صراحة نيوز – بدأ المؤتمر الدولي “العلوم الإسلامية في العالم الغربي، العصور الوسطى – النهضة، تبادل، نقل ونفوذ”، أعماله في عمان اليوم الثلاثاء، بمشاركة علماء وباحثين من دول عربية وأجنبية.
ويبحث المؤتمر، الذي نظمه المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للأكاديميات، وجامعة البترا، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، أثر العلوم الإسلامية في الغرب والدراسات الأجنبية التي تناولت هذا الأثر بشكل تفصيلي.
وخلال افتتاح أعمال المؤتمر، دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية في كلمة له، إلى البحث عن العلم النافع الذي يضع الإنسان في منتصف المعادلة بين الاستدامة والتنمية، ما يمكنه من القيام بواجبه على الصعيد العالمي.
وأشار سموه إلى أن رأس المال الحقيقي هو الإنسان، ولا بد من الاستثمار في اللقاء “الفكري – الوجداني” عبر ما أسماه بـ “دروب الفكر”، واستئناف مسيرة التفاهم الذي يؤدي إلى الفهم المشترك؛ داعيا لإقامة نظام إنساني عالمي جديد.
وبين سموه أن السلم يتحقق من خلال تبادل المسؤولية العالمية المشتركة في التعامل مع العلوم والسياسة، ويتطلب أيضا التكامل والتنسيق بين المبادرات المختلفة وتأطيرها في إطار رؤية متكاملة لجعل العلم في خدمة السلم.
وفي الإطار ذاته، لفت سموه إلى أن المملكة تستضيف في شهر تشرين الثاني المقبل المنتدى العالمي للعلوم بعنوان “العلم من أجل السلام”، وهي المرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط.
وفي كلمة لمديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة ماجدة عمر، أشارت إلى أهمية المؤتمر لجهة البحث في التاريخ المشترك وتداخل وتركيب الأفكار والمساعدة على التقدم، مبينة أن المعهد يركز على دراسة العلوم الإسلامية، والعلاقة بين الدين والعلوم، وأثر الإسلام في عصر النهضة.
بدوره، أوضح نائب رئيس جامعة البترا، عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور محمد العناني، أن المؤتمر يترجم الرؤية الملكية في تحديد الأولويات الوطنية للبحوث والتميز العلمي والتصدي للتحديات الراهنة، معرباً عن تطلعه في أن تتكامل الجهود باستكشاف أوجه الإسلام التي ليست واضحة بعد، والإنجازات الإسلامية في العلم والتعلم.
كما تحدث نائب رئيس الاتحاد الدولي للأكاديميات جان لوك عن الاتحاد الذي تأسس عام 1920 في باريس، ويضم في عضويته أكثر من 100 أكاديمية من 65 دولة حول العالم، بما فيها الأردن، موضحا أن المؤتمر يشكل فرصة لتبادل الأفكار والتعاون بين العلماء ما يعزز الفهم المشترك، وهو ما يسعى له الاتحاد.
في السياق ذاته، تحدث الدكتور جارلز برنت من معهد واربورغ في لندن عن أثر العلوم الإسلامية المختلفة في العالم الغربي.
وتناولت الدكتورة دانيال جاكر من المعهد العلمي للدراسات العليا في باريس، تاريخ العلوم في العصور الوسطى، مؤكدة أن العلوم الإسلامية التي تمت ترجمتها إلى اللاتينية كانت مهمة في تطور الثقافات الأوروبية.
ولفت الرئيس السابق للاتحاد الدولي للأكاديميات أغوستينو باجلياني، إلى اجتماع اللجنة الدائمة للاتحاد الذي احتضنته عمّان في عام 2011، ونتج عنه تنظيم مؤتمرين الأول في دولة إسلامية، والآخر في دولة أوروبية.
يذكر أن الاتحاد العالمي للأكاديميات يضم العديد من الأكاديميات الوطنية والدولي في أكثر من 65 دولة من جميع أنحاء العالم، والتي تعمل في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية.