لقاء لمنتدى الفكر العربي يحاضر فيه رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية حول

6 فبراير 2022
لقاء لمنتدى الفكر العربي يحاضر فيه رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية حول

* د.عبدالهادي: الاحتلال الإسرائيلي عمل على التهويد وإيجاد واقع جيو- سياسي جديد للسيطرة على الأرض والنمو السكاني الفلسطيني وإضعاف المرجعية الوطنية والدينية في القدس
* د.أبو حمّور: للإعلام دور مهم في خدمة القضية الفلسطينية وإيجاد وعي عربي وعالمي لدى الأجيال الجديدة بخطر الانتهاكات الإسرائيلية إزاء القدس والمقدسات والحقوق العربية
* د.الداوود: الأردن يقوم بدور كبير في الدفاع عن القدس وفلسطين ولا بد من إعادة صياغة الآليات والاستراتيجيات عربياً وإسلامياً لمواجهة المشروع الصهيوني
* كنعان: طروحات مشاريع السلام الدولية تؤكد على الاعتراف بالحق العربي الفلسطيني في القدس وهي مرجعيات يجب العمل على التمسك بها والاحتجاج بمرجعيتها

صراحة نيوز – عقد منتدى الفكر العربي يوم الأربعاء 2/2/2022 لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية وعضو المنتدى د.مهدي عبد الهادي حول “القدس والمقدسات: تمكين المرجعيات وتحديث الخطاب 1917-1967″، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق والأمين العام للمنتدى د.محمد أبو حمّور، كل من: وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق د.هايل الداوود، وأمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الأستاذ عبد الله كنعان.
أوضَح المُحاضر د.مهدي عبد الهادي أن الأردن يمارس مسؤوليته تجاه المقدسات في القدس انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها منذ أيام المغفور له الشريف الحسين بن علي ، وأنه قدم الكثير من التضحيات في سبيلها وكان من ذلك استشهاد المغفور له الملك عبد الله الأول على أبواب المسجد الأقصى وهو من وحَّد الضفتين وحفظ القدس وأهلها، وعلى نهجه سار القادة الهاشميون إلى اليوم.
وأشار د. عبد الهادي إلى أن حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة عملت على تحقيق أهدافها السياسية منذ عام 1967، من خلال تهويد القدس الشرقية، وإيجاد واقع جيو- سياسي جديد من أجل السيطرة على الأرض والتحكم بالتطور والنمو السكاني الفلسطيني.
تناول المتداخلون خطورة المشروع الصهيوني الساعي إلى تغيير الرواية التاريخية والجغرافية للقدس وضرورة التصدي لهذه الهجمة المدروسة والشرسة، والعمل على تحصين القدس وفلسطين ضد الاحتلال من خلال استمرار تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني، والعمل على زيادة المعرفة بتاريخ القدس والمقدسات.
وأوضح المتداخلون الدور الكبير للوصاية الهاشمية في حماية القدس والمقدسات، وحذروا من تشرذم الصف العربي والإسلامي الذي مهّد لاستغلال إسرائيل هذا الضعف والاستحواذ على مدينة القدس واحتلالها؛ مشيرين إلى أهمية وحدة الصف العربي وإعادة القضية الفلسطينية والقدس إلى صدارة القضايا العربية والإسلامية.
التفاصيل:
أوضَح المُحاضِر د.مهدي عبد الهادي أن المشهد التاريخي للقدس خلال الفترة 1914-1945، مرَّ بالعديد من المحطات والمواقف، والتي بدأت بتعهد بريطانيا للشريف الحسين بن علي وقادة الحركة العربية بدعم إقامة دولة عربية في الأراضي التي كانت تحت الحكم العثماني من المشرق العربي بما فيها فلسطين، لكنها نقضت تعهدها بتوقيع اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وإصدار وعد بلفور عام 1917، مما قسم المنطقة إلى عدة دويلات تحت الانتداب، مشيراً أيضاً إلى أن اللجنة الملكية البريطانية برئاسة اللورد بيل أوصت بعدم إلحاق القدس وبيت لحم في الصراعات السياسية التي أدت إلى تقسيم فلسطين.
كما أشار د.عبد الهادي إلى المطالبة والمبايعة الفلسطينية للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس عام 1924، التي تجلت في استقبال الشريف الحسين بن علي وفوداً من المدن الفلسطينية؛ مبيناً أن أول الوفود كان وفد اللجنة التنفيذية العربية برئاسة موسى كاظم الحسيني وعضوية أمين التميمي وعوني عبد الهادي وشكري التاجي الفاروقي، كما أشار إلى دور المجلس الإسلامي الأعلى الذي ضم أبرز الشخصيات المقدسية والفلسطينية في إعمار حائط البراق وترميمه وإصلاحه كجزء من مسؤولياته في إعمار المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح د.عبد الهادي أن المشهد العام للقدس ما بين انتهاء الانتداب البريطاني عام 1947 وبداية الإحتلال الإسرائيلي أصبح مختلفاً كلياً، ذلك أن الحكومة البريطانية سلمت القضية الفلسطينية للأمم المتحدة، مشيراً إلى دور كل من لجنة التوفيق الدولية (UNSCOP)، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتداعيات قرار تقسيم فلسطين عام 1947.
وأكد د.عبد الهادي أهمية الدور الكبير الذي قام به الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين من خلال اهتمامه بالتواصل مع رجالات فلسطين، وتشكيل الهيئة العلمية الإسلامية في القدس برئاسة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وتعيين عارف العارف رئيساً لبلدية القدس، وتعيين الشيخ حسام الدين جارالله مفتياً للقدس، وأمين عبد الهادي رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى، وتعيين راغب النشاشيبي ناظراً للحرم الشريف وللأماكن المقدسة، مما يؤكد الهوية العربية الإسلامية للقدس ومقدساتها، موضحاً بأن الوصاية الهاشمية تمثلت منذ البداية بالعديد من المبادرات مثل قيام الشريف الحسين بن علي بتقديم مبلغ يعادل حوالي 50 ألف ليرة ذهبية لإعمار المقدّسات وهو ما سُمّي “الإعمار الهاشميّ الأول”، وبعد ذلك صدر قانون لجنة إعمار مسجد قبة الصخرة المشرفة عام 1952 وتشكلت لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك.
