صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
ماذا لو اتصل المسؤول عن إلقاء القبض على السيدة هند الفايز ، وطلب منها الحضور ، ألا تحضر وكل من الطرفين باحترامه !؟ على الأقل لو جربوا هذه الطريقة قبل الأسلوب البوليسي غير المعهود في بلدنا ، الذي تكتسب فيه المرأة إحتراماً ربما يصل لدرجة القدسية بعض الأحيان .
الرجل الحُرّْ لا يمكن ان يقْدِمَ على إهانة إمرأة حُرّْه ، والنشمي لا يمكن ان يقبل بإهانة نشمية ، والدليل على ذلك : لماذا إنتفض الأردن قبل أيام لمساعدة الغارمات !؟ ألم يكن الدافع الوحيد هو الحرص على كرامة المرأة الاردنية !؟ في حين ان هناك رجالاً مطلوبون للتنفيذ القضائي على بضع مئات من الدنانير ، ولَم ، ولن يلتفت اليهم أحد .
لماذا هذا الحشد من القوات الأمنية !؟ لماذا هذا الاستعراض المقيت للقوة !؟ هل القصد منه إيصال رسالة الى كل معارض بان الدور سيأتي عليه ؟ هل القصد هو إخراس الأصوات الوطنية التي تنادي بالإصلاح ، الحريصة على الوطن ومقدراته ؟ مالذي فعلته السيدة هند الفايز ؟ ما الجرم الذي إقترفته ؟
لسيدة هند الفايز نشمية أردنية من عائلة محترمة وابنة قبيلة محترمة ، لعبت دوراً بارزاً ومميزاً منذ البدايات الأولى لتأسيس الدولة الاردنية وما زال رجالاتها وقوداً للوطن ضحّوا بارواحهم دفاعاً عن حياضه . السيدة هند شخصية مُسيسة لها إهتمام بالشأن العام ، وكانت شخصية برلمانية فاعلة ومرموقة ، ووسيلتها لإيصال صوتها الوطني وسيلة سلمية محترمة .
هل ما أقدمت عليه السيدة هند يرقى الى ما فعله الضباط الأحرار في خمسينيات القرن الماضي !!؟؟ وبصفح المغفور له الملك الحسين ، لم يكتفِ بالعفو عنهم ، بل تقلّد العديد منهم أعلى المراكز وأخطرها في الدولة الاردنية ، هل بلغت خطورة السيدة هند الخطورة التي كان يشكلها المرحوم ابراهيم الحباشنة ؟؟ وأحتظنته سعة صدر الحسين ، وتقلد ارفع المناصب ، والأمثلة كثيرة لا يمكن حصرها ، التي يستخلص منها نهج الهاشميين ، ومنذ قرن من الزمن ، لم يفقد معارض حياته كنتيجة لمعارضته للنظام ، حيث كانوا يكتفون بالتضييق على المعارضين وهذا النهج تفرد به الهاشميون بالمطلق عن كل الأقطار العربية لا بل والعالم الثالث . ما الذي حصل !؟ ما الذي إستجد !؟ ما الذي تغير !؟ ما الذي إضطرنا للتخلي عن قيمنا النبيلة السامية التي ترفع الرأس والتي بسببها سُمي الأردني والأردنية بالنشمي والنشمية !؟
تردى وضعنا الاقتصادي ، وها نحن نتجرع مرارته ، فهل المطلوب ان تتردى قيمنا !؟ هل المطلوب ان نتجرع ونتجرد !؟ نتجرع الفقر ، ونتجرد من القيم !؟ من الذي تجرأ على هذا النهج الهاشمي ، مصدر الفخر والتميز !؟
من الأن فصاعداً ، وبعد الذي حدث الى السيدة هند الفايز ، أُقعدي يا هند ، نعم أقعدي يا هند ، لا إنتِ نشمية ، ولا نحن نشامى . والمطلوب منا ان نلعب دور القطيع وما علينا الا ان نُطيع .