صراحة نيوز – التقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب د. رفعت بدر، وأستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور عامر الحافي، وفدًا شبابيًا جامعيا من مؤسسة Philos Project التي تهدف إلى زيادة الشراكة المسيحية ووعي المواطنين في الغرب على قضايا الشرق الأوسط، وأهمها قضايا العدل والسلام وحقوق الانسان والعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين.
وتحدث الاب الدكتور بدر عن الشراكة التاريخية للمسلمين والمسيحيين منذ تأسيسي الإمارة، وبين انّ هذه الشراكة تتمثل بالإسهام بتنمية المجتمع الاردني معا، وبالحضور المميز للمسيحيين في المحافل الرسمية والأهلية. وقال ان الكنائس في الاردن فضلا عن بناء الحجر في بيوت العبادة والمحاكم الكنسية، إلا انها مبدعة في مجالين : الاول المجال الثقافي، من خلال الجامعات والمدارس الموجودة منذ نهاية القرن التاسع عشر، وثانيا عبر العمل الخيري، وبالأخص اليوم عبر جمعية الكاريتاس الخيرية التي تقدم اعمال المحبة تجاه الفقراء، سواء اكانوا مواطنين او وافدين من العراق وسوريا. ولخص الاب بدر كلمته بقوله، اننا مسلمين ومسيحيين نقف معا امام الله تعالى، ومعا في خدمة الانسان، بدون اي تمييز.
بدوره بين الدكتور عامر الحافي بانّ لا يمكن الحديث بوئام حقيقي بين أتباع الأديان دون إصلاح التعليم، وبناء المواطنة، وتطوير القوانين التي تحترم حقوق الإنسان وتؤسس للتعددية الدينية والسياسية، ولا وئام بين أتباع الأديان دون الانفتاح وتحقيق التعارف بينهم، وعندما ندرك هذه الأبعاد المختلفة. وأضاف بأننا نَعلم أن الوئام بين أتباع الأديان ليس احتفالًا موسميًّا للتقريب بين نصوص مرقومة على ألواح حَجرية، وإنما هو بحث مستمر عن معاني الخير والفضيلة، التي تتشوَّق إليها مجتمعاتنا الإنسانية المتنوعة.
وجرى نقاش بين الضيفين والشباب المشاركين القادمين من الولايات المتحدة وبلدان أوروبية وأميركا الجنوبية، ويهدفون من هذه الزيارة إلى تنشئة القيادات المسيحية الشابة، وإلى زيادة الوعي على أوضاع الشرق الأوسط. وتطرق الحديث إلى القيم المشتركة بين الأديان، وكيفية الحفاظ على قيم العائلة كسرٍ مقدس، وكيفية التصدي للتهديدات والتحديات الخطرة التي تواجه العائلات اليوم.
وعقب اللقاء، زار الوفد مزار سيدة لورد وكنيسة اللاتين في ناعور، واحتفلوا فيها بالقداس الإلهي مع أبناء الرعيّة. وفي نهاية القداس، تحدث مؤسس المشروع ديفد نيكلسون ومنسقته جوليانا تيموارتسي عن أهداف زيارتهم إلى الأرض المقدسة، وهي القيام برحلات حج الى الاماكن المقدس، وبناء جسور من الصداقات مع سكان المنطقة. وقدّموا للأب بدر قطعة نقدية مصنوعة على شاكلة القطع النقدية التي كانت مستخدمة في عصر السيد المسيح. وكان الوفد صباحا قد زار مخيم الزعرتي واطلع على ما تقدمه الحكومة الاردنية للمهجرين من سوريا، كما زاروا مسجد الملك عبدالله الشهيد في العبدلي وكنيسة الاقباط الارثوذكس المجاورة للمسجد. واللذين يشكلان معا صورة عن الاردن الذي يحتضن تعددية دينية، ضمن اسس المواطنة والمساواة الدستورية، وباتت بتناسقها رسالة دائمة ومشرقة ومحترمة من سكان العالم.
