صراحة نيوز – قبل أسابيع بدأت رحلة البحث والتدقيق في قضية الدخان بشكل مختلف منطلقاً من القاعدة التي وضعتها وآمنت بها وهي : إذا اردت أن تتبع قضية فساد ما في هذا الوطن المكلوم فإبحث أولاً في المناصب التي يتم تسليمها لاصحابها بالتعيين !!
ولأنني مقتنع أن العقبة كانت وما زالت هي الصندوق الأسود لهذا الملف .. فمنها بدأت .. ولم أكن أتوقع أن أصادف في بحثي هذا تلك الشخصية الوطنية الأمينة ولم يكن يخطر ببالي أن يكون العنوان النهائي لهذا الجهد هو ” أسد الجمارك ” كنت طيلة فتر البحث والتدقيق أحتار بصياغة العنوان .. وكنت اتجه لصياغة عنوان سلبي ملئ بالغضب والنقمة على الفساد والفاسدين … لكنني وجدت ان ” أسد الجمارك ” هو الأحق بأن يحمل هذا البحث إسمه …
لنعد للبدايات .. كان السؤال الذي دار في رأسي لشهور عديدة و الذي بالأساس هو ما دفعني للبحث اكثر : ” لماذا ظهرت قصة مصانع الدخان بعد التضحية بهاني الملقي بشهر واحد تقريباً ؟؟
ولماذا بقي إسمه بعيداً عن القضية مع أنه واكبها من تاريخ 10-10-2014 ؟؟
الحظ السئ لمطيع ساق له بتاريخ 19-1-2014 أسد من أسود الأردن وشرفائها ” أسد الجمارك ” الذي إستلم إدارة جمرك العقبة ذلك المكان وذلك الشخص الذي لم يكن مطيع يظن أن يؤتى من قبله ..
شكل ” أسد الجمارك ” فريقه الخاص .. رجال شرفاء مخلصين ضيقوا الخناق على مطيع وادواته وعملائه .. لم يكن في قاموسهم أحد كبير غير صاحب الحق .. وأكبر مخلوق في عرفهم هو الجمل !!
مرت الشهور .. شهراً بعد شهر .. ومطيع لا يجد بينهم له أي مطيع .. كان ” أسد الجمارك ” وفريقه بالمرصاد
على الجانب الآخر قاطع أحد الموظفين جلسة مجلس الاعيان وهمس في أذن هاني الملقي الذي كان عضوا في مجلس الاعيان وقال له : ” سيدي … لديك ضيوف مهمين في مكتبك ”
دخل الرجل مكتبه وكانت الرسالة : ” هذا المغلف يحتوي إستقالتك من مجلس الاعيان .. قم بتسليمه للرئيس .. وإحزم أمتعتك .. فقد أصبحت رئيس هيئة المفوضين في سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة ” … في مخالفة واضحة للدستور الاردني في المادة (6-1) والمادة ( 22 ) الخاصة بالتعيين والتنافس على الوظائف القيادية في الدولة ..
بعد سنة تم إحالة اللواء وضاح الحمود من وزارة الداخلية إلى التقاعد بعد عمله في إدارة مخيمات اللاجئين السوريين وبعد أقل من أسبوع وبتاريخ 15-11-2015 تم تعيينه مديراً عاماً للجمارك !! مع عدم وجود أي خبرة سابقة له في أعمال هذه الدائرة المهمة في هذا الوطن وبالرغم من وجود الضباط والقيادات الأكثر قدرة على إدارة هذا الجهاز .
وكان أول عمل له بالتنسيق مع هاني الملقي وبعد ثلاثة شهور فقط من إستلامه لمهامه أن قام بتوزيع كامل الفريق الذي شكله ” أسد الجمارك ” على مراكز جمركية خارج العقبة بتاريخ 8-3-2016 ليتبعه هاني الملقي ويقوم بعد هذا الإجراء بيومين وبتاريخ 10-3-2016 بتعيين ثمانية أشخاص بوظيفة ” مساعد لشؤون الجمارك ” براتب 2500 دينار ليصبح ” أسد الجمارك وحيداً في المواجهة .. ليسهل على مطيع وأعوانه نصب الفخاخ لهذا الأسد .. لكنهم لم يستطيعوا أن ينالو منه .
بعد هذا الإنجاز الذي قام به الحمود والملقي والذي أدى لمحاصرة ” أسد الجمارك ” وبعد ثلاثة شهور فقط من هذه الخدمة الجليلة وبتاريخ 29-5-2016 تم تعيين هاني الملقي رئيساً لوزراء الأردن !!! .. وليأخذ معه كلاً من محافظ العقبة كوزير ضمن طاقمه ومساعده كمستشار في رئاسة الوزراء !! وتعيين ناصر الشريدة خلفاً له كرئيس لسلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة
ظن مطيع أنه أصبح الآن في مأمن من أنياب ” أسد الجمارك ” بل ظن انه قد إقتلع أنيابه ومخالبه من شروشها !!
فقام مطمئنا بأن الأسد قد فهم الدرس وانه اصبح بلا مخالب أو أنياب .. وقرر أن يتابع عمله ضمن أكبر عملية تهريب سجائر في تاريخ الأردن .. يومها كان ” أسد الجمارك ” يحوم بجناحي صقر .. ويضرب بمخلب نمر .. وحيداً كبحار !! ويعلن إيقاف عشرة حاويات تحتوي على دخان مهرب أردني وأجنبي كلها مقلدة .. وبقيمة سوقية تزيد عن خمسة عشر مليون دينار !! بتاريخ 18-6-2016
بعدها بشهر واحد … وبتاريخ 20-7-2016 قام اللواء وضاح الحمود بنقل ” أسد الجمارك ” إلى مركز جمرك المدورة !! وبعدها تم إحالته على التقاعد من قبل مدير عام الجمارك اللواء وضاح الحمود بعد أقل من شهر من قيامه بإحباط تهريب كمية ضخمة من الهواتف النقالة المقلدة والمخبأة في أماكن سرية في حافلة قادمة من السعودية .
ويبقى السؤال الموضوعي والمنطقي هل نشهد اعادة اعتبار لأسد الجمارك الجرادين