صراحة نيوز – قال موقع “نيوز وان” العبري، إن سلوك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يبدو أكثر عصبية خلال الأسابيع الأخيرة طبقا لما أكدته عناصر مقربة منه في حركة فتح، موضحةً أن هذا التعصب الذي يعيشه “عباس” ليس فقط بسبب المعاملة التي يتلقاها من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ترفض ذكر عبارة “دولة فلسطينية”، ولكن أساساً بسبب موقف مصر التي أعطت كل دعمها مؤخرا لمنافسة البارز محمد دحلان.
وأوضح الموقع أن “عباس” في الأسابيع الأخيرة كان دائما ما يُكيل الشتائم ويدخن بشراهة، مما يؤكد أن حالته النفسية والعصبية خلال الأيام الراهنة تبدو في أسوأ حالاتها.
بداية الصدام
ولفت “نيوز وان” إلى أن الزيارة الأخيرة التي أجراها محمود عباس إلى مصر في نهاية أبريل الماضي قبل يومين من السفر إلى واشنطن لحضور الاجتماع الأول مع “ترامب” في البيت الأبيض، كانت بداية تحرك القاهرة ضد عباس، كما أن الأخير لم يزر مصر الأسبوع الماضي ويبحث إرسال وفد من القيادة العليا لفتح للاحتجاج في القاهرة على استضافة مصر اجتماعا بين أنصار محمد دحلان مع وفد حماس.
ومصر اليوم تجري مع رئيس السلطة الفلسطينية الحد الأدنى من التنسيق، فهي لا يمكنها تجاهله تماما لأنه لا يزال يشغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية، لكنها تعامله بازدراء وتعتبره فاقدا للشرعية.
وبدأ قطع العلاقات بين الرئيس محمود عباس وعبد الفتاح السيسي قبل ستة أشهر، بعد تقويض عباس جهود الرباعية العربية (مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين) لتحقيق المصالحة مع محمد دحلان والسماح له بالعودة إلى صفوف فتح. لكن عباس يرفض ذلك رفضا قاطعا واتهم بشكل غير مباشر مصر بأنها تتدخل في القرار الفلسطيني. وبالإضافة إلى ذلك رفض صراحة المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس السيسي ويفضل مبادرة عقد مؤتمر دولي في فرنسا لإحلال السلام وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مصر لا تنسى
ووفقَ الموقع، فقد اتخذ “السيسي” قراره ليدفع “دحلان” قُدُماً حتى يكون الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية.
وبالنسبة له خدم دحلان وسيخدم مصلحة مصر بخلاف كل المرشحين الآخرين في حركة فتح، فبينما كان يعتقد عباس أنه تمكن من القضاء على دحلان، أعادته مصر مجددا إلى واجهة المسرح السياسي.
وبدأت مصر بالفعل صياغة مرحلة ما بعد رحيل عباس في الساحة السياسية، لذلك تسمح لدحلان بأخذ موطئ قدم له في قطاع غزة ووضعه مرة أخرى في صدارة مركز صنع القرار الفلسطيني على الرغم من رفض محمود عباس له.
وتتحرك المخابرات المصرية جنبا إلى جنب مع محمد دحلان بذكاء من خلال المصالحة مع حماس التي من شأنها أن تسمح لمحمد دحلان بالعودة إلى قطاع غزة بعد 10 سنوات من الغياب وتقاسم الكعكة الحكومية معه. وأثبت دحلان لحماس قوته من خلال تحقيق عدة تطورات مؤخرا.
وأثبت دحلان لحماس قدرته على إقناع القيادة المصرية لتغيير موقفها من قطاع غزة وتخفيف الحصار وفتح معبر رفح بشكل دائم، كما أن دحلان الذي يشغل منصب مستشار حاكم أبو ظبي، ثبت أنه يمكن أن يوفر المزيد من المساعدة المالية إلى قطاع غزة لبناء محطة للطاقة الشمسية جديدة في غزة.
خطأ استراتيجي
وقد ارتكب محمود عبس خطأ استراتيجيا تجاه قطاع غزة عندما قرر فرض عقوبات اقتصادية تزيد من سوء الوضع الإنساني، مما جعل القاهرة توظفها بشكل جيد يصب في مصلحة محمد دحلان. وتصور مصر نفسها الآن كالمنقذ لقطاع غزة، وتعتبر نفسها من أهم الدول التي تهتم بالقضية الفلسطينية.
وختم الموقع العبريّ تقريره بالقول إن التوترات بين القاهرة وحركة فتح أصبحت اليوم أقوى، خاصة وأنه تم رفض دخول جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح إلى القاهرة قبل بضعة أشهر، وهو ما يعزز من فرص نجاح الطريق الجديد الذي رسمته مصر والإمارات وحماس ليكون دحلان الوريث الوحيد لمحمود عباس، ولتحقيق ذلك قررت مصر تخفيف الحصار عن غزة وتعزيز موقفها الداعم لمحمد دحلان من خلال غزة والتفاهمات التي جرى الاتفاق عليها مع حماس، ليكون دحلان المسؤول عن جمع المساعدات والمعابر الحدودية والعلاقات مع إسرائيل.
شبكة سوا للجميع