صراحة نيوز – قال مسؤول كبير إن 5 أشخاص لقوا حتفهم اليوم الجمعة شرق أفغانستان في هزات أرضية جديدة بمناطق قريبة من مركز زلزال بلغت قوته 6.1 درجات ضرب البلاد أول أمس، وذلك بعد ساعات من الإعلان عن إنهاء عمليات البحث عن ناجين من زلزال الأربعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة شرفات زمان لرويترز “(هذا) زلزال آخر وقع في بكتيكا بمنطقة جايان، ووفقا للمعلومات الأولية قٌتل خمسة”.
وذكر موقع هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن زلزالا بقوة 4.3 درجات وقع بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية الساعة 01:43 بتوقيت غرينتش اليوم.
وقال مسؤول كبير، اليوم، إن السلطات أنهت البحث عن ناجين بعد الزلزال الذي أدى لمقتل وجرح آلاف الأشخاص، في حين أكدت الأمم المتحدة أن المنظمات الإنسانية تعاني أزمة في تحويل الأموال إلى هذه البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الكوارث محمد نسيم حقاني لرويترز إن نحو 10 آلاف منزل دمرت جزئيا أو كليا في الزلزال الذي وقع الأربعاء بمنطقة نائية من البلاد قرب الحدود مع باكستان.
وأضاف حقاني “انتهت عملية البحث، توفي ألف شخص وأصيب نحو 20 ألفا بإصابات ما بين خطيرة وسطحية” وسط نقص شديد في “إمدادات الأدوية وغيرها من المساعدات الضرورية”.
ولم يذكر أي تفاصيل عن سبب إنهاء عملية البحث عن ناجين بعد مرور نحو 48 ساعة على الزلزال، رغم أنه تم انتشال ناجين من تحت الأنقاض في أعقاب زلازل سابقة بعد مرور فترة أطول.
وقال حقاني إن أفغانستان لا تملك إمدادات ضرورية كافية لعلاج المصابين، مضيفا “لا تملك وزارة الصحة أدوية كافية، نحن في حاجة لمساعدات طبية وغيرها من الضروريات لأن الكارثة كبيرة”.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 6.1 درجات على بعد نحو 160 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة في منطقة جبلية قاحلة تنتشر بها تجمعات سكنية صغيرة.
وقد عرقل سوء الاتصالات وعدم توفر الطرق الملائمة جهود الإغاثة في بلد يواجه بالفعل أزمة إنسانية تفاقمت بالتزامن مع استيلاء حركة طالبان على السلطة في أغسطس/آب الماضي.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن 80% من المنظمات الإنسانية بأفغانستان تواجه تأخيرا في تحويل الأموال، وإن ثلثي هذه المنظمات أفادت بأن البنوك الدولية تواصل رفض التحويلات، وإن الأمر يعرقل استجابتها للوضع الإنساني هناك.
ودعا غريفيث إلى تشغيل مركز التبادل لتجاوز الصعوبات إلى حين معالجة الأسباب الكامنة وراء انهيار النظام المصرفي الرسمي لأفغانستان.
وأعلنت طالبان الخميس أنها تسلمت طائرتين محملتين بمساعدات من إيران وواحدة من قطر. كما وصلت 8 شاحنات محملة بالأغذية وإمدادات إسعافات أولية من باكستان المجاورة لولاية بكتيكا، كما قالت الهند -التي تشهد علاقاتها مع طالبان توترا- إنها أرسلت من خلال رحلتين 27 طنا من المساعدات وسيجري تسليمها إلى وكالات إغاثة دولية.
ومن جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس أنه مستعد لـ “تقديم مساعدات طارئة” بينما أكدت الولايات المتحدة “بحزن عميق” أنها تدرس “خيارات الرد” الإنساني.
كما أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والإمارات أمس أنها تعتزم إرسال مساعدات.
وتشكل هذه المأساة الجديدة، في بلد يعاني أساسا أزمة اقتصادية وإنسانية، تحديا كبيرا لطالبان التي تتولى السلطة منذ منتصف أغسطس/آب عقب رحيل قوات الغزو الأميركي.
ولا تملك أفغانستان سوى عدد محدود جدا من المروحيات والطائرات. وقال مسؤول الإعلام بولاية بكتيكا محمد أمين حذيفة “من الصعب الوصول إلى المواقع المتضررة” خصوصا أن “المنطقة شهدت الليلة الماضية فيضانات ناجمة عن هطول أمطار غزيرة” مؤكدا أنه لا يوجد تقييم جديد حتى الآن.
وقد سببت الأمطار الغزيرة عددا من حوادث انزلاق التربة التي أدت إلى تباطؤ جهود الإغاثة، وألحقت أضرارا بخطوط الهاتف والكهرباء.
وتشهد أفغانستان بشكل متكرر زلازل خصوصا في سلسلة جبال هندوكوش التي تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. ويمكن أن تكون هذه الكوارث مدمرة بشكل خاص بسبب المرونة المنخفضة للمنازل الريفية.
ووقع أعنف زلزال في تاريخ أفغانستان الحديث في مايو/أيار 1998، وأودى بحياة 5 آلاف شخص في ولايتي تخار وبدخشان (شمال شرق).