صراحة نيوز – نال السيد رامي سمير نفاع درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب بالجامعة الأردنية بعد ان ناقش أطروحته التي حملت عنوان “فلسفة العقل والإيمان عند أغسطينس والغزالي”، وأشرف عليها أ. د. سلمان البدور، أمام لجنة المناقشة المؤلفة من أ. د. عزمي طه السيد (عضوًا خارجيًا)، ود. توفيق شومر (عضوًا داخليًا)، ود. عامر شطارة (عضوًا داخليًا).
وأشار نفاع في أطروحته إلى أنها تُقدّم أحد أبرز أعلام التراث الإنساني، وهما القديس أوغسطينس (بين القرنين الرابع والخامس)، وحجّة الإسلام أبو حامد الغزاليّ (بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر)، اللذين قامت أفكارهما بناء على رؤيتيهما للعقل والإيمان ولعمق العلاقة بينهما، كما أنّهما شكّلا علامة فارقة في تاريخ الفكر الدينيّ، المسيحيّ والإسلاميّ، وتاريخ الفكر الفلسفيّ، وبخاصة في قضايا المعرفة والسبيل للوصول إلى الحقيقة، وقضية اليقين وما يقابلها أي الشك، كذلك تمييزهما لدرجات المعرفة وربط المعرفة بالعقل والايمان وبيان دور الله في المعرفة، وفي الوجود. ورأى الباحث أن لكل منهما فلسفة تقوم على أسس إشراقية يمكن من خلالها إعادة بناء الموقف تجاه العديد من القضايا المعرفية والإيمانية وكذلك الوجودية.
وأوضح الدكتور نفاع بأن أوغسطينس والغزاليّ شكلا حالة من الوعي الدينيّ والفلسفيّ، عبّرا من خلالها عن أعمق صراعات الإنسان ومخاوفه وحاولا الإجابة على أكثر الأسئلة المعرفيّة والوجوديّة إلحاحًا على الإنسان، مشيرًا إلى أنهما تشابها في نمط أو أسلوب حياة امتاز بالانفتاح الدائم نحو المعارف والبحث، ولا أدلّ على ذلك من التقلّبات الفكريّة التي مرّا بها، حيث تنقلّ كلّ منهما في عدد من المذاهب الفكريّة على الصعيد الفلسفيّ وما رافقه من انعكاس على الصعيد الدينيّ والذي تجلىّ عند أوغسطينس باعتناقه المسيحيّة بعد تنقلّه بين الرواقيّة والمانويّة والأفلاطونيّة، وعند الغزاليّ بكونه مُعلّما ومتكلّما ثُمّ مُتصوّفاً.
وخلصت الأطروحة التي قدّمها الدكتور رامي نفّاع إلى أنّ العلاقة بين العقل والإيمان هي علاقة متجذرة ومؤسسة على النصّ المقدس. كما أن أوغسطينس والغزاليّ يحدّدان الوسائل التي من خلالها يمكن تحصيل المعرفة، ويميّزان بين كلّ وسيلة ونوع العلم أو العلوم التي يمكن تحصيلها من خلالها، وبهذا يكون التنوّع في استخدام هذه الوسائل يقود إلى تنوّع العلوم والمعارف التي يحصلها الإنسان.
وخلص الدكتور رامي نفاع في أطروحته إلى القول: يبحث الإنسان عن السعادة، وأنّ تحقيق هذه السعادة يتم من خلال طرق مختلفة، ولهذا كان هناك أنواع مختلفة من السعادة. وهنا يميّز أوغسطينس والغزاليّ بين السعادة المؤقتة والسعادة الدائمة والحقيقية، ويعود هذا التميّيز إلى مصدر هذه السعادة أو تلك، فالموجود الزائل لا يمكن أنْ يمنح سعادة أبدية، ولهذا كان الله هو مصدر السعادة الدائمة والحقيقية.