صراحة نيوز – اليوم تلقيت نبأ رحيل سيدا من سادة الانباط وفارسا من فرسان الاردن وواحدا من خيرة الرجال الذين شهدوا معارك القدس واللطرون وكان احد القناصة على اسوار القدس في مواجهة اكثر الجيوش النظامية اعداد وتدريبا .
العقيد الركن المتقاعد حابس علي ذياب قائد من قادة الجيش العربي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي رحل اليوم بعد ان شارف على التسعين. رحل وهو ملتزم بطقوس الجندية فلم يغفل يوما ان يصحو قبل الشمس ولم يعفي نفسه من كل مايقوم به الجندي من تحضيرات لاستهلال يوم عمله والاقبال على مهامه بحماس وحب ومعنويات يصعب ان تجد مثيلا لها .
في الهاشمي الجنوبي وعلى الجهة الشمالية للقصور الملكية العامرة على السفح المطل على ميادين تدريب كتائب الحرس وغير بعيد عن منازل رفاق السلاح من ابناء الشوبك ومعان والطفيلة والكرك اقام ابا شاهر بيت العمر ولم يغادره ابدا.
في صوته ومسيره وحديثه تشتم رحيق الجندية وتستشعر عمق الاعتزاز. يحدثك بلغة آمرة مهذبة ويناظر كل ما حوله بعين فاحصة وكأنه يساعرض طوابير العسكر الصباحية.
خلال العقود الثلاثة الماضية وفي المناسبات التي ترددت فيها على الهاشمي الجنوبي كنت احرص على مشاهدة ابا شاهر والسلام عليه او سؤال اخي ابو سامي الذي يجاوره عن اخباره وكنت في كل مرة اشاهده واتحدث اليه اشعر بشحنة معنوية واحساس عميق باني اتواصل مع امير نبطي او فارس ادومي فاجد حلا لبعض الالغاز التي لا نزال نجهلها … فمن عزيمة حابس علي ئياب وتصميمه تعرف ان الذين بنوا البتراء اجدادنا وانا الادوميون اهلنا واننا امة جديرة بالحياة.
العم والصديق والجندي والقائد الذي كانت تزهو على اكتافه النجوم وهو يرتدي بزته المنشية فقيد وطن وامة وانسانية …يرحل اليوم ونستذكر ونحن نودعه ايقونة من ايقونات العزة والشجاعة والفخر وبطلا من ابطال جيشنا الذي يستحق ان تصدح له الحان الوداع مرار وتكرارا..
اطيب العزاء لاسرته ولال الغنميين واهالي الشوبك وجيرانه واصدقاءه الذين احبوه وللاردن والجيش العربي الذي احبه حابس وقضى فيه اجمل سنوات العمر.
وداعا وداعا…يا ابا شاهر….كنت اتمنى ان ارى صورتك على احدى واجهة احد ميادين العاصمة التي كنت لها يوم كانت تناديك
.رحم الله ابا شاهر فقد كان بحجم جبل الشراه ..
د . صبري الربيحات