21 إعلامياً فلسطينيا تعرضوا لـ 40 انتهاكاً خلال تغطيتهم للاحتجاجات على قرار ترامب

10 ديسمبر 2017
21 إعلامياً فلسطينيا تعرضوا لـ 40 انتهاكاً خلال تغطيتهم للاحتجاجات على قرار ترامب

صراحة نيوز – دعا مرطز حماية وحرية الصحفيين الى توفير الحماية للصحفيين الفلسطينيين وعدم إفلات الجناة من العقاب .

وقال في تقرير له ان 21 إعلامياً فلسطينيا تعرضوا لـ 40 انتهاكاً خلال تغطيتهم للاحتجاجات على قرار الرئيس الأمريكي ترامب .

نص التقرير 

 تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تعمدها وإقدامها على اعتقال الصحفيين الفلسطينيين واستهدافهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي واستخدام العنف والقوة المفرطة لمنعهم من نقل وقائع الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين مما يعد خرقاً واضحاً للقانون الدولي.

وقد تعرض 21 صحفياً فلسطينياً لـ 40 انتهاكاً حتى إصدار هذا التقرير، ونحو 62.5% من هذه الانتهاكات تعد جسيمة بالاستهداف المتعمد والإصابة بجروح والاعتداء الجسدي العنيف، وقد وقعت أثناء تغطيتهم الميدانية للاحتجاجات والتي عمت الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ إعلان الرئيس الأميركي بأن القدس عاصمة لإسرائيل، ما أدى إلى مواجهات ساخنة بين المواطنين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول منع موجة الاحتجاجات.

وحتى إعداد هذا التقرير فإن أكثر من 1250 بينهم 150 أصيبوا بالرصاص الحي هي حصيلة الإصابات في صفوف المواطنين خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وغارات جوية على قطاع غزة، وذلك حسب آخر إحصائية أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية.

وإضافة إلى المصابين فقد استشهد أربعة فلسطينيين خلال هذه المواجهات التي لا يغيب الصحفيون عنها قياماً بواجبهم المهني ما يشكل تهديداً على حياتهم وسلامتهم الجسدية.

حالات الاعتداء على الصحفيين التي رصدها ووثقها برنامج “عين” لرصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام والتابع لمركز حماية وحرية الصحفيين تشير إلى تعرض عدد من الصحفيين للاستهداف المتعمد والمباشر خلال تغطيتهم للاحتجاجات الشعبية على قرار ترامب.

ووقعت أعنف حالات استهداف للصحفيين في مدينة القدس عندما تعرضت مراسلة صحيفة الحياة الجديدة “ديالا جويحان” للدفع والاعتداء الجسدي العنيف من جنود الاحتلال وفي أكثر من موقع ما أدى لإصابتها برضوض وجروح، كما تعرض عشرات الصحفيين لاعتداءات جسدية وتهديد لمنعهم من التغطية ومنهم طاقم شبكة MBC الأمريكية بالقدس. 

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة احتجاجات عارمة منذ مساء الأربعاء الماضي حين أعلن الرئيس الأميركي اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى إثر ذلك دعت الفصائل الفلسطينية إلى الخروج للاحتجاج في أيام غضب للتنديد بالقرار الأميركي.

وبحسب بيانات شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي “سند” والتي يديرها مركز حماية وحرية الصحفيين فقد شكلت اعتداءات قوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين أعلى نسب الانتهاكات كماً خلال السنوات الستة الأخيرة، وتسيدت فلسطين قائمة أكثر المناطق التي يتعرض بها الصحفيون لاعتداءات جسيمة من خلال الاستهداف المتعمد بالإصابة ما أدى إلى تعرض عشرات الصحفيين الفلسطينيين بجروح منها بالغة الخطورة.

وخلال السنوات الماضية تعمدت سلطات الاحتلال استهداف الصحفيين لمنعهم من تغطية التظاهرات والاحتجاجات التي يقيمها المواطنون الفلسطينيون عند الحواجز للمطالبة بإطلاق الأسرى، واحتجاجاً على سياسة فصل المناطق داخل الضفة الغربية عن بعضها البعض، إضافة إلى الاعتصامات والتظاهرات في حالات منع المصلين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسات الإسلامية. وكانت حدة الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون الفلسطينيون خاصة في القدس قد تصاعدت خلال سبتمبر من العام 2015، وذلك مع تصاعد وتيرة الاشتباكات نتيجة الاعتداءات المتكررة على حقوق المواطنين المقدسيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين وأجهزة الأمن الإسرائيلية. 

ومنذ سنوات طويلة، لوحظ أنه كلما تصاعدت الاحتجاجات والمواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، تتخذ سلطات الاحتلال أنماطاً من الاعتداءات على الصحفيين أبرزها الاستهداف المتعمد بالإصابة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، وأحياناً الرصاص المطاطي، ما يجعلهم عرضة مباشرة للإصابة.

وتعتبر اعتداءات قوات الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين من الاعتداءات الصارخة في منظومة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان حسب ما نصت عليه اتفاقيات جنيف الأربع الموقعة في 19 آب 1949 بموجب المادة (147)، والبروتوكولين الإضافيين من الاتفاقية، ومخالفاتها الجسيمة ترقى لاعتبارها جريمة ضد الإنسانية، وجريمة حرب بموجب المادة (8) من ميثاق روما الأساسي.

