صراحة نيوز – سبقتني الزميلة المبدعة بثينة السراحين ناشر ورئيسة تحرير موقع كرم الإخبارية حين سلطت الضوء على شخصية اردنية وطنية عصامي فريد ، تنشئة فلاح عشق تراب الوطن ، ضحى بالغالي والنفيس فكان له هذه القامة الوطنية بإمتياز ( الدكتور محمد أبو حمور ) وزير المالية الأسبق أمين عام منتدى الفكر العربي حيث كُنت بصدد تناول شخصيته في بورتريه خاص لما عرفته من خصائص أتصف بها ولا يختلف عليها اثنان ممن عرفوه … لكنها بارك الله فيها لم تترك لي مجالا بتعبيرها الصادق حيث أفردت مقالة خاصة لمعاليه الذي تميز حين تولى حقيبة وزارة المالية بحصوله على أفضل وزير مالية في الشرق الأوسط لعام 2004م .
الدكتور محمد أبو حمّور.. وليد القمم الشامخة لم يطأ يوماً سفوحها
بقلم : بثينة السراحين
خُلق ليكون متفرّداً بتكوينه.. ففي روحِهِ نفحة من روح (بسالتوس).. وفي سُمرتِهِ لفحةُ شمس (الصّلت) الوهّاجة.. وفي مُحيّاه مسحة من نور (الخَضر)..وأما عروقه فيغذيها ينبوع (جادور) الذي عزف لحن حياته من ألف (الوادي المشجر) إلى ياء (الغابة الكثيفة).
ومنذ بواكير العمر؛ امتطى خيول المجد وطارد حُلمَهُ في (شارع الميدان).. ناطح سحابات العُلا من قممه الشاهقة (الخندق) و(العيزرية) و(السلالم)..فتوهّجت شموس بطلنا في سماوات مدينة حبلى بالحيوات وبأسرار الحضارات.
وفي أوّل تشكل وعيه، كاد الدكتور “محمد أبو حمور” أن يستخرج دفائن وكنوز مسقط رأسه (السلط الشامخة).. وهو يستثير أرضها عشقاً وحباً وفلاحة، تارّة تجده يستفز خيراتها وخصبها بمعوله لتستحيل أكثر يناعاً وخضرة.. وتارة أخرى يغزلها قصائد شعر تحاكي جمال طبيعتها الأخّاذ.. فلم يكد يدركها بصره حتى طوّفت روحه بين طيات سحرها ناثرة بذور الفكر والإبداع والنبوغ.
وفي فصل الخيرات أبصر النور، بتاريخ 20/12/1961م، في قلب مدينة السلط لعائلة بسيطة يعيلها أب فلاح، لطالما كدّ في طلب الرزق لتأمين عيش كريم لتسعة من الأبناء، كان الدكتور أبو حمور ثالثهم من حيث ترتيب ولادته، وشاء القدر أن يقضي طفولته المبكرة بالعمل مزارعاً في أرضهم الكائنة بوادي السلط، هي إرث الوالد الثمين الذي يحرص اليوم أبو حمور وأشقاؤه على عدم التفريط بأي شبر منها.. وينبش أولى ذكرياته عنها ” كنتُ لم أدخل المدرسة بعد حين رافقت وشقيقي الأكبر(ياسر) والدنا إلى مزرعتنا، للعمل فيها، نسقي الشجر، ونزرع الخضراوات، ونعتني بها حتى تثمر ويحين قطافها.. ومن هنا توثقت علاقتي بالأرض مبكراً، وتزامن عشقي لها مع أولى تجارب وإختبارات الحياة.. تجربة العمل والجِدّ حتى نيل حصاد التعب والصبر”.
