صراحة نيوز – يصادف يوم غد، الأول من تشرين الاول اليوم العالمي للمسنين الذي يحتفل به كل عام في مثل هذا اليوم، لرد الجميل ومد اليد للآباء والأجداد والأمهات والجدات، الذين عملوا لبناء الأوطان وأصبحوا بحاجة لمن يمد يده إليهم لمساعدتهم على قضاء بقية حياتهم بكرامة.
ففي دول العالم المتقدم، كما يرى هؤلاء الخبراء ‘عندما يتقدم الإنسان في السن تظهر عليه ملامح الرفاه والارتياح، كونه تحرر من الالتزامات وتفرغ لممارسة هواياته والتمتع بما بقي له من عمر، بعكس إنساننا العربي الذي تتكالب عليه عندما يكبر، الهموم والأمراض’، داعين الى إيلاء المزيد من الاهتمام بهذه الفئة التي أعطت الكثير من عمرها، وتلبية احتياجاتها ومساعدتها على مواجهة التحديات التي يتعرضون لها.
وأشاروا الى أن كل ما يريده المسنون من مجتمعاتهم، أن نمنحهم الحب والاحترام والتقدير والكرامة، وتوفير الحياة الكريمة والرعاية الصحية السليمة وإخراجهم من عزلتهم .
الناطق الاعلامي لوزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط يشير إلى أن عدد المسنين في الأردن وصل الى 540 الف مسن من مجموع عدد السكان، بحسب التعداد السكاني الأخير، 99 بالمئة منهم يعيشون في إطار مجتمعاتهم واسرهم، مبينا ان الوزارة وبحكم القانون هي المعنية بقطاع رعاية المسنين وتقوم بأدوار مختلفة منها ترخيص دور رعاية المسنين التي وصل عددها حاليا الى 10، يتبع للجمعيات الخيرية منها 6، وأربع للقطاع الخاص، وتشرف الوزارة على أوضع نزلاء هذه الدور البالغ عددهم 355 مسنا ومسنة، أكثر من نصفهم على نفقة الوزارة.
ويلفت الرطروط الى سياسة الوزارة التي تهدف الى تشجيع تأسيس النوادي النهارية للمسنين التي وصل عددها إلى 3، وتشجيع تسجيل الجمعيات المعنية برعاية المسنين وتنميتهم والاشراف عليهم في اطار مجتمعاتهم، مؤكدا ان المسن في المجتمع الاردني له مكانة واحترام بحكم الدين والقيم الاجتماعية والتربوية.
ويحصل جزء كبير من المسنين على خدمات الوزارة من خلال صندوق المعونة الوطنية الذراع الايمين لوزارة التنمية الاجتماعية، بحسب الرطروط، حيث أن ثلث الحالات التي يخدمها الصندوق هي من كبار السن، مؤكدا أن الوزارة تركز في مجال رعاية المسنين، على ترسيخ الثقافة المجتمعية المتوارثة في إبقاء المسن في اسرته باعتباره صاحب مكانة اجتماعية، ولما يتمتع به من خبرات عملية تكونت خلال حياته.
ويدعو الرطروط بهذا الصدد الخبراء والجامعات والمؤسسات البحثية إلى تكثيف الدروس والابحاث المرتبطة باحتياجات كبار السن وطرق تنميتها، وتعزيز النسيج الاسري فيما يخص رعاية المسنين لضمان وجودهم في اطار اسرهم الطبيعية وعدم الحاقهم في دور الرعاية، وتشجيع المبادرات الاهلية التطوعية المرتبطة بالمسنين والتي تلبي احتياجاتهم ومكانتهم في المجتمع.
وتقول الثمانينية (لوريس) النزيلة في بيت العناية الإنسانية ‘إنني كنت أعمل مدرسة للغة العربية لطلبة الثانوية العامة والتربية الفنية، ومن هواياتي رسم الوجوه والطبيعة التي اعشقها لأنها من صنع الخالق، وعندما أصبحت أعيش وحدي فضلت أن أعيش في هذا البيت’، مشيرة الى ‘انني انتمي لأسرة وبيت كان ممتلأ بالأولاد والبنات، ولكن بعد وفاة والدتي وشقيقاتي وأشقائي وكل بناتي وعددهن 6 وكذلك وفاة أبنائي الذكور (3)، بقي لي اخ واحد كبير في السن يعيش الآن مع أسرته الصغيرة في عمان، إلا أنني أرفض أن كون عبئا عليهم واخترت أن أعيش في هذه الدار، خاصة بعد أن أصبت بأمراض ولم أعد قادرة على خدمة نفسي’.
وتؤكد (لوريس) أنها تجد في الدار ‘كل ما طلبته من ربها من هدوء وسكينة وخدمة، اضافة للمعاملة الانسانية التي تتجلى بأبهى صورها، إذ يقدم العاملون الخدمة للجميع دون تذمر وينيرون لنا عتمة الحياة والوحدة امام نفوس تاهت بها الدرب.
وتقول مديرة بيت العناية الانسانية نهى الصدقة، ان البيت التابع لجمعية راهبات الصليب في لبنان، تأسس عام 1930 على يد الاب يعقوب الكبوشي ولا يتوخى الربح حيث تقدم الرعاية والخدمة الانسانية لكبار السن والمعاقين والمرضى العقليين والامراض المزمنة .
وتبين أن فكرة البيت في الاردن جاءت بطلب من المرحوم الأب يوسف النعمات بعد تردده على اديرة تقدم الخدمة لكبار السن في لبنان ورؤية ما يقدم لهم من خدمة، مشيرة الى انه طلب منا تقديم هذه الخدمة في الاردن وتبرع في عام 1995 بقطعة ارض مساحتها 45 دونما في الفحيص لتأسيس المركز عليها، واطلق عليه اسم بيت الرعاية الانسانية، وتم افتتاحه في عام 1999 برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله.
وتؤكد الصدقة ان المركز يقدم خدماته لكبار السن من الذكور والاناث دون النظر للدين او اللون، ويتألف من ثلاثة طوابق، وهناك مساع لتوسعة البناء الحالي واستكماله وتأمينه بكافة متطلبات ومستلزمات كبار السن الذين لا يريدون في هذا العمر سوى الحب والاحترام والكرامة .
يشار الى أن الأمم المتحدة بادرت بتحديد الأول من تشرين الاول ليكون يوما عالميا للمسنين بهدف التجاوب مع الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه شيخوخة السكان في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز بناء مجتمع لجميع الأجيال، وقد سبق ذلك مبادرات مثل خطة عمل فيينا الدولية للشيخوخة التى اعتمدتها الجمعية العالمية الأولى للشيخوخة في عام 1982. (بترا)