أبدأُ من المشهد الأخير للحكومة ونقابة المعلمين فالأمر يا أبن الحسين الملك الباني رحمه الله ليس حقوق معلمين فحسب والذين هم شريحة من مجتمع تعاني فئاته كافة من أحوال معيشية لم يعهدوها والبداية كانت بتجاهل الحكومة كتابا وجهه نقيبها الراحل في نهاية شهر أيار لمناقشة ملفات المعلمين ومطالبهم لتتعاظم المشكلة عقب محاولة المعلمين الاعتصام عند الدوار الرابع بتاريخ 5 ايلول الماضي والذي دفع النقابة الى اعلان الإضراب المفتوح اعتبارا من يوم الأحد 8 ايلول المنصرم .
الحكومة ومنذ اليوم الأول للمشكلة ادارت ظهرها لجميع المقترحات التي وصلتها من مختلف الجهات للتعامل مع المشكلة والجميع كانوا مقدرين لأوضاع الخزينة العامة وملخص المقترحات ” ان تطلق الحكومة مبادرة لتحسين أوضاع كافة الفئات ضمن خطة زمنية تمتد لخمس سنوات ليتم منح زيادات بنسب تنسجم وموارد الدولة ومرتبطة بالتضخم “لكنها وبدلا من ذلك بدأت باجراءات استفزازية ودخلت في حوارات شكلية مع النقابة دون تقديم اية مبادرة عملية لتصل الى ما وصلت اليه الأمور وصدور قرار المحكمة الأدارية وما زالت تتخذ المزيد من الأجراءات غير المدروسة والتي بمجملها وراء الدعم الشعبي الذي يتنامى يوما بعد يوم دعما للمعلمين .
وكما اشرت في المقدمة يا حفيد مفجر الثورة العربية الكبرى أن الأمر بالنسبة لموقف الشعب المتنامي ليس فقط حقوق المعلمين وكما قال المثل ” ليست رمانة بل قلوب مليانة” وغاضبة من نهج هذه الحكومة التي ثبت فشلها منذ بدأت بفرض الضرائب على جيوب المواطنين الذي ادى الى تراجع موارد الخزينة العامة للدولة واضعف القوة الشرائية للمواطنين بصورة تشي الى انخفاض قيمة الدينار الاردني امام سلة العملات العالمية في الوقت الذي شرع فيه رئيسها بتعين اشخاص غير مؤهلين محسوبين عليه او رضوخا لمتنفذين بموجب عقود خيالية بالرغم من عدم أهليتهم ومن ضمنهم وزراء ومدراء سابقين لم يتركوا بصمات أثناء خدماتهم السابق وكذلك ابناء شخصيات ناهيكم عن العديد من القرارات التي اتخذتها هذه الحكومة ولم تأخذ بعين الاعتبار المصالح العليا للوطن والتي لا يسمح المجال هنا لذكرها .
هل يُعقل يا حفيد مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية ان تنجح حكومة بادارة شؤون الدولة وهي التي اجرى رئيسها اربع تعديلات على اعضاء الفريق الوزراي خلال اقل من عام ونصف على تشكيله لها ويتطلع الى ان يحظى بموافقة جلالتكم لإجراء تعديل خامس والأدهى ان بعض من خرجوا في التعديلات السابقة تم تعينهم في مناصب اخرى رفيعة..هل الأردن مختبر تجارب .
يا حفيد المصطفى صلى الله عليه وسلم لقد عودتنا انك تصطف الى جانب شعبك وأنهم الخط الأحمر فما الذي جرى لتسكت على حكومة بدأت فاشلة وما زالت … ماذا نقول لعشرات آلاف الشباب والشابات المتعطلين عن العمل وماذا نقول للعدد الكبير من المستثمرين الذين اغلقوا استثماراتهم في الاردن وهجوا الى دول تٌقدر أهمية الأستثمارات في تنمية اقتصاديات دولهم وماذا نقول للعامل والموظف والجندي الذين ينسون انهم استلموا رواتبهم بعد اقل من اسبوع على استلامه وماذا نقول لاطفالنا وقد بتنا غير قادرين على تجديد كسوتهم وماذا نقول بخصوص الذين أثروا بعد توليهم مناصبهم والذين ما زالوا يعتبرون الدوائر والمؤسسات التي يتولون قيادتها بانه تركات وماذا … وماذا …. نقول يا سيدي .
يا أبن الحسين نُقدر الضغوطات الخارجية التي تفرضها الأحداث في الأقليم وشعبك مع مواقفك المشرفة لكنه الوطن الأغلى الذي لا مناص لنا ان نعيش في غيره ولدينا الكثير من الحلول للخروج من المأزق الذي هو نتيجة لتراكمات نهج حكومات سابقة في ادارة شؤون الدولة ومعها الحكومة الحالية التي اقصت المؤهلين وغضت بصرها عن تنمية الأطراف واعتمدت على توريث المناصب دون ادنى اعتبار للمؤهلات والكفاءات وحملت الوطن ما نعاني منه من مديونية .
أبا الحسين الوطن يزخر بالمخلصين والأصلاح يحتاج الى تضحية وصبر والشعب جاهز لشد الأحزمة على البطون أكثر حين يلمس الجدية في عملية الإصلاح وأجزم ان ثلاث قرارات ملكية من شأنها ان تكون البداية لاصلاح حقيقي يلمسه عامة الشعب يبدأ بتعطيل الحياة النيابية لفترة من الوقت واقالة الحكومة وتشكيل حكومة انقاذ من خمسة عشر شخصية معروفة سيرتهم ومسيرتهم ولهم حضورهم الفاعل لدى المواطنين ليبدأوا في اعادة ترتيب أوراق نهضة الدولة والله من وراء القصد سيدي .