صراحة نيوز – قال رئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد د. مهند حجازي أن التكنولوجيا الحديثة تلعب أدوارًا متميزة في الوقاية من الفساد ومحاربته لأن كشف جرائم الفساد يحتاج الى وسائل تكنولوجية متطورة لثبات وقوعها إذ ليس من السهولة بمكان إثباتها بالطرق التقليدية ، عدا عن أن الوسائل التكنولوجية تختصر الإجراءات وتسرّعها ، وهذا يسهم في إنجاز العمل بشكل دقيق وضمن مدة زمنية مقبولة ، تتخطي الاجراءات الر وتينية و/أو البيروقراطية التي تكون في أحيان كثيرة بيئة خصبة لإرتكاب أفعال ومخالفات تحمل في ثناياها جرائم فساد .
وقال في حفل افتتاح ورشة عمل إقليمية حول دور التكنولوجيا في الوقاية من الفساد ومحاربته اليوم في فندق كمبنسكي بعمان أن هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وتنفيذًا للرؤيا الملكية السامية دأبت على الاستفادة من وسائل التكنولوجيا المتاحة واستخداماتها للكشف عن جرائم الفساد فأدرجت ضمن هيكلها التنظيمي مديرية متخصصة بالدعم الرقمي ومجالات تكنولوجيا المعلومات ، تُعنى أقسامها بتوفير الدعم الفني والرقمي لكافة المديريات والوحدات ذات العلاقة ، حيث يقوم أحد الاقسام المختصة بالاستخبار الرقمي وتقديم العون والمشورة لمديريات إنفاذ القانون في مجالات الضبط الميداني للأجهزة والمعدات الإلكترونية كاسترجاع البيانات المخزنة عليها، كما تشمل المديرية قسمًا مختصًا بالتحقيق الرقمي في الجرائم الو اقعة في اختصاص الهيئة يعمل على تحليل الأفعال وإعداد التقارير الفنية لرفد دوائر إنفاذ القانون بها ، إضافة الى ما يقدمه قسم ا لاستخبار الرقمي من معلومات فنية لازمة لمسار التحقيق في القضايا الماثلة حيث يساهم هذا القسم في تحديد مواطن الفساد المحتملة من خلال تحليل بيانات مؤسسات الادارة العامة .
وإيمانًا من الحكومة في دعم جهود الهيئة في هذا المجال فقد تم تخصيص المبالغ المالية اللازمة للعديد من مشاريع التحوّل الرقمي في الهيئة كمشروع الاستخبار الرقمي الهادف الى متابعة امتثال الادارة العامة لمعايير النزاهة الوطنية ومتابعة نمو الثروة للمكلفين ومشروع نظام إدارة القضايا .
وتمنى د. حجازي على المشاركين سواء من شهدوا الافتتاح أو ممن شاركوا عبر الاتصال المرئي الاستفادة ما أمكنهم من معطيات هذه الورشة بالفائدة على عمل مؤسساتنا وهيئاتنا وصولًا إلى الهدف والغاية الأسمى المتمثل بالحفاظ على أوطاننا من كافة أشكال الفساد .
وأشار رئيس مجلس الهيئة بعمق التعاون وتبادل الخبرات بين هيئة النزاهة ومكافحة الفساد والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة .
كما أشاد بالمشروع الذي تعتزم دائرة الجمارك الأردنية تنفيذه “النافذة الموحدة” لتوحيد الإجراءات وربطها من خلال برامج ذكية تسرّع المعاملات وتيسّر الإجراءات على متلقي الخدمة .
وألقت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي رندا أبو الحسن كلمة قالت فيها أن هذه الورشة ستناقش عدة قضايا حول استخدامات التكنولوجيا لمنع الفساد ومكافحته حيث تعد مكافحة الفساد وتعزيز وسيادة القانون من أولويات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن والمنطقة .
وأضافت أن هذه الورشة تركز على تبادل الأدوات الحديثة والخبرات حول استخدام التكنولوجيا لمكافحة الفساد تأتي في توقيت مناسب للغاية بالنسبة للأردن وللدول المشاركة ، مبينة أن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا في منع الفساد ، إذ تسهم في شفافية المعلومات الرسمية وإتاحتها وسهولة وصول الجميع إليها ، لأن ذلك يساعد الحكومات وعامة الناس على مراقبة كفاءة ونزاهة الخدمات وتعزيز الثقة في الحياة السياسية في البلاد .
وأشارت إلى الفساد كظاهرة عابرة للحدود ، وأنه بالرغم من أنّ أنشطة الفساد محلية لكن آثارها تظهر على المستويين الإقليمي والعالمي في بعض الأحيان لذا لا بدّ من السعي بجدية لاستخدام التكنولوجيا لمواجهة هذا التحدي بصورة استباقية ، مع الاستفادة في الوقت نفسه من التعاون الإقليمي العابر للحدود والتنسيق وتبادل المعرفة بين الدول في المنطقة .
وقالت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يثمّن الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا الحديثة في تحقيق التنمية المستدامة ، ومن خلال دعمنا للتحوّل الرقمي الشامل يشجّع برنامج الإمم المتحدة الإنمائي استخدام التقنيات الرقمية لحل تحديات التنمية الشائكة التي سيناقشها المشاركون في هذه الورشة على يومين متتاليين .
من جانبه استعرض أركان السبلاني رئيس المستشارين الفنيين الإقليمي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في مركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الإطار العام للورشة مؤكدًا على البعدين الوقائي والزجري (العقابي) لاستخدام التكنولوجيا في مكافحة الفساد ومفصلاً ذلك بحسب أبرز التجارب في المنطقة العربية والعالم، مشيراً إلى أبرز المؤشرات الدولية ذات الصلة، سيما مؤشرات الأمم المتحدة المعنية بالحكومة الإلكترونية والمشاركة الإلكترونية.
كما أكد على أهمية دور التكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة بما في ذلك مكافحة الفساد باعتباره غاية ووسيلة، موضحاً أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اعتبر في خطته الاستراتيجية الخمسيّة أن الرقمنة تشكّل واحدة من ثلاث رافعات أساسية للنهوض بمجال التنمية في المنطقة والعالم، بالاضافة إلى الابتكار والتمويل .
وتضمنت الورشة في يومها الأول عروضاً تقديمية استمع المشاركون خلالها إلى أبرز المفاهيم والتعاريف والمتطلبات في هذا الصدد، والبنية التحتية الأساسية والمكونات الفنية اللازمة، والتعاون الرقمي كحافز للوقاية من الفساد، ودور الأمن السيبراني في مكافحة الفساد ، إلى جانب شرحاً حول التحقيقات المدعومة تكنولوجياً .
يُذكر أن ثمانِ دول عربية مشاركة في الورشة يمثلها ستون مشاركًا (40) حضورًا و (20) عبر الاتصال المرئي .