وتشكل الاعتداءات المتعمدة انتهاكات خطيرة للمبادئ الأساسية الثلاث للقانون الدولي الإنساني وهي التمييز، التناسب والحيطة، وتعتبر مخالفة واضحة للمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية التي تؤكد على حرية كل إنسان في اعتناق الآراء دون مضايقة، وعلى حرية التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو أي وسيلة أخرى، إضافة إلى مخالفتها لقرار مجلس الأمن رقم 2222 بشأن سلامة الصحفيين.
ويعتقد مركز حماية وحرية الصحفيين أن سلطات الاحتلال قد مست طيفاً واسعاً من الحقوق من خلال الاعتداء على الحق في السلامة الشخصية والحق في حرية الراي والتعبير والإعلام والحق في الحرية والأمان الشخصي وحق التملك إضافة إلى الحق في عدم الخضوع لمعاملة قاسية أو مهينة.

ولا يزال الإفلات من العقاب سائداً حيث لم يتم إنشاء أية آلية لتحديد المسؤوليات عن الاعتداءات المرتكبة بحق الإعلاميين ومتابعة إدانة الجناة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، علماً بأن الاحتلال رفض تنفيذ توصيات هيئات الأمم المتحدة في الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين بشكل عام، ولا تزال تكرر انتهاكاتها المنهجية.

ويوصي مركز حماية وحرية الصحفيين كافة منظمات حقوق الإنسان والدفاع عن حرية الإعلام بإدانة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات المتبعة في الأمم المتحدة لمساءلتها ومحاسبتها على ما ارتكبته من مخالفات للقانون الدولي الإنساني في الاعتداء على الصحفيين الفلسطينيين، وذلك للحد من تكرار وقوعها. 

ويجد المركز أن سلطات الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية القانونية عن سلامة الصحفيين أثناء قيامهم بالتغطية الميدانية.
برنامج رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلاميين “عين” وثق الانتهاكات التي وقعت على الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين أثناء تغطيتهم للاحتجاجات الأخيرة منذ أربعة أيام وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، وتبين أن الانتهاكات تمحورت في منع التغطية وحجز الحرية والاستهداف المتعمد بقنابل الغاز والأعيرة المطاطية، إضافة إلى الاعتداء الجسدي كما يلي:

بتاريخ 7/12/2017: أصيب المنتج في طاقم فضائية روسيا اليوم بحالة اختناق بسبب استنشاقه للغاز المسيل للدموع أثناء تغطيته إلى جانب زملاءه للاحتجاجات في مدينة رام الله. بتاريخ 8/12/2017: احتجز جنود الاحتلال طاقم قناة فلسطين الفضائية المكون من مدير مكتبها في الخليل “جهاد قواسمي”، المراسل “عزمي بنات” والمصور “إياد الشملهون” أثناء قيامهم بتغطية الاحتجاجات في مخيم العروب بمحافظة الخليل، كما احتجزت عربة النقل المباشر الخاصة بالقناة.

 أصيب مصور ومدير مكتب قناة فلسطين الفضائية في أريحا “عمر عوض” برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط بقدمه اليسرى أثناء تغطيته للاحتجاجات في منطقة مدخل مدينة أريحا الجنوبي، بينما أصيب مراسل وكالة رويترز للأنباء “عادل أبو نعمة” جراء استهدافه بقنبلة غاز أثناء تغطيته الاحتجاجات بنفس المنطقة المذكورة. 

 أصيب كل من مراسل وكالة وفضائية معا “فراس طنينة”، مراسل قناة المنار الفضائية “خالد الفقيه”، مراسلة قناة الميادين الفضائية “نسرين سلمى”، بحالات من الاختناق وضيق التنفس من جراء كثافة إطلاق القنابل المسيلة للدموع، بينما أصيب مراسل تلفزيون فلسطين “علي دار علي” برأسه ويده إثر استهدافه بالرصاص المغلف بالمطاط من قبل أحد عناصر قوات الاحتلال، كما أصيب في نفس الموقع كل من مراسل تلفزيون فلسطين اليوم “جهاد بركات”، ومراسل الغد “ضياء حوشية”، والصحفيتان “يارا العملة” و”منى العمري”، والمصور “ربيع منصور” ومراسل وكالة معاً فراس طنينة بالاختناق.

 جرى استهداف مصور وكالة رام سات المحلية “محمود فوزي” بعيار مطاطي بالرأس أثناء تغطيته للاحتجاجات في قرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية.  أصيب المصور الصحفي “أحمد حسب الله” للاختناق بسبب استنشاقه للغاز أثناء تغطيته للاحتجاجات شرق قطاع غزة. 

بتاريخ 9/12/2017: تعرضت مراسلة جريدة الحياة “ديالا جويحان” للضرب والدفع الشديدين من قبل عناصر قوات الاحتلال وبالأخص فرق الخيالة أثناء تغطيتها الاحتجاجات في إحدى المناطق بالقدس، مما أدى إلى إصابتها برضوض شديدة بمنطقة الظهر واليدين والرجل اليسرى، وفي القدس أيضا تم الاعتداء بالضرب على الصحفية “لواحظ الجعبري”.

 وأثناء تغطيته للاحتجاجات في منطقة مدخل البيرة الشمالي أصيب الصحفي “علي عبيدات” بقدمه من جراء استهدافه بقنبلة غاز أدت إلى كسر عدسة الكاميرا التي كانت بحوزته، وفي نفس المنطقة أصيب مصور وكالة الصحافة الأوروبية “علاء بدارنة” بحالة اختناق أثناء قيامه بعمله هناك.

 

الاخبار العاجلة