صراحة نيوز – رصد
غاب الملك محمد السادس، عن القمة العربية المنعقدة بالبحر الميت؛ وذلك عقب توارد أنباء عن إمكانية حضوره، خاصة بعد زيارة ملك الأردن للمغرب واستقباله من لدن العاهل المغربي، فيما مثّل المملكة صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة تصريف الأعمال.
وعلى الرغم من أن الملك محمد السادس اعتاد الغياب عن القمم العربية منذ قمة الجزائر عام 2005، فإن غيابه عن القمة الحالية أثار الانتباه، خاصة بعد تصريح مسؤول حكومي أردني بأن بلاده لم تبلغ بإلغاء مشاركة ملك المغرب.
“غياب الملك محمد السادس عن القمة العربية بالبحر الميت لن يؤثر على العلاقات المغربية الأردنية”، حسب تصريح سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية، مفيدا بأن “المملكتين تربطهما علاقات قديمة ومتينة”.
وقال الصديقي، في تصريح لهسبريس، إنه على المستوى السياسي العلاقات المغربية الأردنية “قديمة ومتينة”، إلا أنه ليست هناك مصالح اقتصادية مشتركة بين البلدين كما لا تربطهما أهداف مشتركة على المستوى الإستراتيجي.
واعتبر أستاذ القانون الدولي أنه “لا يمكن أن يؤثر غياب المغرب عن القمة العربية على العلاقات المغربية الأردنية، لا سيما أن القمة تأتي في ظروف تعيق الجامعة العربية من اتخاذ قرارات مهمة فيما يتعلق بالقضايا العربية المصيرية، سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية أو السورية أو قضية اليمن”.
وأردف المتحدث قائلا: “حضور المغرب أو غيابه لا يقدم شيئا للقمة العربية”، معتبرا أن السبب وراء ذلك هو ما أسماه بـ”شرخ في الجسم العربي يجعل من هذه القمة مجرد فرصة لتعبر كل دولة عن موقفها وليس هناك احتمال أن تخلص القمة إلى صياغة سياسات موحدة مشتركة بين الدول العربية”، حسب تعبيره.
أستاذ القانون الدولي يرى كذلك أن “القمة العربية لن تغير من الواقع شيئا نظرا للانقسام العربي غير المسبوق”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من الأنباء عن إمكانية حضور الملك محمد السادس لها إلا أنه لا يمكن التكهن بأسباب غيابه”.
ويرى الصديقي أن هذا الغياب هو أمر متفهم، خاصة أن المغرب اعتاد على عدم حضور القمم العربية الأخيرة على مستوى ملكي؛ بل يقتصر الحضور على الأمير مولاي رشيد أو وزير الشؤون الخارجية والتعاون.
وكان المغرب قد اعتذر عن احتضان القمة العربية العادية السابعة والعشرين الماضية بمسوغ أن “القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي انطباعا خاطئا عن الوحدة والتضامن بين دول العالم العربي”.
هسبريس – أمال كنين