والصبر؛ هو قيمة عليا كانت من بين قيم كثيرة عززتها في نفس صاحبنا تجربة العمل مبكراً في العناية بالأرض والزرع.. ” يعود الفضل لتجربتي هذه في تمرين نفسي وتعويدها على الصبر منذ بواكير العمر، حيث كنا نواصل الإهتمام بزرعنا ومراقبته لأشهر، وبعض الأشجار نراقبها لسنوات، إلى أن يحين موعد قطاف ثمارها. كما منحني ذلك العمل طاقة كبيرة لجهة الإعتماد على النفس والشغف بالعمل كقيمة هامة وأساسية لتأمين سبل العيش الكريم. ناهيك عن أنّ عملي كمزارع عزز في نفسي قيمة الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبالقدر، حيث لا شيء يضمن لك أن ينجح زرعك وينمو ويثمر، فهو معرض لكل الإحتمالات، ولربما يفشل زرعك، ومن هنا عرفت معنى التوكل على الله وحسن الثقة بتوفيقه ورحمته في سنيّ عمري المبكرة.. ولرُبّما كان هذا سبب إيماني العميق بالله منذ طفولتي، حيث أواظب – منذ كنت طالباً في الصف الرابع الإبتدائي وحتى يومي هذا – على أداء صلاة الفجر في المسجد، وقد عوّدت كل أبنائي على ذات النهج. وشخصياً أجد حكمة وفائدة عظيمة من ذلك، فصلاة الفجر بالنسبة لي هي مفتاح نهاري، وأشعر بأنها تُيسّر أموري لبقية ذلك النهار، وإذا ما واجهتني أية مشكلة خلاله أستشعر بأن الله سبحانه سرعان ما يمنحني الخلاص منها،، ففضلُ هذه الصلاة عظيم لمن يدركه”.
وبذات الدرجة التي تعب والد الدكتور محمد أبو حمور في الإعتناء بأرضه، كان متعلقاً بها إلى حد أنّه في سنوات لاحقة، ولدى مروره بأزمات مالية، خلال إنفاقه على التعليم الجامعي لأبنائه، رفض أن يكون خيار التنازل عن أي جزء من أرضه متاحاً للخلاص من هذه الأزمات.. وكان هذا درس آخر تعلمه أبو حمور من والده الذي ورث عنه قيماً سامية كثيرة.. ” في سنتي السادسة من طفولتي، دهستني دراجة نارية، فدخلت على إثرها في غيبوبة لأيام عدّة، كما كسرت قدمي ويدي نتيجة الحادث، غير أنّ والدي ولدى علمه بخبر ما جرى لي بادر- وقبل أن يأتي المشفى للإطمئنان عليّ – بالتوجة إلى المركز الأمني للعفو عن الشخص الذي دهسني عبر إسقاط حقنا الشخصي.. هذا الدرس العظيم علمني قيمة التسامح التي منحتني إحساساً عالياً بإنسانيتي كلما أتيحت لي فرصة لتفعيلها”.
وتجذرت قيمة التعاضد مع الآخرين، والتماهي مع حاجاتهم الإنسانية في منظومة الدكتور أبو حمور الأخلاقية، لتتسع دائرتها لاحقاً بعد تقلده لمناصب عدة، في مؤسسات رسمية وأهلية، وعقب تحوّله لشخصية عامة ترتبط بشبكة علاقات وثيقة بصناع القرار..” شغوف أنا بمساعدة الآخرين ولا أوفر فرصة لذلك، شريطة أن لا أقدّم هذه المساعدة لشخص ما من خلال هضم حقوق شخص آخر، وعلى النقيض من ذلك فإنني إن وقفت على مظلمة ما يتعرض لها شخص بحاجة لمساعدته في تحصيل حقه وإنصافه، فإنني لا أتوانى عن أن أكون له هذا العون والسند بما مكنني الله من قدرة على ذلك.. ولا سعادة عندي تفوق سعادتي بتحقيق ظرف حياة كريمة وعادلة لأحدهم”.
