نزاع مسلح جديد يلوح في الأفق الليبي و قوات فاغنر تنسحب من مدينة “سرت”
14 فبراير 2022
صراحة نيوز – خاص
أستقبلت العاصمة الليبية طرابلس تعزيزات عسكرية وصلتها يوم السبت الماضي قادمة من مدينة مصراتة و شملت التعزيزات ارتالا من الجنود المدججين بالأسلحة و العتاد العسكري و ذلك في محاولة منهم لدعم رئيس حكومة الوحدة الذي إنتهت صلاحياته، عبد الحميد الدبيبة، بعد أن قام البرلمان بسحب البساط من الدبيبة و أعتمد ترشيح فتحي باشاغا ليحل محله. و في وقت سابق أقسم عبد الحميد الدبيبة بأنه لن يسلم السلطة إلا بعد إجراء إنتخابات حرة و نزيهة، و عاب على البرلمان ما قام به من تحركات قبل أيام لتعيين وزير الداخلية السابق فتحي باشأغا رئيسا للحكومة الجديدة بينما هو لا يزال على كرسي السلطة بحسب زعمه. و يرى المراقبون بأن وصول القافلة العسكرية إلى طرابلس في هذا التوقيت يمثل خطراً على وحده و أمان البلاد خاصةً في ظل تجدد القتال في ليبيا مؤخراً، فقد شهدت البلاد في الأسابيع الماضية اشتباكات بين الفصائل المسلحة التي يدعم كل منها طرفاً سياسياً مختلفا، و لعل الأمر الذي يزيد الموقف تعقيداً هو ما تم تداوله من أنباء عن خروج كامل لقوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة ” فاغنر” من مدينة سرت، و التي تعتبر إحدى المعاقل الأساسية للجيش الوطني الليبي ومعسكر شرق ليبيا بأكمله، كما تٌعتبر سرت إحدى أهم المدن التي تجري فيها مباحثات السلم وتوحيد المؤسسة العسكرية من خلال لجنة 5+5. انتشار الأنباء عن إنسحاب مقاتلي فاغنر من مدينة سرت الليبية أثار مخاوف المحللين السياسيين و كل المهتمين بالشأن الليبي، الذين أكدوا بأن هذا الإنسحاب ربما يخل بالميزان الأمني و سوف تكون له تأثيرات سلبية على كامل أرجاء ليبيا، و ذلك يعود إلى كون قوات “فاغنر” تعد إحدى الحلفاء الأساسيين للجيش الوطني الليبي، حيث ساهمت بتأمين الحقول والموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي ومناطق مختلفة من ليبيا، وساهمت بتحييد العديد من الهجمات الإرهابية التي كانت تستهدف مصدر الثروة الأساسي في ليبيا، كما تساهم هذه القوات بحفظ توازن القوى بين المعسكرين المتصارعين في البلاد، ما يمنع أي عمليات عسكرية أو حملات مفاجئة ضد الجيش الوطني للسيطرة على حقول النفط في مناطق نفوذه. وفي السابق عادةً ما كان المشير خليفة حفتر يستخدم النفط كورقة ضغط في مواجهة معسكر غرب ليبيا المدعوم تركيًا، إذ يسيطر الجيش الوطني الليبي على معظم الآبار النفطية في البلاد، و يعهد الجيش الوطني الليبي بتأمين آبار النفط إلى قوات فاغنر التي تعتبر حليفة للمشير حفتر، و حافظت فاغنر على إبقاء ميليشيات غرب ليبيا المسلحة بعيدة عن ثروات ومقدرات الليبيين، و لتلك الأسباب مجتمعة ينظر الكثير من المحللين السياسيين إلى أن الدعم الروسي لحفتر يشكل مصدر قوة للجيش الوطني الليبي أمام ميليشيات الإخوان المسلمين وداعميهم من الأتراك، على طول خطوط التماس “سرت – الجفرة”، وبأن انسحاب هذه القوات من شأنه أن يترك فراغًا كبيرًا ويضعف الجيش الوطني، خصوصًا وأن السلام في البلاد ما زال هشاً وعلى شفا الانهيار و في حالة إندلاع نزاع مسلح جديد في ظل غياب القوات الروسية، لن يستطيع المشير أن يصمد طويلاً في معسكره أمام ميليشيات الدبيبة الذين يقف ورائهم الأتراك تأتي هذه التطورات وسط دعوات من عدة جهات دولية بفرض عقوبات شخصية على حفتر، وذراعه الأيمن خيري التميمي، والوفد المرافق وأبناء خليفة حفتر الذين يشغلون المناصب الرئيسية في الجيش الوطني.