هذا هو السؤال الذي اطرحه اليوم… الوضع المذكور تاليا يغطي تاريخ الجزيرة لثلاثة آلاف عام مضت، فمن هم أصحاب الجزيرة اليوم؟… وهذا السؤال ينطبق على كل بقعه في العالم.
ما هو الاساس الذي يقوم عليه الحق التاريخي بارض معينة؟ هل هو التاريخ؟ ام القومية؟ ام الدين؟ من هي الجهة التي يمكنها اليوم ادعاء ملكيتها لشبه جزيرة القرم؟ وهل يمكن ان يكون المعيار المطبق لاثبات الحقوق هو مدة الحكم؟
شبه جزيرة القرم او توريكا Taurica أو خرسونسه تورية Tauric Chersonese أو توريدا Taurida . او تافريدا كما كانت تسمى على مر العصور. اما العاصمة سيمفروبول، فقد كان اسمها فيما مضى «اقميشيت» أي «المسجد الأبيض» بلغة تتار القرم قبل أن يستولي عليها الروس عام 1783م وكانت كذلك عاصمتها فيما مضى مدينة “بخش سراي” عندما كانت خاضعة لحكم خانات التتار.
كانت توريكا (القرم) مأهولة بشعوب مختلفة منها:
• المناطق الداخلية كانت مأهولة بالسكوذيين.
• والساحل الجنوبي الجبلي يسكنه التوريس، فرع من الكيمريين.
• القرن السابع قبل الميلاد استطاع اليونانيون السيطرة على سواحل القرم حيث بدؤوا في إنشاء المستعمرات على طول الساحل حتى القرن الرابع قبل الميلاد.
• ومع حلول عام 15 قبل الميلاد، كان الرومان قد سيطروا على تلك المستعمرات اليونانية وأصبحت جزءًا من الامبراطورية الكبرى.
• المستوطنون اليونانيون يسكنون عدد من المستعمرات على طول ساحل شبه الجزيرة، وأشهرها مدينة سفاستوبول المعاصرة في القرن الثاني قبل الميلاد.
• أثناء القرن الأول والثاني والثالث ق.م.، كانت توريكا تستضيف فيالق رومانية ومستعمرون تشاركس.
• أصبحت المنطقة الشرقية من توريكا جزءاً من مملكة البسفور، قبل أن يتم ضمها داخل الامبراطورية الرومانية في القرن الأول ق.م.
على مدار القرون التالية، تعرضت القرم للغزو أو الاحتلال من قبل:
• القوط 250 م.
• الهون (376).
• البلغاريون القرن 4-8.
• الخزر (القرن 8).
• دولة الروس الكييفة القرن 10-11. في القرن العاشر الميلادي أعلن أمير كييف فلاديمير الأول سيطرته على المدن الساحلية لشبه جزيرة القرم.
• الامبراطورية البيزنطية 1016.
• القبتشاق (1050).
• والمغول (1237).
• في القرن 13، إستولت جمهورية جنوةعلى المستعمرات التي بناها منافسوها، البنادقة، على إمتداد ساحل القرم وأحكموا سيطرتهم على الاقتصاد القرمي والتجارة في البحر الأسود لقرنين.
• وفي عام 1443 اصبحت مركز دولة تتارية خضعت لحكم مغول القبجاق ومن بعدهم تتار القبلية الذهبية، وهم الذين بدؤوا في التحول إلى الإسلام منذ القرن الرابع عشر الميلاي، ثمَّ أعلنوا ولاءهم للدولة العثمانية في أواخر القرن الخامس عشر.
• أواخر القرن الثامن عشر، في الفترة التي دبَّ فيها الضعف في أوصال الدولة العثمانية استطاع الروس احتلال شبه جزيرة القرم في عام 1783م،
• وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسيطرة الاتحاد السوفيتي على شبه الجزيرة.
• بسقوط الاتحاد السوفيتي وإعلان أوكرانيا استقلالها ومن ضمن أقاليمها شبه جزيرة القرم، سمح للتتار القرم بالعودة إلى وطنهم الأصلي.