وبالإضافة لوالده.. كان لوالدته عميق التأثير في تكوينه النفسي وتجذير قيم الإنسانية وترسيخ مبادئها في نفسه، وهي التي أغدقت على عائلتها الكبيرة بفائض حنانها ورعايتها..” كانت رحمها الله، مثل والدي لا تميز في المعاملة بين أبنائها، وتضاعف إهتمامها ورعايتها لصاحب الظرف الإستثنائي منّا، كأن يمرض أحدنا، أو أن يكون في فترة إستعداده لتقديم إمتحانات الثانوية العامة.. ومن تضحياتها وبذلها الذي فاق حدود الوصف عرفت أولى معاني الإنسانية بأبهى صورها.. خاصة وأنها كانت حريصة على غرس قيم الصدق والإستقامة في نفوسنا، لنحيا حياة خالية من التناقضات والمتاعب”.
وتبلورت رعاية الوالدين الفائقة لصاحبنا وأشقائه، لتثمر عن تفوقهم جميعاً في مناحي التعليم والحياة عموماً..” كانا يؤمنان بأنّ المرحلة القادمة هي للعلم والمتعلمين، فحرصا رحمهما الله على تسليحي وأخوتي به، وكان لهما ما أرادا، حيث يعتبر معظم أشقائي – كمثلي- من المتفوقين علمياً. والأمر يُفسّر كذلك بالوراثة وليس بالرعاية والتحفيز فقط، فأنا وأشقائي اكتسبنا جينات الذكاء عن والدي ممن كان شديد الفطنة، وهذه الميزة أسهمت في منحنا خواصّ التفوّق العلمي. وهنا لا بُدَّ من التنويه إلى أنّ العلم بالنسبة لي غير محصور في (المقرّرات) ولا يقتصر على تحصيل شهادة في تخصصٍ أكاديميٍ ما، بل هو درب حياة لا نهاية أو قرار له. لذا لا أنفك حتى لحظتي هذه عن البحث في مناهله والغوص في بحوره، والإستزادة منه ما أستطعت لذلك سبيلاً”.
وأثمر عشق أبو حمور للعلم وشغفه به عن تصدّره مرتبة الأوائل منذ سنته الدراسية الإبتدائية الأولى وحتى نيله شهادة الثانوية العامة، ليواصل درب التفوق في دراسته الجامعية، حيث سطر إسمه ضمن “لائحة الشرف” في جامعة اليرموك، وذلك لحصوله على تقدير إمتياز في بكالوريوس الإقتصاد عام 1984م. ومن ثم حصد ذات التقدير (إمتياز) عن درجة الماجستير في الإقتصاد من الجامعة الأردنية عام 1989م، وكذلك عن درجة الدكتوراة في الإقتصاد والعلوم المالية من جامعة Surrey في بريطانيا عام 1997م…. ” كانت ساعات الدراسة قليلة على مدار مراحل تعليمي التأسيسية والجامعية والعُليا، وكنت في تحقيقي لتفوّقي العلمي أراهن على الذكاء والإستيعاب العميق لشرح المعلم أثناء الدرس، وتدعيمهما بساعات قليلة من الدراسة البيتية اليومية. فليس بالضرورة أن يكون الإنسان المتفوق دراسياً متقوقعاً على نفسه وكتبه ويمضي حياته غارقاً بين جناحيّ الكتاب.. فأنا ومنذ صغري كنت إنساناً إجتماعياً وأمنح عائلتي وأصدقائي الوقت الكافي، ولا زلت حتى اللحظة أحتفظ بعلاقاتي مع أصدقائي منذ أيام المدرسة. كما أنني، ورغم تفوقي الدراسي، كنت أجد الوقت الكافي لممارسة هواياتي كالرسم وكتابة القصة والشعر والمطالعة، فكنت شغوفا بقراءة أشعار المتنبي وأحمد شوقي وعباس محمود العقاد. ولطالما شدتني كتب الفلسفة؛ وتحديداً ما كتبهُ منها مصطفى محمود؛ ذلك الكاتب الجدلي وغريب الأطوار والذي تحول من قمة الإلحاد إلى قمة الإيمان بالله.. ناهيك عن أنني كنت أحرص على تدبُّر القرآن الكريم والسُّنة النبوية”.
