صراحة نيوز – طالبت الولايات المتحدة، سلطات الاحتلال، بإجراء تحقيق جنائي كامل في جريمة اعتقال والتنكيل بالمسن الفلسطيني (يحمل الجنسية الامريكية)، عمر محمد عبد المجيد أسعد (80 عاما)، الأمر الذي أدى إلى استشهاده، في قرية جلجليا شمالي مدينة رام الله، قبيل فجر يوم 12 كانون الثاني/ يناير الماضي.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وقال برايس إن “الولايات المتحدة تتطلع إلى تحقيق جنائي شامل، وتحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة في هذه القضية”.
وأضاف أن واشنطن “ترحّب بأي معلومات أخرى حول هذه الجهود (التحقيق الجنائي الذي تريد واشنطن من إسرائيل إجراءَه) في أقرب وقت ممكن”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، تطرّق وزير جيش الاحتلال، بيني غانتس، خلال جولة في الضفة الغربية المحتلة، وقال: “أُطلِعتُ على التحقيق الذي وافق عليه رئيس الأركان (أفيف كوخافي)”.
والإثنين، تبنى رئيس أركان جيش الاحتلال، أفيف كوخافي، نتائج التحقيق العسكري الذي أجراه الاحتلال مع نفسه في جريمة قتل المسن أسعد.
وخلص التحقيق إلى أن واقعة استشهاد المسن أسعد “تشير إلى فشل في القيم والأخلاق” لدى عناصر الفصيل والسرية التابعة لكتيبة “هناحال هحردي” (“نيتساح يهودا”) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تنشط في مناطق الضفة الغربية.
وفي أعقاب عرض نتائج “التحقيق القيادي” على كوخافي، قرر الأخير تبني النتائج وتوبيخ قائد كتيبة “نيتساح يهودا”، بواسطة قائد القيادة الوسطى في جيش الاجتلال، فيما قرر إبعاد قائد السرية وقائد الفصيل، الضالعين في جريمة قتل الشهيد أسعد، ومنعهم من شغل مناصب قيادية لمدة عامين.
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن “التحقيق يظهر أن الحادثة خطيرة ومؤسفة”، وأضاف البيان أن “الحادث أشار إلى فشل قيمي لدى القوة (المتورطة) وخطأ في تقدير الموقف وانتهاك جسيم لقيمة كرامة الإنسان”.
وزعم جيش الاحتلال أن “التحقيق يظهر أنه لم يكن هناك استخدام للعنف باستثناء محاولة التغلب على مقاومته للاعتقال”؛ وأضاف “يظهر فشل القوة بخروجها من المكان وترك أسعد مستلقيًا دون التأكد من حالته الصحية”.
وأشار بيان جيش الاحتلال إلى “ثغرات مهنية في تخطيط المهمة وتنفيذها”، مضيفا أن “أمر رئيس الأركان بضرورة استخلاص نتائج تحقيق والعبر واستيعابها ونشرها لدى جميع القوات، لمنع تكرار مثل هذه الحالات”.
يذكر أنه عقب استشهاد أسعد، طلبت وزارة الخارجية الأميركية توضيحا من سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
ووفق روايات شهود عيان، اعتدت قوة من جيش الاحتلال على أسعد في قريته وتركته ملقى على الأرض داخل منزل قيد الإنشاء في ساعات الفجر في ظل الأجواء شديدة البرودة وهو مكبل اليدين ومكمم الفم والعينين، حتى فارق الحياة.