الأردن لا ينهض .. ولا ينمو .. الأردن يكبو 

29 أغسطس 2019
الأردن لا ينهض .. ولا ينمو .. الأردن يكبو 
صراحة نيوز- بقلم  عوض ضيف الله الملاحمه 

بالصدفة شاهدت برنامجاً غريباً ، فاقداً للمصداقية ، مزوِّراً للحقيقة ، مشوهاً للواقع ، يخدع المواطن ، ويُجمِّل واقعاً مُشَوِّهاً ، ينتهج الفهلوة ، والخداع الرخيص ، من التلفزيون الأردني الرسمي ، إسم البرنامج (( الأردن ينهض )) ، ويتحدث عن العقبة ، والميناء تحديداً ، الذي تم بيعه ، مع انه الميناء الوحيد للمملكة ، والذي كنّا نتغنى به ، مع انه عقبة كإسمه .


التخبط الإداري ، والهوجائية ، وعدم الإنتماء ، لا بل الارتباط بالأعداء ، وتنفيذ أجنداتهم ، ببيع مقدرات الوطن ، ادى الى التجرأ ، والإقدام على بيع المنفذ المائي الوحيد ، الفريد ، رئة الوطن الذي يربط الأردن بعالم البحار .

اذا كان التراجع وتدهور الأوضاع على كافة أصعدة الوطن يحاول تلفزيوننا الرسمي ان يسوقه على المواطنين ، ويحوله الى نهضة ، فهذا إثبات على ان التراجع ممنهج ومخطط له ، وان الدمار خيار ينتهجه مسؤولي الدولة الاردنية لتدمير الوطن ، وقد تحقق لهم ذلك .

أتمنى لو أتعرف على مفهوم النهوض لدى التلفزيون الأردني !؟ لانني لا أدري فيما اذا كان هناك مفهوم آخر ، معاكس لمفهوم عامة الناس عن معنى ومفهوم النهوض .

يُفترض في القناة التلفزيونية الرسمية الحكومية الأردنية ان تتميز بالمصداقية ، والعقلانية ، وان تبتعد عن أساليب تحسين المُشَوَّه ، لان في ذلك خداع للوطن والمواطن ، وعليه تنحرف هذه الوسيلة الإعلامية عن نُبل رسالتها ، وتفقد إنحيازها للوطن ، كما يفترض فيها ان تكون قناة وطن ، لا قناة تجميل للحكومات .

لم يعد التطبيل ، والتهليل ، والتجميل ، يخدم أهدافها النبيلة ، الوطنية التي أُنشأت من اجلها ، كما ان انحيازها للحكومات ، يحرفها ان مسارها ، وعن هدفها الذي يفترض ان يكون نبيلاً ، شريفاً ، وطنياً ، جريئاً ، دون محاباة ، او مجاملة ، او إنصياع ، او خوف ، او مداهنة ، او مراهنة على مسؤول لتحقيق مكاسب فردية على حساب مصلحة الوطن العليا . 

قُل للناس ان الوطن يتراجع ، الوطن يُنهب ، الوطن يضيع ، الوطن صريع ، الوطن تم بيعه ، الوطن لا ينمو ، الوطن يكبو ، وتم تقاسمه ، بين الفاسدين ، المأجورين ، يكون كلامك صحيحاً ، منطقياً ، منحازاً للوطن ومواطنيه ، وتكون قد أديت رسالتك الإعلامية بمهنية ، وصدق ، وشرف .

الإنحراف عن المسار ، طال كل ما في الدار ، والوطن يئن ، والمواطن يحن للأيام الخوالي ، التي كان يتغنى فيها بتفرد ، وتميز وطنه .
الاخبار العاجلة