وبديهي أن يسارع أي شاب متفوّق في دراسته للإلتحاق بالعمل بعد فروغه منها، خاصة وأنه يكون جاذباً للكثير من المؤسسات ومراكز العمل، غير أنّ أبو حمور خالف القاعدة وفضّل صقل تجربته الوطنية على الإنخراط في ميادين العمل، ممن تحوّل عنها لميدان العسكريّة… “فور حصولي على البكالوريوس التحقت بخدمة العلم (عام 1984م)، وكانت تجربة جميلة جداً، كونها غرست في نفسي قيمة الإنضباط، كما أشعرتني بأهمية المهام المنوطة بالأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية لجهة دورها المركزي في إستتاب أمننا وعيشنا المستقرّ. أضف إلى ذلك أنها عززت قيم الولاء والإنتماء في نفسي للوطن وقيادته. في حين أتاحت لي فرصة الإحتكاك بفئات المجتمع على إختلاف طبقاتها ومستوياتها العمرية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، فعلى سبيل المثال تجد الطبيب والميكانيكي والمزارع وحامل درجة الدكتوراة كلهم جنباً إلى جنب في خدمة العلم؛ وهذا ما أتاح لنا فرصة التقارب والتعارف على إختلاف مستوياتنا، وبالطبع هذه ميزة كبرى تغلف مفهوم الجنديّة، حيث الكلّ سواسية في سبيل خدمة الوطن وفدائه”.
وللفداء والبذل في سبيل الوطن وخدمته، نذر معالي الدكتور محمد أبو حمور جُلّ وقته وخبراته وعلمه، فهو يمتلك مسيرة عطاء مهنيّة وعملية لا يمكننا حصرها في حديثنا هذا عنه كونها خصبة بالعطاءات الوافرة والمنجزات الكبيرة، وهي معروفة لكل الأردنيين، بل وللعالم أجمع، وما أدلّ على ذلك من حصوله على جائزة أفضل وزير مالية في الشرق الأوسط لعام 2004م، وذلك على هامش الإجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن. كما حصد جائزة أفضل وزير مالية في الشرق الأوسط لعام 2010م الممنوحة من قبل مجلة THE BANKER ، وذلك لمساهمته في إنتعاش الإقتصاد الأردني خلال الأزمات المالية المختلفة، وهو من حمل حقيبة وزارة المالية لمرات أربع، فيما عمل وزيراً للصناعة والتجارة لمرة واحدة، وأعترك ميدان العمل وزيراً نشطاً ومتميزاً في خمس حكومات أردنية… ” خلال مدة توزيري كنت أعمل لأربع عشرة ساعة يومياً، وذلك لأنني كنت منوطاً بمسؤولية كبيرة سيسألني الخالق عنها يوماً ما، وسيحاسبني إن قصرت فيها، لذا نشدت راحته عز وجل؛ وراحة ضميري من خلال بذل قصارى جهدي وطاقتي على العمل لجهة تجويد أداء الإقتصاد الأردني؛ وبما ينعكس إيجاباً على الوضع المعيشي للمواطنين”.
