أخاطب كل شريف في وطني يزأر من عرينه …
واقول لكل ذليل ينبح من وِجَاره ( الوجار بيت الكلب)…
وأخاطب كل من لا يعرف مدينة سحاب وأهلها …
سحاب لم تكن يوماً إلا عريناً للأسود ، وملاذاً للمحتاجين ، وموئلاً للنشامى الأحرار ، ومدينةً للمهاجرين والأنصار .
سحاب لم تكن يوماً معقلاً ، ولا وكراً، ولن تكون .
سحاب ما كانت يوماً إلا بيتاً لكل باحث عن الأمن والأمان ، ولكل باحث عن الرزق الحلال .
سحاب ما كانت يوماً إلا حضناً دافئاً لعشرات الألاف من اللاجئين الباحثين عن الأمن والكرامة .
سحاب ما كانت يوماً إلا بيتاً لكل باحث عن الطيب والرجولة والنخوة والشهامة .
سحاب ما كانت يوماً إلا عريناً للرجال الكرام وضيوفها التي لا تضام .
سحاب ما كانت يوماً إلا أماً للرجال الرجال .. وناصرة للمظلومين .
سحاب ما كانت يوماً إلا الولاء لعرش الهواشم الأطهار ، وما كانت إلا الإنتماء للدين والأرض ، وما كانت إلا الإخلاص لأهلها على مساحات الوطن .
سحاب ما كانت يوماً إلا الشرف ، والشموخ ، والفخر والنقاء .
سحاب ما كانت يوماً إلا العز ، والكرم ، والشهامة ، والوفاء .
سحاب ديرتي والتي بأهلها نفاخر ونناطح السحاب ..
سحاب لمن لا يعرفها .. نقول له إقرأ التاريخ جيداً وستعرفها جيداً ..
سحاب بنت الصحراء الشامخة بشموخها ، الرابضة جنوب شرقي العاصمة الشماء عمّان .
سحاب عشائرها من بطون العرب الأصيلة من جذام من نسل قحطان ، وتعود باصولها القريبة الى مصر والى الحجاز ومكة المكرمة باصولها البعيدة .
سحاب هي أول قرية أردنية قصفها الإنجليز بالطيران عام 1921 بعد قيام رجالها الشجعان بأسر عشرين 20 جندياً من قوات الدرك البريطاني ، ودارت معركة حامية تدخلت بها عشائر بني صخر وعشائر البلقا ضد الانجليز .
سحاب هي من أرسل أهلها فصيلاً من فرسانها الأبطال للمشاركة في الثورة العربية الكبرى ، والالتحاق بجيش الأمير عبد الله بن الحسين أثناء تجميعه للقوات العربية في وادي رم .
سحاب هي أم المساجد والمآذن ، وبها اكثر من مائة وستون ( 160 ) مسجداً ، وبها ثالث اكبر مسجد على مستوى الاردن ، ( مسحد سحاب الكبير ) .
سحاب هي من تحوي في جنبات أراضيها اكبر مدينة صناعية في الاردن ، وبها مدينة تجمعات صناعية ضخمة ، ويعيش على أرضها عشرات الألاف من الباحثين عن لقمة العيش بكرامة .
سحاب هي من تفخر بانها أم العسكر والضباط والقادة العسكريين والامنيين ، ومنها خرج مدير الامن العسكري والاستخبارات العسكرية ، ومنها خرج قادة الفرق والالوية والكتائب المقاتلة ، ومنها خرج قادة الحرس الملكي الهاشمي ، ومنها كان اول مدير مخابرات اردني عام 1923 .
سحاب هي من تتباهى بأنها أم الشهداء ، وسميت بذلك لكثرة عدد الشهداء من أبنائها الابطال ( 33 شهيد ) الذين زفتهم لله والوطن .
هذه سحاب لمن لا يعرفها .. وليحذروا من غضبة الحليم
تصبحون على وطن ، من عرين سحاب ومن شجن
حمى الله الاردن عربيا هاشميا وحمى مليكه وشعبه البطل .
عاكف الجلاد