صراحة نيوز – قال وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، في ندوة “حماية الرواية الفلسطينية”، التي أقيمت مساء اليوم الجمعة على هامش فعاليات “معرض عمان الدولي للكتاب” في دورته الـ21 ، أن الصراع الحقيقي هو الصراع على من يملك الأرض وإثبات أحقية أصحابها، مستشهداً برغبة الاحتلال بسرقة كل المفردات الفلسطينية لإثبات أحقيته في الأرض المحتلة.
وأوضح أبو سيف خلال الندوة التي أدارها الكاتب الفلسطيني عبد السلام العطاري أن الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية باعتبارها معرضة للتأكل، يتم من خلال موسوعة فلسطينية تؤرخ لحماية التراث الفلسطيني، والتركيز على تاريخ هذا التراث في الكتب التعليمية واستمرار مد الأجيال الجديدة بمعلومات عن أرضهم ونضال شعبهم.
وبين ، أن فلسطين شهدت نهضة ثقافية وفنية منذ منتصف القرن الثامن عشر قل مثيلها، فتحولت حينها مدنها الكبرى إلى محج للفنانين والمثقفين، وحضر إلى دور السينما والمسارح فيها كبار الفنانين العرب، كما شارك في نشاطات شعرية وأدبية نظمتها المراكز الثقافية في تلك المدن، كبار الشعراء والكتاب في ذلك الزمان.
وأضاف أبو سيف: “كانت فلسطين من أوائل الدول العربية التي شهدت ميلاد فن الرواية وفن القصة، كما شغل الشعر الفلسطيني حيزاً هاماً في المنجز الشعري العربي منذ فجر القرن العشرين حتى اللحظة، والأمر ذاته ينسحب على الكتابة الروائية والقصصية”.
ولفت أبو سيف النظر، أن القوة الثقافية التي كانت تسطع من فلسطين قبل الاحتلال، قابلها واقع مؤسف كانت تئن فيه مدن كثيرة من بلدان العالم من وقع الفقر والجهل”، وقال: “كانت يافا حاضرة من أهم الحواضر العربية التي يأتي لها الناس طلباً للعمل وللحياة الهانئة وراحة البال، وكانت الصحافة في فلسطين تشهد تقدماً يجعل صحفها الكبرى تنافس كبريات الصحف العربية، وكان ثمة نقابة للصحفيين كما للممثلين ولعمال سكة الحديد”.
وأكد أبو سيف أن فلسطين وقتها، كانت تعج بالحياة وتحتفل بها بكافة تجلياتها وأشكالها، ولم تكن أرضاً بوار تنتظر الغزاة كي يعمروها.
وألقى أبو سيف السبب في تراجع الأدب والثقافة الفلسطينية تالياً على الاحتلال الإسرائيلي الذي عطل مناحي الحياة كافة، فانتفض الناس مدافعين عن أرضهم حتى اليوم، ولفت النظر إلى أسماء كبيرة قاومت الاحتلال بالثقافة والأدب والشعر والموسيقى والغناء، ساهموا بإيصال صوت المثقف الفلسطيني إلى العالم، معجوناً بصوت الحرية وطلب التحرير والعودة إلى الأرض المغتصبة.