صراحة نيوز – بنبرة تفاؤلية، يعبر رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، عن تطلعاته حيال القمة العربية المقبلة، ودافعه في ذلك يكمن في ان جلالة الملك عبدالله الثاني يلقي بكل ثقله لانجاح القمة عبر بلورة قاعدة انطلاق عربية والدفع بحلول للملفات العربية المتفجرة، وإعادة محورية القضية الفلسطينية على الأجندة القومية.
وبالتوازي مع هذه الملفات، لا يُغفل الطراونة، الوضع الداخلي ولا سيما التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها المملكة، ولا يتردد عن القول “ان هناك مصالح أردنية يجب طرحها على طاولة القمة بلغة مفهومة وبعيدة عن الضبابية، فالأشقاء العرب يدركون أن الأردن يتحمل تبعات اللجوء السوري الضاغطة بشدة “.
ويرى رئيس مجلس النواب في حديث لوكالة الإنباء الأردنية، أن اولويات القمة العربية تشمل دحر الإرهاب ومن ثم السعي لتحرير الإسلام من ظلاله، وإنهاء الحروب الداخلية والحفاظ على الدول العربية من التفكك ، اضافة الى اسناد الشعب الفلسطيني. واكد ان الشعوب العربية تنظر بأمل كبير الى القمة العربية ليصيغ القادة نقاط التقاء وتفاهمات تخدم العمل العربي ومصالح الامة”.
ويرى أن انعقاد القمة في الاردن الذي يفتح ذراعيه للزعماء العرب ويمثل صوت العقل والاعتدال في مواقفه، ونظرته العميقة للمتغيرات والأحداث ، إضافة الى امتلاكه لخبرات متراكمة في التعامل مع الملفات العربية، يشكل فرصة للخروج بقمة عربية مختلفة تدفع باتجاه رأب الصدع العربي ، وتوحيد العمل السياسي والاقتصادي المشترك في ظل تحديات جسام تواجه المنطقة.
وقال ان الثقة الكبيرة للزعماء العرب بجلالة الملك عبدالله الثاني الى جانب المكانة المرموقة والموثوقة في المحافل الدولية، هي نقاط قوة تصب في صالح القمة وتترجم مخرجاتها الى حلول عملية، معتبرا ان هذا القبول والتميز الاردني يسهم في وضع مختلف الملفات على طاولة البحث، للخروج بحلول في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الأمة العربية.
ولفت رئيس مجلس النواب الى :”ان الاردن يبني على الدبلوماسية الرفيعة لجلالة الملك ، اضافة الى القبول العربي لدور الاردن في جسر التباينات العربية”.
ولان للملفات المطروحة على طاولة البحث امتدادات اقليمية ودولية، فان جلالة الملك يعد شخصية عربية مقبولة اقليميا ودوليا للحديث في هذه القضايا بعمق يعبر عن المصلحة العربية بموضوعية.
وردا على سؤال حول دلالات توقيت القمة، قال الطراونة :” من موقعي كرئيس للمجلس، فان نظرتي متفائلة وطموحة لسببين : الأول أن الظرف الذي تنعقد فيه القمة يتيح للقادة العرب ترتيب أولوياتهم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يجب اعادتها إلى المربع الأول، أما ثانيا، فان حالة الفوضى والصراعات المسلحة والطائفية التي تعيشها بعض دول المنطقة، هو أمر لا يهدد أمنها واستقرارها فحسب وإنما يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها ، ما يستدعي تبنى مبادرات لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف المعنية بالصراعات لتجاوز أزماتها ، وبلورة رؤى مشتركة لإخراج المنطقة من آتون الإرهاب والتقريب بين المذاهب والطوائف في مواجهة خطر التفكيك والحد من التدخلات الإقليمية والدولية”.
ويسوق الطراونة، أسبابا منطقية للخروج بقمة مختلفة تدفع باتجاه رأب الصدع العربي ، وتوحيد العمل السياسي والاقتصادي المشترك في ظل تحديات جسام تواجه المنطقة ” فالأردن الرسمي والشعبي يفتح ذراعيه لجميع الزعماء العرب ويمثل صوت العقل والاعتدال في مواقفه ، ونظرته المتوازنة إزاء جميع المتغيرات والأحداث ، إضافة إلى امتلاكه لخبرات سابقة في التعامل مع الملفات العربية كلها تشكل نقاط قوة لصالح تعزيز جهود العمل العربي”.
وفيما يتعلق برئاسة الأردن للقمة العربية، وهل من الممكن حصول اختراق في بعض الملفات ؟ قال رئيس مجلس النواب:”على الجميع مسؤولية لمجاراة دينامكية وأفكار جلالة الملك. ولننهي حربا مع تنظيم إرهابي علينا خوض حربا أخرى للتقريب بين المذاهب”.
واضاف موضحا:” يجب أن يلتئم الجسم السوري ليقرر مصيره”، مشيرا الى “ان هناك تدخلا إقليميا يعبث بالأقطار العربية يجب وضع حد له، لنعيش دولا عربية ذات سيادة كاملة على أراضينا”.
القضية الفلسطينية اولوية وطنية وفي معرض حديثه عن القضية الفلسطينية وما هو المطلوب لاعادتها الى الواجهة الدولية ، قال الطراونة، ان إعادة الزخم للقضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني وصولا الى اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس ومواجهة سياسات الاستيطان والتهويد هي أولوية أردنية.
