صراحة نيوز – أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبد اللطيف الزياني، اليوم الثلاثاء، محادثات ركزت على خطط تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية. وأكد الوزيران خلال لقائهما في وزارة الخارجية، الحرص المشترك على توسعة آفاق التعاون في مختلف المجالات وبما يعكس عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي يرعاها جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. واتفق الوزيران على عقد اجتماعات دورية في سياق آليات مؤسساتية بين الوزارتين والتحضير لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، وبحث توقيع العديد من الاتفاقيات التي تسهم في تعزيز التعاون بين البلدين. كما بحث الوزيران العديد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية وتفعيل العمل العربي المشترك، ومحاربة الإرهاب، وانعكاسات الأزمة الأوكرانية. وفي تصريحات صحافية مشتركة، قال الصفدي إن المحادثات “ركزت على سبل النهوض بهذه العلاقة التاريخية المتميزة التي تجمع المملكتين الشقيقتين، والتي يرعاها صاحبا الجلالة بكل حرص لتطويرها والمضي بها نحو آفاق أوسع من التعاون وبما يعكس عمق هذه العلاقة وتاريخيتها واستراتيجيتها”. وأضاف الصفدي “تحدثنا بشكل مفصّل في البعد الثنائي، واتفقنا على العمل باتجاه مأسسة عملية المشاورات بين الوزارتين والتحضير لاجتماعات عملانية قطاعية بين البلدين، بحيث نمضي بمساحات تعاون واضحة سواءً في المجال التعليمي، والاستثماري، والاقتصادي، والسياحي وغيره من المجالات”. وقال الصفدي إن الوزارتين ستعدان خلال شهر خريطة طريق واضحة لكيفية التقدم نحو مستقبل يسوده “تعاون أكثر وأوضح، وتحديداً في هذا العام الذي نحتفل فيه بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين”. وأضاف أنه بحث ونظيره البحريني القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة “ونحن متفقان على ضرورة العمل من أجل تفعيل العمل العربي المشترك بما يساعدنا على التعامل مع عديد التحديات التي تعصف بالمنطقة”. وزاد الصفدي “تقدمت القضية الفلسطينية، قضيتنا المركزية الأولى، المحادثات التي أجريناها في الشأن الإقليمي. ونحن أكدنا معاً أن السلام العادل الشامل الذي نريده لن يتأتى إلا من خلال تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها حقه في الحرية والاستقلال على ترابه الوطني، على أساس حل الدولتين، ووفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية”. وأضاف أنه وضع الزياني “في صورة الجهود التي تقوم بها المملكة من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا باتجاه تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967. وشدد الصفدي “لا حل آخر لهذا الصراع. وإذا لم يتحقق حل الدولتين فنحن ذاهبون باتجاه حال الدولة الواحدة، التي ستكرس “الأبارتايد”، وهذا أمر لن يؤدي إلى السلام”. وقال إن “أي طرح غير طرح حل الدولتين هو تنظير عبثي لا يقدم ولا يؤخر” وزاد “كلنا نريد السلام، نريد السلام عادلاً نريد السلام شاملاً، وحتى يكون عادلاً وشاملاً لا بد أن يتحقق لأشقائنا في فلسطين حقهم في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة”. كما أكد الصفدي “ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك من أجل حل الأزمة السورية عبر حل سياسي يضمن وحدة سوريا واستقلالها، ويخلصها من الإرهاب، ويضعها مرة أخرى على طريق استعادة الأمن والبناء”. وأضاف “أكدنا دعمنا للعراق الشقيق وأمنه واستقراره، وأيضاً رحبنا بالهدنة التي جرى التوصل إليها في اليمن، والتي ندعو إلى أن تتطور إلى حل سياسي شامل وفق المرجعيات المعتمدة، وبما ينهي الأزمة في اليمن، ويضمن أمن أشقائنا ومصالحهم في الخليج العربي”. وقال وزير الخارجية البحريني، من جهته، “عقدنا اليوم جلسة مباحثات بناءة ومثمرة تناولت مسار علاقات التعاون المشترك، وسبل توسيع آفاقه إلى مستويات أشمل بما يلبي تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين”، مشيراً إلى أنه جرى تدارس “سبل تعزيز التعاون الثنائي والفرص المتاحة لتنمية وتطوير التعاون في العديد من المجالات في إطار ما يربط بين البلدين من اتفاقات ومذكرات تفاهم تشمل مختلف المجالات الحيوية وبما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الشقيقين”. وأكد أنه اتفق مع الصفدي “على تكثيف التواصل لتعميق التعاون السياسي والدبلوماسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، وزيادة التنسيق المشترك، وتوحيد المواقف في المحافل الدولية كافة في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات كبرى وأزمات وصراعات، تتطلب الكثير من الاهتمام والمتابعة واستمرار التشاور”. وأضاف الزياني أنه “على مستوى التعاون المشترك السياسي والدبلوماسي فقد بحثنا تطورات الأوضاع والتحديات والأزمات التي تواجه دول المنطقة، وتهدد أمنها واستقرارها ونماءها، وأكدنا أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك لدعم جميع الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصل إلى حلول سياسية ترسخ السلم والاستقرار والازدهار لصالح جميع دول وشعوب المنطقة”. وأشار إلى أنه جرى استعراض مخرجات قمة جدة للأمن والتنمية، التي شارك فيها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة الأميركية. وأكدنا ضرورة متابعة التنسيق الثنائي لتنفيذ تلك المخرجات، والاستفادة من الأجواء الإيجابية التي أتاحتها القمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول المشاركة والولايات المتحدة”. وأضاف الزياني “تدارسنا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها القضية الفلسطينية، والحرب في اليمن، والملف النووي الإيراني، والحرب في أوكرانيا، والأمن الغذائي العالمي، وأزمة الطاقة، وغيرها من القضايا المهمة التي باتت محل قلق دولي”. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الزياني “موقف البلدين تجاهها ثابت ودائم، ويدعو إلى ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية. وأعربنا عن التقدير للجهود الحثيثة التي قامت بها جمهورية مصر العربية لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة استدامته لصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.