صراحة نيوز – لفت المقكر القطري استاذ العلومالسياسية في جامعة قطر الدكتور محمد المسفر في مقالة جديدة له نشرتها صحيفة الشرق القطرية بعنوان ” الاردن واللاجئون والسعوديون ” الى ما وصفه بحالة القلق السياسي والاقتصادي الذي يعيشه الاردن جراء اللجوء والقوى المفترسة التي تحيط بها والتي لا يهمها الاردن شعبا وحكومة ونظام حكم .
واضاف ان النظام ما برح يعلق آمال عونه وشد أزره في أزماته الراهنة على عرب النفط الذين تبتزهم الإدارة الأمريكية (الرئيس ترامب) في كل أزمة تخلقها لهم بهدف الابتزاز، ولن يكون آخرها تهديد الرئيس الأمريكي بأن على السعودية والإمارات زيادة إنتاجهما النفطي من أجل المحافظة على أسعاره المتدهورة وفي مقابل حمايتهما.
نص المقال
الاردن واللاجئون والسعوديون
يعيش الأردن الشقيق حالة قلق سياسي واقتصادي ولجوء، تحيط به قوى مفترسة لا يهمها أمر الأردن شعباً وحكومة ونظام حكم، والنظام الأردني ما برح يعلق آمال عونه وشد أزره في أزماته الراهنة على عرب النفط الذين تبتزهم الإدارة الأمريكية (الرئيس ترامب) في كل أزمة تخلقها لهم بهدف الابتزاز، ولن يكون آخرها تهديد الرئيس الأمريكي بأن على السعودية والإمارات زيادة إنتاجهما النفطي من أجل المحافظة على أسعاره المتدهورة وفي مقابل حمايتهما.
(2)
إخواننا في السعودية والإمارات تداعوا لعقد اجتماع طارئ في شهر رمضان المبارك يحضره ملك الأردن عبدالله الثاني بعد الهبة الشعبية وسقوط حكومة (هاني الملقي) في عمان، واستبدالها بحكومة كلف بتشكيلها السيد الرزاز، في ذلك الاجتماع الذي عقد ليلة القدر في مكة المكرمة استطيع القول “تمخض الجبل فولد غبارا” أرادوا من اجتماعهم إشعار جلالة الملك الهاشمي القرشي عبدالله الثاني بضعفه وأنه بدونهم لا يستطيع الحياة والاستمرار في الحكم ما لم يخضع لإرادتهم تحت ضغوط الحاجة، غاب عنهم أن الشعب الأردني هو القوة الفاعلة وهم حماة النظام الملكي، وأن الندرة لن تلوي ذراع المواطن الأردني الشقيق، من أجل حفنة من المال، إلى جانب الشعب الأردني وقفت دولة قطر تعطي بلا منة عشرة آلاف وظيفة فتحت لأهلنا في الأردن ميدان التعليم والصحة والإدارة، هذه الوظائف سوف تعول في المتوسط أكثر من ثلاثين ألف مواطن أردني إذا اعتبرنا أن الأسرة تتكون من ثلاثة أفراد، وقدمت قطر أكثر من نصف مليار دولار تنفق في مشاريع اقتصادية تعود بالنفع على أهلنا في الأردن، من حيث الإنتاج وتشغيل اليد العاملة، الى جانب مؤسسة “صلاتك” التي تقوم بتدريب وتمويل تعليم الشباب ذكراناً وإناثاً.
إن معالجة الاقتصاد الوطني الأردني وحاجات الشعب ليست بالوعود والهبات المشروطة بتقديم تنازلات تمس السيادة الوطنية، (مسألة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وصفقة القرن الخطيرة ، واللاجئين الفلسطينيين، الخ .) إن المعالجة المطلوبة هي زيادة الدعم لقيام مشاريع رأسمالية. وليعلم أهلنا في معظم دول الخليج العربي أن الجيش الأردني حمى بعض أنظمة الخليج العربي من السقوط، وترفعاً لا أريد أن أذكر تلك الدول التي سالت دماء أبناء الجيش العربي الأردني على أرض تلك الدول دفاعاً عن نظم الحكم القائمة هنا في الخليج. لم يهدد النظام الأردني بأنه لن يقدم حماية لأي نظام خليجي إلا بالدفع المقدم نقداً.
الرئيس الأمريكي ترامب هدد دول الخليج بالأمس القريب قائلا: إذا كنتم تريدون حماية أنظمتكم من السقوط فعليكم زيادة إنتاج البترول والدفع نقداً لتشغيل الأيدي العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية، بمعنى آخر، يريد الرئيس ترامب القضاء على البطالة في أمريكا على حسابنا نحن بني نفط. والسؤال الواجب طرحه هنا لبعض حكام الخليج، لماذا لا تهتمون بالشأن الأردني، كما اهتم الاتحاد الأوروبي باليونان والبرتغال ولم يجعلهما الاتحاد يتسولان أو يمارس عليهما ضغوطاً تمس كبريائهما وسيادتهما.
(3)
الأردن الشقيق أصبح مأوى لكل ضحايا الحروب في الوطن العربي، فعلى ترابه العزيز يعيش اللاجئ اللبناني، والعراقي والسوري واليمني إلى جانب العمالة المصرية التي تشارك الشعب الأردني مياهه وغذاءه ووقوده وغير ذلك.
اليوم قد يجتاح الأردن آلاف اللاجئين السوريين حديثا القادمين من درعا وما جاورها، هروباً من العدوان الروسي وجبروت الحاكم في دمشق بشار الأسد إلى جانب عشرات الآلاف من إخواننا السوريين الذين لجأوا إلى الأردن في مطلع المسألة السورية منذ عام 2011.
(4)
اعتقد أن النموذج الأنجع الواجب اتباعه من قبل السلطات الأردنية هو النموذج التركي إذ فتحت الأخيرة حدودها للاجئين السوريين وغيرهم للتوجه نحو جوارها الأوروبي فغرقت أوروبا بسيل عارم من اللاجئين السوريين وغيرهم، وتنادت أوروبا للحيلولة دون مزيد من اللاجئين يأتون إليها عبر الحدود التركية الأوروبية ، واندفع الأوروبيون نحو تركيا يقدمون لها العون ماديا للحيلولة دون اندفاع اللاجئين إلى أوروبا، فلماذا لا تقوم السلطات الأردنية بنقل لاجئي درعا وجوارها السوري إلى جنوب الأردن وتفتح الحدود لمن يريد العبور إلى أي جهة كانت، ومن المعلوم أن السعودية لديها مشروع ضخم (نيوم) ويحتاج إلى خلق يأتون إليه للبناء والعمل والحياة، فعلى الأردن أن يسمح للاجئين السوريين وغيرهم بالعبور عبر أراضيه إلى جنوب الأردن ومنه إلى السعودية لكي يلحقوا بمشروع (نيوم) العملاق.
آخر القول: أي إخلال بسيادة الأردن أو مس كرامة شعبه أو استصغاره سيعود على جواره بأوخم العواقب، وليعلم الخلق أن الشعب الأردني الشقيق هم أحفاد العرب الفاتحين.