صراحة نيوز – بحثت وزيرة السياحة والاثار مجد شويكة بحضور وزراء سياحة سابقون ، ومعنييون ، السبل الكفيلة بتطوير السياحة الدينية ،واستثمارها على افضل وجه ،من خلال مأسسة العمل ،والبناء على ما انجز في السابق ،وضمان الاستدامة والاستمرارية في السنوات المقبلة .
وذكرت وزارة السياحة والاثار في بيان صحفي نشر اليوم الثلاثاء ان الوزيرة شويكة وخلال اجتماع عقد في مقر الوزارة امس الاثنين ،جمع وزراء السياحة السابقون ،طالب الرفاعي، ومها الخطيب ،ونايف الفايز ،ورئيس هيئة تنشيط السياحة عبدالرزاق عربيات ،ومدير موقع المغطس رستم مكجيان ،جرى استعراض ابرز المشاكل والتحديات التي تقف في طريق الاستثمار الامثل للسياحة الدينية ،والفرص المتاحة خلال المرحلة المقبلة خصوصا وان الاردن يمتلك العديد من المواقع الاثرية الاسلامية والمسيحية التي يرغب السياح في العالم بزيارتها ،لا سيما المقامات الاسلامية المتعددة ، ومسار الحج المسيحي .
ووجهت شويكة خلال الاجتماع بضرورة تشكيل لجنة توجيهة واحدة فيما يخص السياحة الدينية ،التي تعتبر اليوم موضوعا استراتيجيا لاهميتها ،بحيث تكون هذه اللجنة مظلة تجمع تحتها كل المكونات ،وتعمل على توفير النواقص وتصحيح المعلومات المتعلقة بالمسارات الدينية ومراجعتها ،مع ضرورة التفكير بحاكمية لضمان الاستدامة والاستمرارية من خلال وضع خطة رئيسية ،واعتماد الية لمأسسة العمل للسنوات المقبلة .
وشددت شويكة على ضرورة العمل من خلال محاور خمسة تتمثل بالمؤسسية التي تضمن عدم ضياع الجهود ،والبناء على ما تم انجازه في السابق ،وتوفير البنية التحية ،والخدمات ،واعتماد السردية وقصة المكان المناسبة من خلال الاستعانة برجال الدين المختصين ،وتوفير العمليات المساعدة ،والتشبيك مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي ، مشيرة الى انه ونظرا لاهمية السياحة الدينية كمنتج سياحي ، فقد جرى توجيه هيئة تنشيط السياحة لوضع خارطة طريق واضحة ،تبين الامكانيات الموجودة وتحدد الفجوات ،وما يمكن القيام به ضمن اطار زمني محدد وصولا الى منتج شمولي .
واستعرض مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات ابرز المشاكل والتحديات التي كانت تواجه السياحة الدينية وكيف جرى التغلب عليها مثل اسعار تذاكر الطيران من اوروبا الى الاردن ،وكذلك المشاكل التي ما زالت موجودة للان ،مبينا ان دراسة تحليلية للسوق قامت بها الهيئة اظهرت بالتفصيل حجم الفجوات المتعلقة بالمسارات وتصميم البرامج ، وغياب سردية المكان ونقص المحتوى، وغيرها .
وقال عربيات خلال الاجتماع ان هيئة تنشيط السياحة استطاعت تحديد مواطن الخلل التي تواجه السياحة الدينية ،وقدمت الحلول بحيث يجري معالجة الفجوات ،مشيرا الى انه يمكن اليوم التغلب على جميع المشاكل ،وذلك من خلال التعاون والمشاركة بين جميع الاطراف المعنية ، حيث يمتلك الاردن فرصة كبيرة اليوم في التسويق للسياحة الدينية باتجاه الدول العربية والاسلامية والاجنبية لا سيما الفلبين ونيجيريا وسيريلانكا واميركا اللاتينية .
من جانبه، قال الوزير الاسبق طالب الرفاعي ، والذي شغل في السابق منصب امين عام مجلس السياحة العالمي لدورتين ، انه لا بد من التركيز على موقع المغطس في كل مسارات السياحة الدينية التي يتم اعتمادها نظرا لاهميته التاريخية والدينية ،بحيث يكون المغطس هو المحج ،وتنتهي اليه كل المسارات الدينية ، منوها الى ضرورة تشجيع السياح على السير في درب الحج المسيحي بعد توفير الخدمات والبيئة المناسبة ،وذلك حتى تستفيد المجتمعات المحلية ايضا ، مستشهدا بتجارب دول اخرى .
واقترحت الوزيرة السابقة مها الخطيب ان يتم الاستعانة باصحاب الاختصاص لكتابة قصة الحج المسيحي ، مع ضرورة تقديم رزم سياحية باسعار مناسبة لمرتادي السياحة الدينية والحج المسيحي من خلال توفير اماكن الايواء والنزل المناسبة ، وان يجري بعد كتابة القصة ، تقسيمها لمسارات رئيسية واخرى فرعية ، مع الحرص على تقديم فعاليات مناسبة ،واستثمار قدرات الشباب وافكارهم الابداعية في عملية تصميم المنتج السياحي وتسويقه .
وقال وزير السياحة الاسبق نايف الفايز انه يجب التركيز في هذه المرحلة على المكونات غير المتجانسة في خطط السياحة الدينية والعمل على دمج هذه المكونات مع بعضها البعض ، وتوفير العناصر الضرورية غير الموجودة حاليا ،مع توفير البيئة الامنة لمرتادي السياحة الدينية .
من جانبه قال مدير موقع المغطس رستم مكجيان ، ان الموقع سجل العام الماضي اكبر عدد من السياح حيث وصل عددهم الى 250 الف سائح ، وكان العام 2019 هو الافضل حتى الان ، داعيا الى ضرورة تعاون جميع الاطراف المعنية ، والتركيز على مسار الحج المسيحي المعروف دينيا وتاريخيا ، والذي يبدأ من مكاور ويمر في مأدبا وجبل نيبو وصولا الى موقع المغطس .
وحضر الاجتماع امين عام وزارة السياحة والاثار عماد حجازين ، ومدير دائرة الاثار العامة يزيد عليان ، ومساعد الامين العام للشؤون الفنية ايمن ابو خروب .