وأكد د.عبد الهادي أن حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة عملت على تحقيق أهدافها السياسية منذ عام 1967، من خلال تهويد القدس الشرقية، وإيجاد واقع جيو- سياسي جديد من أجل السيطرة على الأرض والتحكم بالتطور والنمو السكاني الفلسطيني، وإضعاف المرجعية الوطنية والدينية في المدينة المقدسة، وذلك من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات الإسرائيلية والجدار العازل حول المدينة، مشيراً إلى أن ضم إسرائيل الرسمي لمدينة القدس عام 1980 وإعلان المنطقة برمتها جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل واعتبار القدس عاصمة لها، يعد انتهاكاً صارخاً وواضحاً للقانون الدولي ينبغي العمل على وقفه وإلغاء إجراءات الاحتلال كافة المترتبة عليه.
وفي كلمته التقديمية قال د.محمد أبو حمّور: إن للقدس مكانة خاصة لدى المسلمين والمسيحيين، ولها تاريخ حافل ومعروف سواءً قبل الإسلام أو بعده أو خلال عصوره، مشيراً إلى أن جميع الممارسات الإسرائيلية التي ترمي إلى تهويد القدس وانتهاك هويتها العربية والإسلامية من خلال محاولات التنقيب الأثري للبحث عما يؤيد الرواية الإسرائيلية باءت بالفشل، ومؤكداً أهمية دور الإعلام في خدمة القضية الفلسطينية وإيجاد وعي عربي وعالمي لدى الأجيال الجديدة بخطر الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية إزاء القدس والمقدسات والحقوق العربية، والعمل على بث رسائل واضحة تؤكد الهوية العربية الإسلامية للقدس.
وأشار د.أبو حمّور إلى أن منتدى الفكر العربي عمل من خلال برنامج “القدس في الضمير” الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال على إبقاء القدس حاضرة في ضمير الأجيال وذاكرتها من خلال اللقاءات والأنشطة التي يقوم بها، مبيناً أن الظروف والأحداث الراهنة التي مرت بالعالم والمنطقة، ولا سيما أحداث الربيع العربي وما أعقبها من تداعيات وصراعات داخلية في بعض الدول، أثر على مسارات العمل من أجل تحقيق السلام المنشود في القضية الفلسطينية، مما يدعو إلى إعادة ترتيب الأولويات وبناء الحوار وتسليط الضوء من جديد على القضية الفلسطينية. 
وبدوره قال د.هايل الداوود: إن المشروع الصهيوني الساعي إلى ضم الأراضي الفلسطينية والقدس يزداد شراسة، وإنه قد حقق جزءاً كبيراً من أهدافه، مؤكداً ضرورة العمل على إعادة صياغة الخطط والآليات والإستراتيجيات الموضوعة لمواجهة خطط الاحتلال، مشيداً بالدور الكبير الذي يقوم به الأردن من خلال الوصاية الهاشمية للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات على الرغم من الصعوبات التي تواجهه، وموضحاً بأن القضية الفلسطينية هي قضية مصيرية تترتب مسؤوليتها على الدول العربية والإسلامية كافة، وأن المشروع الصهيوني منذ بدايته يستند إلى دول كبرى في العالم، مما أضعف الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب العمل على تقوية الجدار العربي وترميمه من جديد، وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للشعب الفلسطيني ليصمد على أرضه، وإيجاد خطة سياسية للوقوف أمام المخطط الصهيوني، وإعادة النظر في المقترحات والخطط  الرامية للتصدي للمشروع الصهيوني من قبل صنّاع القرار.
ومن جهته أشار الأستاذ عبد الله كنعان إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر هذا العام ويوضح الإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها جريمة الفصل العنصري، ويطالب التقرير بشكل صريح بمساءلة السلطات الإسرائيلية والعمل على ردعها عن هذه الممارسات.
كما أشار كنعان إلى أن كل المرجعيات الشرعية العالمية تعترف بأن القدس هي جزء من الأرض المحتلة وتناقش القضايا المتعلقة بها تحت بند الاستعمار في الأمم المتحدة، وأن اليونسكو يناقش موضوع القدس تحت بند فلسطين المحتلة، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة أوضحت أن ما يجري من اعتداءات على مدينة القدس يشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، وموضحاً أن طروحات مشاريع السلام الدولية تؤكد على الاعتراف بالحق العربي الفلسطيني في القدس، وهي مرجعيات دولية سواء وافقت عليها إسرائيل أو رفضتها، ويجب العمل على التمسك بهذه المرجعيات والاحتجاج بها، عدا أن قرارات القمم العربية والإسلامية هي كذلك مرجعيات مهمة تؤكد البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وتقوم على وحدة مواقف الأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى الجهود الأردنية السياسية والدبلوماسية والقانونية لتأكيد أن القدس الشرقية مدينة محتلة تخضع لأحكام القانون الدولي ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمبدأ حل الدولتين، مبيناً دور الوصاية الهاشمية المتمثلة بالجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ومجلس الأوقاف بالقدس.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.
 

الاخبار العاجلة