتحدث المطران الفلسطيني عطا الله حنا عن أهمية الرواية العربية في تناول مدينة القدس لما تمثله المدينة في الوجدان العربي، مؤكدًا تعرض المسيحيين والكنائس في القدس لتهويد المكان وللهجمة الصهيونية نفسها التي يتعرض لها المسلمون ومساجدهم في القدس، مشيدًا بأهمية الكلمة المناضلة في مواجهة المحتل الصهيوني.
وقال نائب رئيس مجلس أمناء مركز دراسات القدس سائد البديري “إننا نتطلع إلى مخرجات المؤتمر في تأكيد الهوية الوطنية والقومية، وفي إعلاء شأن الثقافة العربية”، معتبرًا أن المؤتمر يندرج ضمن العمل من أجل أن تبقى فلسطين عمومًا والقدس خاصة في ذاكرة أجيال المستقبل.
وقال مقرر المؤتمر الدكتور أحمد الخطيب “نحن هنا اليوم لنعاين صورة القدس في الرواية العربية هذا المكان المميز والمدهش الذي لعب دورًا فاعلا في أبنية العديد من العديد من الأعمال الرواية العربية وفي حيوية شخصياتها وفي التعبير عن مواقف كتابها ورؤاهم، وتصدى لها بالبحث والدرس مجموعة من أعلام الباحثين والمبدعين في عدة أقطار عربية يحدوهم الأمل في أن تظل القدس وقضية فلسطين حية في عقول أبنائنا ووجدانهم على امتداد الأرض العربية“.
وقال عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور رامي عبد الرحيم “نجتمع اليوم للناقش قصة مدينة مقدسة تطمس معالمها وتلغى هويتها ويضطهد أهلها، وهو ما عملت الرواية العربية على مجابهته من خلال حرصها على توثيق معالم مدينة تطمس يوميًا بشكل ممنهج لا يمكن السكوت عنه“.
وأضاف عبد الرحيم “إننا نأمل أن تكون كلمات رواياتنا عن مدينة القدس قوة دافعة و”رصاصات حق” تسبق الوصول إلى مرحلة متزنة تعيد الحق لأصحابه“.
وترأس الجلسة الأولى للمؤتمر وزير الثقافة السابق الدكتور صلاح جرار، شارك فيها الدكتور وليد الشرفا من فلسطين ببحث بعنوان القدس في السيرة الذاتية، والدكتور واسيني الأعرج من الجزائر والروائي إبراهيم نصرالله من الأردن بشهادة إبداعية.
وترأس الجلسة الثانية الدكتور عبد القادر الرباعي من الأردن، شارك فيها الدكتور أحمد حرب من فلسطين ببحث بعنوان صورة القدس في رواية جبرا إبراهيم جبرا، والدكتور بسام قطوس من الأردن ببحث بعنوان القدس في المتخيل الروائي العربي، والدكتور عادل الأسطة من فلسطين ببحث بعنوان رواية القدس بين الداخل والخارج، والروائية ليلى الأطرش من الأردن بشهادة إبداعية.
وفي يومه الثاني عقد المؤتمر جلسته الأولى برئاسة الدكتور يوسف بكار من الأردن، شارك فيها الدكتور مصطفى الضبع من مصر ببحث بعنوان بلاغة الأشياء في رواية القدس، والدكتور ناصر شبانة من الأردن ببحث بعنوان تقنيات السرد الروائي في رواية القدس، والدكتورة رزان إبراهيم من الأردن ببحث بعنوان قراءة نقدية ثقافية لـ «ظلال القطمون»، والدكتور إبراهيم السعافين من الأردن بشهادة إبداعية.
وترأس الجلسة الختامية للمؤتمر الدكتورة لانا مامكغ من الأردن، وشارك فيها الدكتورة أماني سليمان من الأردن ببحث بعنوان صورة القدس في رواية «فرس العائلة»، والدكتور أحمد الخطيب من الأردن ببحث بعنوان جمالية المكان في «جسر على نهر الأردن»، والدكتور أسامة العيسة من فلسطين (شهادة إبداعية).
وأقيم على هامش المؤتمر معرض للوحات فنية لمجموعة من الفنانين عن مدينة القدس بتنظيم من جمعية ألوان للإبداع الفني.