صراحة نيوز – ناقشت كلية الدراسات العليا بجامعة مؤتة الجناح المدني في المملكة الأردنية الهاشمية، أطروحة الدكتوراه المقدمة من قبل الباحث الدكتور فيصل محمد المندوس البلوشي، بعنوان تاريخ القوات المسلحة في الإمارات المتصالحة ما بين ( 1951- 1971). حصل من خلاله الباحث على درجة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
سلط البحث المقدم من الباحث على القوات المسلحة النظامية المحلية، منذ إنشاء أول قوة عام 1951م حتى الانسحاب البريطاني من الإمارات المتصالحة في ديسمبر عام 1971م، وتحويل القوة البريطانية التي عُرفت بقوة الساحل المتصالح إلى وزارة الدفاع لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عُرفت بعدها بقوة دفاع الاتحاد.
هدف الباحث من خلال دراسته بسد النقص في المكتبة التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة في الجانب العسكري للفترة التي سبقت قيام الدولة، أشار من خلال الكلمة التي ألقاها خلال المناقشة بأن البحث يفتح المجال ويشجع الباحثين العرب للبحث عن تاريخ قواتهم العسكرية.
كما تم تسليط الضوء على التفاعلات المحلية المتمثلة في اهتمام شيوخ الإمارات المتصالحة بالقوات العسكرية النظامية، والتي أُديرت من قِبل مجلس حُكام الإمارات المتصالحة، ومن خلال الاجتماعات التي تُدار بينهم، الذي نتج عنه التفكير الجاد في توحيد الإمارات المتصالحة في كيان دولة موحدة نجحت في اتحادها في ديسمبر من عام 1971م.
استُعرض في التمهيد جوانب من وجود القوة النظامية في المنطقة، والتي تمثلت بتواجد القوة الجوية البريطانية (R.A.F- Royal Air Force)، حيث تم استعراض مختصر عن تاريخ دخول تلك القوة الجوية البريطانية إلى الإمارات المتصالحة، والتي كان لها الأثر في دخول أول قوة نظامية في المنطقة، وبداية تأسيس قوة الساحل المتصالح.
تناول الفصل الأول عن نشأة وتطور قوة الساحل المتصالح، حيث تُعد هذه القوة أول قوة نظامية تأسس في الإمارات المتصالحة، والتي كان لها الدور البارز في حفظ الامن الداخلي للمنطقة، كما يتخلل الفصل عرضٌ لأرقامٍ وإحصاءاتٍ وتحليلاتٍ تتعلقُ بالنظام الإداري للقوة.
وبحث الفصل الثالث في نشأة وتطور قوة دفاع أبوظبي (1964-1976)، وتعد هذه القوة ثاني قوة عسكرية نظامية في منطقة الإمارات المتصالحة، إلا أنها تتميز بطابعها الاستقلالي والسيادي التابع لحكومة أبوظبي على عكس قوة الساحل المتصالح. كما بحث الفصل تأهيل وحدات قوة دفاع أبوظبي وتدريبها، وفيه تفصيل للوحدات التي أنشأت في القوة، بما فيها من تأهيل وتدريب تلك الوحدات.
أما الفصل الأخير فتناول الانسحاب العسكري البريطاني وتبعاته، فقد استعرض قوة رأس الخيمة المتحركة (1969-1976)، وابرز يبرز أهمية إنشاء تلك القوة في الإمارات الشمالية، والتي عززت الأمن الداخلي للإمارة، كما أن تلك القوة خلقت توازن بين المناطق العسكرية بعد توحيد القوات المسلحة فيما بعد.
كما استعرض تحويل وشراء قوة الساحل المتصالح عام 1971، يُبرز هذا الفصل المباحثات التي أجراها مجلس حُكام الإمارات المتصالحة والحكومة البريطانية.
كما ابرز الباحث في الفصل نفسه دور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في شراء معدات قوة الساحل المتصالح، عن طريق تقديم الدعم المالي الكامل إلى مجلس حكام الإمارات المتصالحة، وهذا النهج هو استمرار للدور المهم الذي قدمه الشيخ زايد بن سلطان لإبراز الجانب العسكري الذي يخدم المصالح الخاصة بالدولة الحديثة.
واعتمد البحث اعتماداً كبيراً في جمع المادة العلمية على الوثائق البريطانية، والتي تم الاطلاع عليها في ملفات الأرشيف الوطني البريطاني (The National Archives)
حضر مناقشة الأطروحة وفد رسمي من الملحقة العسكرية في عمان، قدم فيها السيد عبدالله محمد المزروعي نائب الملحق العسكري درع تذكاري لرئاسة الجامعة تقديراً على الجهود المبذولة في إتمام البحث وتطوير مستوى الباحث، كما حضر المناقشة أقارب الباحث الذين سعدوا بالإنجاز المقدم لدولة الإمارات العربية المتحدة.