الرمثا- صراحة نيوز – أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، أهمية وجود رؤية واضحة وعمل مشترك من أجل تكوين بيئة حاضنه للإبداع والتطوير والإنجاز وتدعيم مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي استناداً إلى مفهومي التمكين والتفويض.
وبين سموه، في محاضرة ألقاها في جامعة العلوم والتكنولوجيا اليوم الأحد، بعنوان “التمكين والتفويض من أجل المواطنة “، أن التعليم حق إنساني يشكل في جوهره أساس تنمية الإنسان والمجتمع بما يمكن من تحقيق التمكين والتفويض من أجل المواطنة.
ولفت إلى أن التعليم من أجل المواطنة الحاضنة يهدف إلى نشر القيم والمعارف والمهارات الحياتية التي تقوم على احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتنوع والمساواة والاستدامة البيئية، والسلام.
وشدد سموه على حق الإنسان في الكرامة بمعناها الشامل، بصرف النظر عن أي اعتبارات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، إذ أن ترسيخ مفهوم المواطنة في الأذهان وفي الممارسة اليومية لا ينفصل عن صون الكرامة الإنسانية التي منحها الله للبشرية.
وأكد سموه ضرورة استئناف بناء المشروع النهضوي على أسس فكرية ورفد منابرنا الثقافية بالفكر الأخلاقي الذي تغنيه التعددية وينيره التنوع الحضاري وتزينه الأصالة المستنيرة.
وبين سموه أن صياغة المشاريع الفكرية تستند إلى بناء العقل الكلي المتمكن من الفهم الشمولي للنص وفق منهج التفسير الموضوعي، ومراعياً المقاصد الكلية للشريعة الممثلة للمصالح العليا للأمة والقادر على مراعاة منهج سياسة التشريع القائم على النظر المصلحي عند تطبيق النص على أرض الواقع.
ودعا سموه إلى الالتزام بدولة المواطنة حيث يتساوى أبناء الوطن على اختلاف مكوناتهم في الحقوق والواجبات والإفادة من التنوع في قوة الوطن واحترام الخصوصية الدينية، مؤكدا أن التعددية تمثل عنصرا أساسيا في تحقيق الإغناء الحضاري.
وفي إشارة إلى أهمية اللغة العربية، قال سموه إن اللغة العربية أسهمت في نقل المعلومة المعرفية من اليونان إلى العالم، ونأمل أن تعود لغة علمية عالمية كما كانت ابان ازدهار الحضارة العربية الإسلامية.
وتطرق سموه خلال المحاضرة إلى عدد من المحاور المتعلقة بضرورة تأسيس بنك إقليمي لإعمار الدول التي تتعرض للحروب، وتأسيس مجمع للشباب العربي، ومؤسسة عالمية إنسانية للزكاة، والتعامل مع مؤسسات الوقفية من منظور إنمائي.
وفي نهاية المحاضرة جرى نقاش موسع أجاب سموه خلاله على أسئلة واستفسارات الحضور.
واستمع إلى المحاضرة رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور عمر الجراح، وعدد من المسؤولين ورؤساء الجامعة السابقين والعمداء وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية.