صراحة نيوز – بقلم الفتاح طوقان
على مر العصور شاهد الأردنيون تشكيلات حكومية تعدت المئه حكومة كانت وزارة الثقافة ترضية و توزيع المحاصصة بلا لون او طعم او مغزى، و زرت عديد من الوزراء في مكاتبهم و كان بعض منهم جل ما يفعله ، مثل من سبقه ،يحتسون القهوة و يقرآون صفحات النعي في جريدة الرآي للمشاركة في أداء واجبات العزاء، بل بعضهم اتي في مساومة مقابل عدم خوض الانتخابات النيابية لاجل مرشح من بلدته اصبح مسؤولا كبيرا فيما بعد و اتي به وزيرا، و اخر لمجرد انه نشر كتاب لمسؤول ، واخر لانه يقدم خدمات لمسؤول كبير ويرعى مصالحه و غيرها من الم الاختيارات و اوجاعها في جسد الوطن الذي اتي بوزير ثقافة عندما قيل له ان هناك مناسبة عالمية يشارك بها الأردن للفنان و الرسام الشهير ” بيكاسو” مؤسس المدرسة التكعيبية في الفن ، أجاب بانه سيكون اول مستقبلين الفنان في مطار الملكة علياء طوقان وهو الجهل نفسه حيث الوزير لا يعلم ان الفنان الاسباني الذي رسم ١١٧٠ لوحة هو أيضا نحات السيراميك و خبير ديكورات المسارح الذي عاش حياته في فرنسا ” بابلو دايجو جوزيه فرانسوا دي بولا نيبوموسينو ماريا دي لا ريميديوس سيبريان دي لا سانتياجو ترينداد رويز يو بيكاسو” المولود عام ١٨٨١ قد توفي في ٨/٤/١٩٧٣، و ماهذه الاختيارات الا طريق الالام و كان الخاسر الوحيد الوطن و المواطن الأردني.
لنتفق أن الثقافة ” الأردنية ” مغيبه أولا و بعيده عن تمكين الانسان الأردني من اكتساب المعرفة وادراك تاريخه ” الأردني” و تاريخه ” الملكي الهاشمي” الي الحد الذي قمع حرية الأردني في ممارسة الثقافة الوطنية الأردنية و فهمها .
اقصد أن وزارة الثقافة هي وزارة صناعة تدر الربح المادي و المعنوى و تساهم في بناء الأجيال عن طريق تطوير المؤسسات الثقافية و حماية و تعزيز التراث الثقافي الأردني و الاهتمام بالقدرات و بث كافة التراث الثقافي الأردني في اوصال الحياة التي تقطعت علي يد غير المؤهلين.
لابد من وجود استراتيجية و اهداف واضحة وفق معايير محددة لتمهد عبر خريطة ثقافية الوصول الي حراك ثقافي في مختلف المجالات بزخم و تنوع تتكامل فيه اراء الأجيال و تفرز ابداع الأردن الحقيقية تساهم في بناء منظومة الشباب درع الأردن المتين . وزارة الثقافة لا يجب ان تستمر ضمن وزارات الترضية و لكنها وزارة ذات دور تفعيلي من اجل تقديم الأردن المبدع المتميز، و تتعدى “الترضية” الي صناعه متكاملة تقدم المنتج الحقيقي وتوفر الإمكانات لترسيخ الأثر الأردني الذي يعكس استثمار الانسان الأردني ومنها نشر الروايات والكتب، صناعه الموسيقي، الفن، المسرح ، السينما، تنمية الموهوبين، رعاية المبدعين، نشر و تعزيز قوة الأردن ومكانتها وتحقيق تفوقها ووضعها علي الخريطة العالمية للثقافة و الفنون.
ان “الثقافة و المعرفة ” مصدر قوة إيجابية في المجتمع الأردني، ومن احد مهام وزارة الثقافة ان تساهم في ادراك المواطن الأردني لتراثه الحضاري، و تؤمن لكل مواطن حرية ممارسة الثقافة من فنون و مسرح و غناء وشعر و تلفزيون و سينما و غيرها حتي تصبح قوة أساسية و قيمة صناعية إضافية لاقتصاد الأردن إقليميا و دوليا .
وزارة الثقافة ليست اكمال لحصص التوزيع أيا كانت اوصافه لملء شاغر في كراسي الحكومة ، هي تعبير حقيقي عن حق الارتقاء بشكل مميز بكل أنواع الثقافة لاجل رفعة الوطن الأردني.
في النهاية الوطن بحاجة الي نقلة نوعية في الفكر والثقافة لخلق مجتمع اكثر وعيا و إدراكا لأهمية الثقافة الوطنية واحداث التغيير المطلوب باعتبار الثقافة و الفكر تتكامل في المجتمعات وتقضي على الوضع الثقافي المؤرق الساكن وتحقق اهداف الوطن المرجوة و تحافظ علي الهوية الثقافية الأردنية في غدا افضل.