وبمزيد من التوضيح يقول رئيس مجلس النواب : ان هذا الملف يقوده جلالة الملك بكل جرأة وثبات، وجُل لقاءات جلالته امام المحافل الدولية تركز على إعادة الحيوية والبريق لقضية العرب المركزية. واشار لى لقاء جلالته مع الادارة الأميركية مؤخرا .
وتابع : أن جزءا كبيرا من المشاكل الحاصلة اليوم مصدرها التعنت الإسرائيلي وغياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية . واضاف أن “هناك من يقلل من شأن حل الدولتين، لكن موقف الأردن ثابت على هذا الصعيد باعتبار فلسطين قضية العرب المحورية الأولى. وفي السياق ذاته، يقول الطراونة، ان مجلس النواب يعتبر نفسة لجنة دفاع عن القضية الفلسطينية ، من خلال لجنة خاصة بفلسطين، ومطالبات مستمرة للمجتمع الدولي باتخاذ مواقف واضحة ضد القتل والتدمير والاعتداءات المتواصلة ، وآخرها طلب عزل إسرائيل من البرلمان الدولي،ردا على الانتهاكات التي قام بها الاحتلال الاسرائيلي في القدس. ان الدفاع عن فلسطين وقضيتها استحقاق وطني على البرلمان الأردني أن يؤديه دائما بكل عزم وقوة.
واكد الطراونة، أن الوصاية الهاشمية على القدس تاريخية، ويجب اسنادها بموقف دبلوماسي من الزعماء العرب، خاصة في ظل الممارسات الإسرائيلية، وهو ما سيعزز الموقف الأردني.
وهو يتوقف أمام تساؤلات مهمة، مثل ما اذا كان الوضع الاقتصادي سيجد اهتماما في القمة؟ وكيف للأردن أن يوائم بين مسؤولياته الداخلية ووقوفه مع قضايا أمته؟ يقول الطراونة، ان حجم التحديات والصعوبات الاقتصادية والأمنية التي يعاني منها الأردن محدود الموارد والإمكانات في ظل ضغوط تفرضها ظروف المنطقة ، واللجوء السوري ، يستدعي تسليط الضوء عليها في القمة بكل صراحة وجرأة لدعم الأردن عربيا ، ودعوة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته بخصوص اللاجئين باعتبار ذلك “واجباً ” وليس “مساعدة” تجاه دور أنساني وأخلاقي يقوم به الأردن منفردا عن العالم في تطبيق القانون الدولي الإنساني .
واضاف ان “التحدي الاقتصادي ملف يؤرق الأردن على جميع المستويات، وهو موضع الحاح شعبي لا يمكن تجاهله، لأن البطالة تسهم في دفع بعض الشباب لتبني افكار خاطئة”..
و اضاف الطراونة “أن لدينا مقومات وأدوات الاستثمار الآمن، والبرلمان بصدد تجهيز حزمة من التشريعات الاقتصادية لتعزيز البيئة الاستثمارية”.
ولدى سؤاله عن كيفية تعزيز التعاون لمواجهة التطرف والإرهاب ؟ الاردن في طليعة الحرب ضد الارهاب ولفت الطراونة إلى ان الاردن من الدول السباقة التي أعلنت الحرب مبكرا على الإرهاب، مشددا على ان “الحلول العسكرية وحدها لا تكفي.، نحن نرى كيف يتم إلصاق الإرهاب بالإسلام ولا بد من حرب فكرة مبنية على قواسم مشتركة وخطة عربية للدفاع عن الدين الحنيف. واضاف :”نحن شعوب محبة للسلام والدول العربية وذات رسالة سماوية لا نستطيع أن نتغاضى عن كل ما يحدث، اذ لا بد من اجتراح حلول مشتركة في مواجهة التطرف والارهاب. ان هذا الموضوع بكل تأكيد لن يغيب عن القادة العرب، فالجميع يعاني من ويلات الإرهاب والتطرف.
وفي رده على سؤال حول إمكانية تبني الأردن لمبادرة برلمانية لتوحيد الجهود العربية، أوضح ان البرلمان الأردني يتصف بالديناميكة عربيا ودوليا، وإدراكه لأهمية العمل البرلماني ورفده للعمل الدبلوماسي الأردني . واضاف أن هناك جهودا برلمانية من خلال البرلمان العربي بموازاة الجهود السياسية العربية لدعم القدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الإنجاز وخدمة القضايا العربية،” فهناك لقاءات مع رموز برلمانية عربية ستجري على هامش القمة وخلال الفترة التي يترأس فيها الأردن القمة العربية لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية” .
وردا على سؤال عن امكانية تبني الأردن لمبادرة بحكم تأثره بما يحدث في دول الجوار، قال الطراونة : لابد من توفر عناصر قبول ومباركة لانجاح هذا النوع من المبادرات، التي يجب الا تغفل وجود تدخلات إقليمية.
الجامعة العربية وتعديل قواعد التصويت وردا على المطالبات المتكررة بتفعيل دور الجامعة العربية يقول رئيس مجلس النواب: من الضرورة في هذا الظرف تطوير آليات عمل الجامعة العربية لاحداث نقلة نوعية في ادآئها، مؤكدا اهمية تعديل قواعد التصويت في الجامعة، بحيث تكون بالإجماع وليس بالأغلبية.
بترا