مقال من اجل المقال

13 يوليو 2018
مقال من اجل المقال

صراحة نيوز – بقلم: اطراد موسى المجالي 

اصبح من الجازم قوله، ان معظم المقالات التي تنشر ما هي الا كغثاء السيل، ولأن اللغة وعاء الفكر تجد انك في معظم مقالات اليوم تقرأ كلمات صماء تخلو حتى من ابسط قواعد اللغة والفكر معا، فاين ذهبت الاقلام التي كنا نقرا لها ونعيد الكرة بالقراءة اكثر من مره لنفس المقال لنسبر في فكر كاتبه، واحيانا لا يسعنا الا قصه من الصحيفة في السابق او نسخه ضمن امكانات تكنولوجيا اليوم ليكون في حافظتنا من شدة اعجابك بالفكرة. كنا لا نرى الكاتب، ولكن نشعر به، كنا يوما وفي ايام دراسة الاعلام نقص بعض المقالات ونعلقها على حائط غرفتنا لتنبيهنا دوما انها هذه هي الكتابة التي يجب علينا ان نرتقي بفكرنا لنكون اصحابها يوما ما، اين الكتاب؟ واين المقال.

ان المطالع اليوم لكم المقالات التي يكتبها كل من” هب ودب”، يخجل من اللغة ويعتذر منها، وكذلك يخجل من العقول التي تقدم اليها كغذاء فكري من المؤمل ان يصنع رايا او يهدي الى بصمة تفيد المجتمع، فمجرد قراءة الاسطر الاولى من بعض المقالات ترى المقال لاجل “تسحيج” او شتم او “خطب ود احدهم” او لاجل الكتابة فقط وكان اللغة والمقال اصبحا معول السب والشتم او استجرار الفائدة ، فكثير من المقالات فضحت صاحبها من فقرته الاولى، وكان مقاله يقول: صاحبي يبحث عن منصب، صاحبي يشتم فلانا، صاحبي يخطب ود فلانا ، صاحبي يهدد فلانا.

يبدو ان من درسنا الاعلام في اواخر ثمانينات القرن الماضي قد ظلمونا، فقد كانوا يحددون لنا مسؤوليات الخبر والمقال الاجتاعية والوطنية قبل تعليمنا عناصر الخبر وكيفية كتابته، وكانوا جازاهم الله خير الجزاء يعلموننا عظمة الكلمة قبل كيفية صياغتها، واجزم ان معظم جيلي في الدراسة لم يقتات يوما على استخدام فنون الاتصال الشامل لا الاعلام فقط من خبر وتقرير وريبورتاج …الخ بغير مسؤوليات اخلاقية واجتماعية ووطنية برغم انهم فرسان قديمون يعلمون جيدا قدرة الكلمة على التاثير ، فلا احدهم انشأ منبرا للابتزاز والتهديد ولا مجلة ولا صحيفة بل قدموا خبرتهم وتعليمهم الاعلامي في المؤسسات الوطنية.

وياتيك سائل بقوله: اليست هذه المعادلة وهذه البيئة التي صنعت لنا، الم ترى كيف وصل فلانا وعلانا من جراء التكسب والابتزاز، واقول نعم، عندما تبيع نفسك للشيطان تقبض ثمن ذلك، وسيبقى من يكتب لاجل تلك المعاني الطيبة ومن اجل الفكرة، ويكون همهم فقط التعبير فقط عن افكارهم تجاه مجتمعهم دونما اسفاف ولا ابتزاز ولا تهديد ولا لفائدة مفضوحه.

الاخبار العاجلة