صراحة نيوز – ضمن احتفالات جامعة اليرموك بمئوية الدولة الأردنية عقد كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الاردنية اليوم في مركز الملكة رانيا للدراسات الاردنية وخدمة المجتمع ندوة عن بعد بعنوان “السياسة الخارجية الأردنية في ظل القيادة الهاشمية” شارك فيها نخبة من اساتذة العلوم السياسية في الجامعت الاردنية.
وقال رئيس الجامعة الدكتور نبيل الهيلات ان الاردن سطر على مدى مئة عام مضت أرقى قصص النضال والتضحية بقيادة الهاشميين والأردنيين إلى جانبهم، إعلاء لقيم الريادة والإبداع والاستمرار في الإنجاز لمواصلة العمل من أجل المستقبل، وبناء الإنسان القادر على الإبداع والتميز في مختلف المجالات.
و قال شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في جامعة اليرموك الدكتور محمد العناقرة ان البيئة الدولية والإقليمية والمحلية تزخر بتحديات متنوعة سياسية واجتماعية واقتصادية، فكان لا بد من رصدها وبحثها للإفادة من فهم معطياتها لنتمكن من وضع استراتيجية شاملة تؤهلنا جميعاً للبناء والعمل والمثابرة، لنحقق النجاح ليصبح أردننا قوياً بهمم وسواعد أبنائه جميعاً.
وقال الدكتور محمد المقداد من معهد بيت الحكمة في جامعة آل البيت، إن مرتكزات الخطاب السياسي الخارجي الأردني قام على محددات أساسية، وهنا تظهر معالم القوة في الثبات النظري والمنهجي، مشيرا إلى أن أول هذه المحددات هو المحدد العقائدي القائم على التسامح وفهم القواسم الدينية التي تؤمن بها البشرية ما أدى إلى الأخذ بالنهج الوسطي في الطرح وهو من قواعد الدين الإسلامي.
واضاف المقداد ان ثاني المحددات هو المحدد القومي وهو أن الأردن جزء من الأمة العربية، حيث تعمل السياسة الخارجية الأردنية على التقارب بين مكونات الأنظمة السياسية العربية في المجالات المتعددة، إضافة لمحدد الواجب تجاه التعامل مع الآخر، من خلال عدم التدخل في شؤون الآخرين والبعد عن ايجاد اية توترات داخلية أو تحريضية.
وأضاف، ان معالم قوة الخطاب السياسي الخارجي الأردني يقوم على عناصر أساسية هي القبول الدولي لشخصية القيادة الأردنية والتوافق والانسجام الوطني والمصداقية والقبول التاريخي الدولي للقيادة الهاشمية الممتدة في التاريخ العربي والإنساني بمنطلقها القومي والديني.
وقدم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي، ورقة علمية بعنوان “السياسة الخارجية لجلالة الملك عبدالله الثاني في ظل الربيع العربي”، أشار فيها إلى أن الاردن استطاع أن يخرج من الربيع العربي بأقل الخسائر، بالمحافظة على كيانه السياسي ودولته ومجتمعه بعيداً عن الصراعات والدمار والانهيار التي شابت دول الجوار القريب والبعيد في المنطقة.
وأضاف، ان ذلك يؤكد أن السياسة الخارجية الأردنية التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني والقائمة على عنصري “الأردن أولاً”، و “الحياد الإيجابي” أعطت أكلها بإبعاد الأردن عن “شبح المجهول” من ناحية، واعطاء مثال جلي على السياسات الواقعية في المنطقة العربية.
وتناول أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء التطبيقة الدكتور خالد شنيكات، في ورقته التي حملت عنوان “سياسة الملك عبدالله الاول تجاه القضية الفلسطينية”، سياسة الملك عبدالله الاول منذ قدومه الى الاردن، حيث نجح بوقف تطبيق وعد بلفور فيما يتعلق بالأردن.
وأشار شنيكات إلى أن تطور الاحداث لاحقا في فلسطين وتصاعد الجهاد الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية دفعه للدخول على خط الازمة، ومنها ثورة 1936، حيث عمل على الدخول كوسيط وحصل على بعض المكاسب التفاوضية، وقد امر الجيش العربي بالدخول الى فلسطين رغم الاعتراضات البريطانية، واستطاع الجيش العربي الحفاظ على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، في ورقته التي حملت عنوان “الاردن والولايات المتحدة الاميركية :شراكة الضرورة الواقعية”، أنه كان على الأردن ان يؤسس شراكات استراتيجية على مستوى الإقليم والعالم فأسس منذ خمسينيات القرن الماضي شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الاميركية نمت وتطورت سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وأشار المومني إلى أن هذه العلاقة قامت على مصالح مشتركة، فالدور الأردني النشط والفعال كصانع سلام، ودولة محترفة عسكريا وامنيا، وانسانيا عالميا، وجيوسياسيا مهما خلق حالة اهتمام عالمية بالأردن وبالذات من قبل الولايات المتحدة.
وقال الدكتور خير ذيابات من قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في ورقته التي حملت عنوان “السياسة الخارجية الأردنية ودورها في استقراره” ان الاستراتيجية الاردنية حتمت انتاج علاقة واقعية اقليميا ودوليا، مشيرا الى اهمية الموقع الجغرافي للأردن والذي منحه مزيدا من عناصر القوة.
ويرى الذيابات ان السياسة الأكثر واقعية بالنسبة للأردن هي سياسة التحالف، ومن خلالها يستطيع تحقيق بعض المكاسب السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأشار الدكتور أيمن الهياجنة من قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك في ورقته التي حملت عنوان “الدبلوماسية الملكية الأردنية: صوت عقل ولغة اعتدال”، إلى أن وزارة الخارجية وشوؤن المغتربين تأسست عام 1939 في عهد الإمارة، وهذا يعني أنها من أقدم الوزارات في المملكة، حيث تعمل على تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأردنية وحماية المصلحة الوطنية العليا في الداخل والخارج.
وأضاف الهياجنة، ان االدبلوماسية الأردينة وقفت صامدة خلف أشقائنا الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، فرفض الأردن اعتبار القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل بغض النظر عن الثمن الذي دفعته الدبلوماسية الأردنية وما زالت تدفعه على كافة الصعد والمستويات، كما وقف الأردن حاجزا منيعا في مواجهة تلاعب إسرائيل بالمقدسات الإسلامية في فلسطين، مشددا على أن السياسية الخارجية الأردنية وبشهادة العدو قبل الصديق توصف بأنها قصة نجاح متواصلة سمتها صوت العقل ولغة الإعتدال.