خلال ندوة لمركز دراسات الشرق الأوسط
صراحة نيوز – اكد المتحدثون في الصالون السياسي الذي أقامه مركز دراسات الشرق الاوسط يعنوان “انفراجات الأزمات العربية، الدوافع والفرص واتجاهات المستقبل” ، على وجود حالة من الانفراج في الازمات بين الدول العربية وبعض الاطراف الإقليمية، مع إمكانية أن تستفيد المستويات الوطني من هذه الحالة من الانفراج .
وأشار المتحدثون خلال الفعالية التي أدارها أستاذ العلوم السياسية الدكتور احمد البرصان بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية إلى ضرورة وجود حلول للأزمات القائمة عبر حوارات جماعية شعبية وحكومية، ومشاركة فاعلة من كافة الجهات المعنية بهذه الأزمات لوضع حلول مقبولة للتخلص من تداعياتها.
وأكد المتحدثون أن الأزمات العربية خلال السنوات الماضية تنوعت ما بين أزمات وطنية داخل الدولة الواحدة، وأزمات بينية على صعيد العلاقات بين الدول العربية، وأخرى مع بعض الأطراف الإقليمية، وعلى وجه الخصوص مع تركيا وإيران، مع تراجع دور وفاعلية مؤسسات العمل العربي المشترك التي تضاءل تأثيرها بصورة كبيرة خلال السنوات السابقة.
وحذر المتحدثون من حالة الانفتاح والتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، ودخوله كطرف مؤثر في العلاقات العربية – العربية، والعربية – الإقليمية، وإطلاق مشاريع التعاون الإقليمي التي يسعى الكيان الصهيوني من خلالها لاختراق الدول العربية ولإعادة تشكيل النظام الإقليمي بصورة تسمح له بالقيادة والاندماج في نسيج المنطقة، بما سيؤثر سلباً في مسار انفراج الأزمات العربية.
وفي ورقة بعنوان “متغيرات الأزمات العربية ودوافع الحل”، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور نظام بركات أن الأزمات العربية أحدثت حالة من الإحباط على المستويات الاجتماعية والاقتصادية ، واتساع فجوة الثقة بين الحكومات والنخب السياسية بعد فشل أحداث الربيع العربي في تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وزيادة العسكرة والإنفاق العسكري على حساب التنمية.
وأشار إلى ظهور صراعات جديدة حول الهوية الوطنية، وهي نزاعات تتعلق بالاندماج الوطني وتحقيق الوحدة، مع وجود أزمات مستجدة على الساحة العربية والدولية مجتمعية وبيئية وتنموية والتي تشكل تحديات للأنظمة السياسية للعمل على مجابهتها، وعلى رأس هذه الأزمات أزمة كورونا. وتداعياتها.
كما أكد أن ظهور الأزمات العربية واستمراريتها وفشل الحلول المطروحة حتى الآن قد ساعد في تعميقها، وأن عدم المشاركة في حل الأزمات من قبل القوى الشعبية العربية وقادة المجتمع المدني سيساعد في تسارع هذه الأزمات وخلقها وقائع جديدة على الأرض، مما يتطلب الإسراع في خلق حلول للأزمات القائمة عبر حوارات جماعية شعبية وحكومية.
من جهته رجح رئيس تحرير صحيفة السبيل عاطف الجولاني في ورقة بعنوان ” توقعات مسار الأزمات العربيةواتجاهاتها المستقبلية” أن تستفيد الأزمات على المستوى الوطني من حالة الانفراج في الأزمات بين الدول العربية، وكذلك من انفراج الأزمات بين الدول العربية وبعض الأطراف الإقليمية، وبتأثير التغيّر في توجهات الإدارة الأمريكية.
كما رجح أن يتواصل التحسن النسبي في العلاقات بين الدول العربية التي شهدت علاقاتها حالة تأزم وتوتر في سنوات سابقة مستفيدة من البيئة الإقليمية الآخذة بالتحسن والمتجهة نحو مزيد من الانفراج في العلاقات العربية الإقليمية، ومستفيدة كذلك من رغبة الإدارة الأمريكية بتهدئة بؤر التوتر في المنطقة، ما قد ينعكس بصورة إيجابية على دور مؤسسات العمل العربي المشترك ويزيد فاعليتها وتأثيرها على مستوى العمل العربي الجماعي والإسهام في معالجة الأزمات العربية.
وتوقع الجولاني أن تشهد علاقات بعض الدول العربية مع تركيا مزيداً من التحسّن خلال الفترة القادمة في مختلف المجالات، وعلى وجه الخصوص في المجالين السياسي والاقتصادي، في حين يتوقع استمرار الاتصالات والحوارات بين إيران وبعض الأطراف العربية التي ساد علاقاتها التوتر خلال الفترة الماضية، بما يمهد الطريق لإنهاء الأزمة وتعزيز علاقات التعاون السياسي والاقتصادي.
وتحدث نائب رئيس هيئة الأركان الأردني الأسبق الدكتور قاصد محمود حول ما يواجهه كل من الأردن والقضية الفلسطينية من تحديات، وفي مقدمتها المشروع الصهيوني الذي يسعى لتصفية الفضية الفلسطينية على حساب الأردن لا سيما في ظل حالة الانقسام والتمزق العربي الرسمي، إضافة إلى التحديات الإقليمية والدولية التي يتعرض لها الأردن.
وأكد محمود أن التطورات الإقليمية تركت تداعياتها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الأردن، فيما يتزايد التحدي الاقتصادي مع تفاقم الازمة الاقتصادية وحجم المديونية الذي انعكس سلباً على الواقع المعيشي للمواطن، إضافة إلى التحدي الاجتماعي وبروز ما يهدد منظومة القيم والأخلاق في المجتمع، وتزايد المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالأسرة والمجتمع.
كما اشار إلى التحدي الامني على الحدود يما في ذلك تزايد محاولات التهريب سواء للمخدرات أوالسلاح والمتطرفين، وكذلك التحدي السياسي والدبلوماسي وتراجع تأثير وفاعلية السياسة الخارجية الأردنية، ما يتطلب إعادة رسم مسار هذه السياسة الخارجية لتعود إلى فاعليتها السابقة.
وأكد المتحدثون على أهمية البحث فيما يخدم مزيداً من تحقيق الانفراجات في الأزمات العربية دون إنكار تحديات الواقع الصعب وبما يحقق مصالح العالم العربي وشعوب.