مواقع التواصل الأجتماعي تعج بالمنافقين

15 أبريل 2017
مواقع التواصل الأجتماعي تعج بالمنافقين

صراحة نيوز – بات النفاق الاجتماعي يربك عددا من المتصفحين في العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظاهرة لم تعد مقبولة اجتماعيا، وفق خبراء ومختصين في هذا المجال.

وبين هؤلاء الخبراء لوكالة الانباء الاردنية (بترا) أن هذا “النفاق الذي ينتشر بكثرة ناشئ عن خلل في التربية الاسرية، ويلجأ اليه الأفراد تحقيقا لمصلحة أو منفعة أو مكاسب شخصية”.

واعتبر خبير التواصل الاجتماعي المهندس غفار العالم أن “مواقع التواصل الاجتماعي أصبح فيها نوع من الفوضى بتزايد أعداد المستخدمين فيه والذي يتجاوز 4 ملايين متصفح”، مشيرا الى أن هذه المواقع والصفحات “لها أهمية خاصة لدى المتصفحين ومنشئي الصفحات او المستخدمين بشكل عام، للحصول على شهرة خاصة بهم، وعلى أكبر عدد من المشاركات والتعليقات والإعجابات الخاصة بمنشوراتهم، ما يعني اضطرار البعض للمجاملة، بوضع إعجاب او تعليق للمنشور لاستمرارية العلاقة معه”.

وأضاف ان كل ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي وفي العالم الافتراضي يؤثر بالتالي على العلاقات الاجتماعية على أرض الواقع، مبينا ان عددا من المتصفحين يوظفون استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بطريقة سيئة، وبأفكار سلبية وذات مضامين غير مقبولة، وهو ما يدعو الى توخي الحذر في استخدامها.

وقال الخبير الاجتماعي واستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش، ان استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي تعكس تماما التصرفات في الواقع الاجتماعي الواقعي، فالناس ينقلون ثقافاتهم ومفاهيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنماط تصرفاتهم الى مواقع التواصل الاجتماعي .

ويوضح أن البعض يستغل شبكات التواصل الاجتماعي بما يتناسب مع شخصياتهم، تماما كما يتصرفون بذلك على أرض الواقع، فأمام الشخص شيء ومن خلفه يتصرفون بشيء آخر.

وأضاف، ان المديح المبالغ يعتبر سلوكا غير لائق، لارتباطه بمحتوى المناهج الدراسية والتأثير السلبي للتربية الاسرية ، حيث لا يعبر الفرد عن رأيه ومشاعره الحقيقية.

وبين أن من الاهمية تدريب الاطفال على سماع الرأي الاخر وتقبل الانتقاد، فالمشكلة في ظاهرها مزدوجة، إذ لا يتقبل الفرد سماع الرأي الحقيقي وهو بنفس الوقت غير مهيأ لقولها، فلا تزال الاسرة العربية والمجتمعات الشعبية لديها مركزية السلطة في اتخاذ القرار، وكذلك في المدارس، والدور الديكتاتوري لبعض المعلمين حيث لا يستطيع الطالب التعبير عن رأيه نتيجة هذا القمع، وكذلك في مكان العمل، إذ أن المدير أو المسؤول لا يريد سماع إلا الكلام الذي يرضيه، فتقدم الحقيقة بطريقة مبتورة وبما يؤثر على المؤسسة، موضحا ان الناس لا يريدون سماع الرأي الحقيقي وإنما الذي يرضونهم، وبالتالي ظهور نتائج سلبية على المجتمع.

وأوضح أنه لحل هذه الاشكالية، لابد من اعادة النظر في المناهج المدرسية والبيئة الصفية التي لها دور كبير في التدريب الاجتماعي وكذلك في مكان العمل.

مديرة النوع الاجتماعي والدمج في مشروع تطوير القوى العاملة غادة سالم، قالت، ان النفاق آفة من آفات المجتمع تجعل الاشخاص يوظفون حديثهم بطريقة سلبية، تؤثر سلبا على الاخرين تحقيقا لمصالحه الشخصية، في ظل العولمة التي بات الناس غير مهيئين في التعامل معها مع ما يواجهونه من صعوبات اقتصادية .

وأضافت، ان الخلل في منظومة الاسرة، هو لا يتم تربية الأطفال بطريقة صحيحة، وليس لديهم وعي فيما يتعلق بالعولمة، وكيفية توجيه أولادهم نحو الممارسات الفضلى في علاقاتهم مع الافراد .

وبينت ان النفاق الاجتماعي يعود الى نقص المعرفة والوعي لدى الفرد، موضحة أن منظومة الاخلاق لابد من تأصلها لدى الفرد، مشددة على أهمية توظيف المناهج الدينية بما فيها الآيات والاحاديث عن الصدق والامانة والولاء للأسرة وكيفية التعامل مع الوالدين، وغرس مفاهيم الصداقة الحقيقية بدون أية مصالح.

بشرى نيروخ– بترا

الاخبار العاجلة