عمليّاً؛ ماذا فعلت لتحصل على راحة ضميرك المنشودة؟ وتحصد التفوّق على نظرائك في الشرق الأوسط لمرتين خلال تقلدك وزارة المالية في بلدك؟.. وما وجه التميّز في أدائك الذي دفع بأربع حكومات لإستقطابك مسؤولاً عن وزارة حيوية فيها (المالية)؟.. تساؤلات أثرناها.. فكانت إجابة الدكتور أبو حمور:” أولاً: نجحت بتخفيض عجز الموازنة بمقدار الثلث خلال عام واحد فقط (انخفض من مليار ونصف المليار دينار إلى مليار دينار)، وهذا الأمر لم يتحقق من قبل في تاريخ المملكة؛ منذ تأسيسها. ثانياً: السياسة الإصلاحية التي إنتهجتها تمركزت حول ضبط النفقات مع مراعاة تخفيض الضرائب على الأفراد والقطاعات الإقتصادية، وبما أدى لزيادة النمو الإقتصادي. وكنت في هذه الفترة من أشد المؤمنين بأن مضاعفة الأعباء الضريبية على الأفراد والقطاعات الإقتصادية الأهلية لربما يؤدي إلى زيادة الإيرادات خلال فترة وجيزة، غير أن أثر ذلك على المدى المتوسط والبعيد سينعكس سلباً على النمو الإقتصادي وعلى الإيرادات ذاتها، أضف لذلك تداعياتها السلبية على الصعيدين الإجتماعي والإنساني. ولذا كنت من أشدّ المُعارضين لإنتهاج هذه السياسة كونها فاشلة بالمطلق. ثالثاً: عملت على إصدار سندات (اليورو بوند) لأول مرة في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية؛ وبنجاح كبير تحقق لها من قبل هذه الإصدارات. رابعاً: وضعت الإطار التشريعي والقانوني لإصدار الصكوك الإسلامية؛ وللمرة الأولى في تاريخ المملكة.. ولكل هذا أنا فخور بتجربتي كوزير للمالية؛ خاصة وأنّ وزير المالية في أي حكومة يعتبر أكثر وزير مكشوف الأداء، ويمكن تقييمه بسهولة بالغة، كونه يستلم مديونية وعجز ويُسلّم عند مغادرته الوزارة مديونية وعجز. حيث الفارق بينهما يعتبر مقياساً لمدى مهارته في العمل من عدمها، وأحمد الله بأن الفارق في هذه الأرقام كان لصالحي لدى مغادرتي لوزارة المالية”.
وعلى ذات المستوى؛ ارتقت مخرجات وزارة الصناعة والتجارة خلال تقلد الدكتور أبو حمور لحقيبتها الوزارية عام 2003م؛ والتي خرج منها بمعرفة عميقة وحكمة أفادته على الصعيدين العام والشخصي… ” الدرس الكبير الذي تعلمته من عملي وزيراً للصناعة والتجارة يتمثل بأن المنافسة هي اللعبة العالمية الجديدة، وهذه اللعبة قابلة للتطبيق على مستوى الأفراد والشركات والمؤسسات والحكومات والدول. فالقادرُ على المنافسة متمكّن بلا شك من مُقوّمات بقائه وديمومته، وأمّا مَنْ يعجز عن المنافسة فسيجد نفسه خارج دائرة السوق وخلف الأسوار؛ ذلك أنّ المنافسة هي أساس التطور والنجاح والإستمرار، وهي ركيزة الحياة الأساسية. وأستذكر هنا مشهداً لفتني في إحدى الجامعات التي وضعت مجسماً للديناصور وكتبت تحته عبارة مفادها ( الشيء الذي لا يتطور ينقرض). وهذا يؤكد بأنّ حفاظنا على وجودنا مرتهن بمدى قدرتنا على تطوير ذواتنا والإرتقاء بها على الدوام”.
.. والإرتقاء كان رفيق الدكتور محمد أبو حمور في رحلة حياة تواترت فيها بصماته المؤثرة لجهة إفادة مجتمعه ووطنه بعلمه وخبراته.. ذلك الوطن الذي انصهرت روحه بقممه الشامخة مُذ أبصر النور في جبال السلط الأبية.. فظلّ مطارداً للأماني يقنصها بسهام العزيمة والإجتهاد ورماح الفطنة والحنكة.. ذلك الذي، كالنسور، مسكنهُ الأعالي والسّنا.. قدماه متجذرتان في ثغور المجد.. وما وطأت يوماً سفحاً أو مهبطاً.