صراحة نيوز – أكد نائب رئيس الوزراء الاسبق العين رجائي المعشر، أنه ضد مبدأ أي حكومة تضع أولويات لنفسها، مشيرا إلى أن البطالة والفقر وتمكين المرأة والشباب هي اولويات وطنية وليست حكومية.
وأضاف خلال استضافته في مركز مسارات للتنمية والتطوير الاثنين، أن العقيدة الوطنية الأردنية هي نقطة رئيسية في تعريف من هو الأردني، مشيرا إلى أن الحديث عن الأردني هو شرق الأردني او الغربي، او المسلم او المسيحي هو عبثي ولا يزيد ولا ينقص.
وقال إن ما يهم هو أن يكون الأردن واثق بأن الدولة بدأت قومية تجمع كل العرب، وهي عليها التزام نحو شرعية الدولة ومبادئ الثورة العربية الكبرى وترسيخ ذلك في اذهان الأردنيين.
ولفت الى أن عناوين رئيسية برزت بعد عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ومنها الهوية الوطنية الجامعة والتعديلات الدستورية والحكومات الحزبية البرامجية، مؤكدا أنها ليست برلمانية.
كما بين المعشر أن الدولة نشأت بفكر نهضوي عربي واسلامي ويسعى لتحقيق الديمقراطيات المشابهة للدول الاوروبية، وكان الشريف الحسين بن علي يقود ثورة لتحقيق مبادئ الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة.
ونفى أن تكون نشأة الأردن برسم خريطة تشيرشل، موضحا أنه علينا الايمان بالحرية ووحدة الامة ووحدة ابناء الشعب الواحد والمساواة بين الناس والعدالة الاجتماعية، فإذا لم يرسخ هذا الايمان كيف سننشئ أردنيين يدافعون عن اردنيتهم.
وأشار المعشر إلى أنه لا يمكن اخذ الفكر الاردني الموجود اليوم بعديا عن الفكر النهضوي الذي بدأت عليه الدولة، مؤكدا: إذا بقينا ننظر الى اليوم ونسينا الماضي، او اكتفينا بالتفكير بالمستقبل وتركنا الحاضر ستكون النتيجة الفوضى التي نشهدها اليوم”.
وعن الاقتصاد الأردني قال المعشر إن مشكلتنا في الاصلاح الاقتصادي منذ 1989 أننا تركنا التنمية الاقتصادية ولجأنا الى برنامج صندوق النقد الدولي للاصلاح المعنوي، مشيرا إلى أنه قبل ذلك كان لدينا خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبين أنه عام 89 جاء مجموعة من المسؤولين نظروا الى التخطيط أنه ضد الاقتصاد الحر، وينظرون إلى وضع خطط اصلاحية وفق التخطيط المركزي، مشيرا إلى أن التخطيط المركزي فشل واكبر دليل عليه انهيار الاتحاد السوفييتي.
وأوضح المعشر أنه نتيجة لذلك ارتفعت مديونيتنا في 2010 600%، وكان القانون في ذلك الوقت لا يجيز ان ترتفع المديونية عن 60% واستمرت المديونية بالارتفاع بعد 2011، وبدأت الحكومة بتغطية العجز من خلال زيادة الضرائب، مؤكدا ان هذا النهج المستمر منذ 2011 يجب أن يتغير.
وقال إن الأردن بحاجة إلى نهج اقتصادي جديد، والعودة الى التخطيط لمعالجة الاوضاع الاقتصادية، مشيرا الى أن الأردن تعلم درس أن استراتيجيات القطاع الواحد لا تؤدي الى نتيجة، مثالا على ذلك استراتيجية الطاقة والتي لا يختلف اثنان على ادائها، ولكن النتيجة اصبح قطاع الطاقة هو الوحيد دون النظر الى بقية القطاعات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة من خلال ان تصب جميعها مع بعضها بعضا في ذات الاطار.