صراحة نيوز- بقلم عبد الكريم الشطناوي
…. عندما نسمع أو نقرأ إسم الدولة، سواءا كان إسما على مسمى أو غير ذلك،لما له من أثر وإنعكاس على النفس إيجابا أو سلبا.
فالدولة الروسية والصينية والأمريكية،لكل منها وقعه الخاص على النفس،قوة وهيبة ورهبة،وجود وفعالية،ودور بارز وأساسي على الساحة الدولية والعالمية،تقشعر له الأبدان وتحتار به الألباب.
والدولة الصومالية وما شابهها من الدول الأخرى،تقشعر لها الأبدان وتحتار بها الألباب،حزنا وكآبة ويأسا على ما تعانيه من،فقر وجوع وظلم وجهل،حروب طاحنة،وهي فريسة
لطغمة من تجار الحروب،وأغلبية الشعب محرومة من أبسط الحقوق الأنسانية،
وتقشعر الأبدان وتحتار الألباب،
إعجابا وتعجبا من دول تعيش بأمن وأمان،وشعوبها تعيش بإنسانيتها وكرامتها في ظل ديموقراطية حقة،لا فوارق ما بين حاكم ومحكوم،
والجميع يؤدي واجبه المناط اليه بدقة وأمانة وإتقان،والحكام يؤدون واجباتهم دون تمييز وصولجان،ولا جاه ولا نيشان،يعيشون بين مواطنيهم بأمن وأمان،لا حراس ولا مواكب ولا كرنفالات.
وتقشعر الأبدان وتحتار الألباب، استحسانا واستغرابا عندما نقول الدولة الهندية،شبه القارة،ذات الكثافة السكانية،وتعدد الشعوب والأجناس والألوان والأديان،واللغات والقوميات، فتشعر بالغبطة والسرور بدولة مستقرة وهادئة تعيش بأمن وأمان وسلام،وتعجب أكثر عند متابعتك لأخبار العالم فتجدها نادرا ما تحمل عنها خبرا إيجابا أو سلبا،وكأنها تعيش في عالم آخر.
وفي خضم ذلك تبحث عن واقع الدول العربية،فتسأل اين هي؟؟؟؟ فيقشعر بدنك ويطير عقلك غيظا وغضبا وقهرا،عندما تجد حروبا طاحنة بين الأخوة،خرابا ودمارا،عبسا وذبيان،داحس والغبرة،صراعا وتطاحنا مع أنفسهم نيابة عن الآخرين،فخلفوا لشعوبهم الويل والثبور وعظائم الأمور…
والمضحك المبكي،أن صفقة القرن روجت لهم ما أسمته بالربيع العربي واعدة بغد مشرق ،وبمساواة وعدالة اجتماعية وبديموقراطية، وانطلت الحيلة على البعض من الشعب العربي ولم يقرأ ما وراء الأكمة، وانجرف وانخدع وتسلل خلاله أصحاب الأجندات الأجنبية والخاصة، وها نحن نرى نتائجها بأم العين،،أكلت الأخضر واليابس بدءا من العراق العظيم،وجاء الدور على البقية دولة بعد دولة.
وتقشعر الأبدان وتحتار الألباب عندما تمعن النظر في أردننا الحبيب استهجانا واستغرابا، مما نحن فيه، مواطن يئن من الفقر،بطالة،تدن في التعليم والصحة،هريان في البنية التحتية،غالبية تحت خط الفقر ، حكومات متعاقبة ،اعتمدت سياسة قرض بعد قرض،لا أثر له على الأرض ولن يظهر إلا يوم العرض، غاب عنها الخطط والتخطيط ،محرم عليه استغلال ثرواته ، سياسات أدت إلى إهمال مقومات الدولة الأساسية: الزراعة والتجارة والصناعة،فالفلاح باع أرضه،والبدوي تخلى عن حلاله، والحرفي ترك حرفته،وهذه دعائم اقتصادنا ،وتحول الشعب إلى شعب وظيفة،ولا وظيفة إلاّ لأبناء المسؤولين الكبار،(اكبار البلد).
وهكذا فإن اسم الدولة وما يوقعه على النفس البشرية،من قشعريرة في الأبدان وحيرة في الألباب إيجابا أو سلبا ، تراوحت ما بين الإعجاب والتعجب،استحسان واستغراب،قوة وهيبة، فرح وحزن…..ألخ ،تدفعنا ألى النظر بتمعن وعمق في مفهوم الدولة من حيث مفهومها ونشأتها وواجباتها.
فالدولة،،،،مؤسسة اجتماعية أساسية للتنظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي لجميع المواطنين،وهي تحدد السلوك الإنساني من جهة،وتنظمه وتخدمه من جهة أخرى،
ومفهوم الدولة له معنيان: معنى ضيق وهو عبارة عن وحدة قانونية لها سلطة تربط الحاكم بالمحكوم،
ومعنى واسع ويقصد به جماعة كبيرة من الناس تسكن أرضا معينة بصفة دائمة،يجمعها نظام سياسي،وهي تتمتع بالشخصية المعنوية والإستقلال.
وقد بحث كثير من المفكرين الأجتماعيين والسياسيين،في علاقة الدولة بمواطنيها ،ورأوا أنها تتحدد على درجة قيامها بوظائفها المناطة إليها،وقد حدد علماء الإجتماع والقانون هذه الوظائف في وظائف أساسية وأخرى ثانوية:::
* الأساسية،،وهي التي تحدد طبيعة الدولة كسلطة رئيسة،وتقوم بها ثلاث سلطات هي:
….. تشريعية،،تختص بسن القوانين والمراسيم في جميع مرافق الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية.
…..تنفيذية،،وتتجسدبتنفيذ القوانين والسير على سلامة الدولة داخليا وخارجيا
….. قضائية،،وتقوم بتطبيق القانون، ومعاقبة مخالفيه والفصل في المنازعات بين المواطنين،وبينهم وبين الدولة
* الثانوية،،وهي لا تقل أهمية عن الأساسية،وتتجلى بنشر التعليم وحماية الآداب والفنون،والإشراف على المصالح التابعة لها كالبريد ووسائل الإعلام،والإهتمام بالمرافق الإجتماعية مثل الصحة ومحاربة الأمية والبطالة والضمان الاجتماعي، وبكل مجالات الحياة التي تهم الوطن والمواطن.
وحتى تستقر أمور الدولة،لا بد أن تكون العلاقة ما بينها وبين المواطن قائمة على واجبات مطلوبة من كل طرف،ليصلح الحال وتعمر الديار….