نيوز – بقلم راندا جميل
القضية الفلسطينية تدخل مرحلة جديدة ومنعطف خطير بعد قرار ترامب نقل السفارة الامريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل .. الاعتراف ينفي صفة الاحتلال للقدس واعتبارها جزء مشروعا من اسرائيل ويصبغ القدس العربيـــــة بالصبغة اليهودية ..
هل الرئيس الأمريكي يدري مايفعل أم أنه يعيش في عالم خاص به ؟! محاط بمجموعة من اليهود الصهاينة إبتداء من نائبه وكل من حوله إنتهاء بصهره الذي يتم التحقيق معه الأن في الكونجرس حول موضوع تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية .
لقد ارتكب ترامب بقرارة المزعوم خطأ استيراتيجي كبير … فالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل هو قرار مخالف لكل القوانيين والمعاهدات والمواثيق الدولية .. الاعتراف أو غير الأعتراف لا يغيران من حقيقة أن القدس أرض محتله .. والقانون الدولي لا يعطي دولة الاحتلال الصفة القانونية لتغيير طبيعة هذة الأرض ..
الا يعلم ترامب أن هذا القرار يضع الولايات المتحدة أمام العالم العربي والاسلامي في وضع محرج ..الا يعلم ان هذا القرار يفقد أمريكا مصداقيتها كوسيط في عملية السلام ..
هل يدري ترامب ماذا فعل ويدرك عواقب هذا القرار وتداعياته ؟؟… حين يسأل الامريكان أنفسهم لماذا يكره العرب والمسلمون الغرب ؟؟ الجواب في مثل هذة القرارات ..للرئيس ترامب … لا تغرك القوة التي تملكها لفرض جبروتك علي شعب مقهور .. شعب مشتت بفعل قادة بلدك منذ فجر التاريخ .
الشعب الفلسطيني يقتل بسلاح امريكي وتسلب أرضة بغطاء أمريكي.. وتضيع حقوقة في كل المؤسسات الدولية بفعل الفيتو الامريكي والمساندة الامريكية العمياء لكل ماهو اسرائيلي …
لماذا انسحبت امريكا من اليـونسكـو بسبب قرار في صيغته أنصف شعب فلسطين …بهذا القرار أعطيت اسرائيل غطاء سياسي لتستكمل بموجبه تهويد “القـدس” وبناء المزيد من المستوطنات وسحب الهويـات وتصفية عرقيـة للشعب الفلسطينـي … بعد هذا القرار هل تستطيع أن تنظر في وجه أطفال غــــــزة المشردين بلا مــأوى و بلا مسكـن بفعل السلاح الامريكــي الذي تمد به اسرائيل بدون رقيب ..
هل أنت بلفـــور جديــــد …أعطيت حق لا تملكه لمن لا حق له .. أشعلت حربا دينية لم تكن سابقا ..شعارات لامعني لها لحركات الارهاب التي صنعتها امريكـــا بسلاحها وأموالهـا لتصبح اليوم شعـاراّ جديداّ يخلق ألف داعش وألف قاعـدة وملاييــن المتطرفــين .
لقد زرعت بقرارك وغرست في قلوب الأجيال القادمة وذاكرة الأطفــال الحالية حقـداّ ونـــاراّ سوف تنفجر يوما في يوم من الأيام في وجه الظلم والغطرسة الأمريكية والصهيونية .
اريد أن أسألك ســـؤال .. هل أنت ياسيادة الرئيس أفهـــم من أوباما وريغان وبوش ونيكسون وكارتر وفورد أو أنت أذكى من جونسون الذي كان صهيونيا أكثر من أي رئيس أمريكي أخر حتي تأخذ هذا القرار الذي لم يجرأ علي إتخازه أي رئيس امريكي سابق .
الأن أنت تستخدم كل قوتــك وجبروتــك لتظلم شعب هو في الأساس مظلــــوم وطفح به الكيـــل من هذا الظلم ..أين قوتك ضد كوريـــا الشمالية ؟؟؟ لم تستطع أن تفعل شيء وهي تهدد كل يوم امريكا وأوروبا وكل حلفائك …وتطلق الصورايـــخ البعيدة المـــدى في أجواء اليابان وتهدد الأراضي الامريكية …لم تستطع أن تفعل شــيء …أين قوتك ضد ايران وهي تطور الصواريخ والأسلحة وتتدخل في شؤون الدول الأخرى …..فقط تستقوي علي شعب أعـــزل شعب محــروم من أبسط حقوقه …هل هذة هي الديمقراطيــة وحقـوق الانسان التي تتشدقون بها كل لحظة وتدعون أنكم بلاد الديمقراطيــــة ؟؟
الرئيس ترامب … هل هذا القرار في صالح بلــدك التي تشدقت بها في حملتك الإنتخابية ورفعت شعار أمريكــــا أولا ..أنا أشــــك في ذلك …… ماذا ستقول لمواطنيك وشعبك لو أنتفض العالم العربـــي والاسلامــــي في كل مكان في وجه أمريكــــا ..ماذا ستفعل لوتمت المقاطعــة في كل أمريكــا وسحبت الودائـــــــع من البنوك الامريكية … ماذا ستقول لدافـــع الضرائب الأمريكي لو تأثر الاقتصاد الامريكي من تلك المقاطعة وكيف ستدافع عن موقفــك …. أي شيء أخذت مقابــل هذا القرارا ولماذا تقف في وجه العالـــم الذي يرفضه ..
اسرائيل دولة مارقـــة لم تنفذ أي قرار من قرارات الأمم المتحدة … هل تستطيع أن تجبر اسرائيل علي تنفيذ أي قرار من قرارات الشرعيــة الدوليـــة ؟؟؟ لا تغتر كثيرا بالصوت اليهـــــودي في الانتخابات الامريكية القادمــــة ..فلم يعطوك صوتهم في المــــرة القادمـــة ..فقد أخذوا منك مايريدونــه ..وسيأتون بغيرك ليأخذوا منه المزيد .. والإ اذكرك بأيزنهاور الذي أجبر اسرائيل علي الانسحاب من سيناء بعد حرب 56 ومع ذلك نجح في الانتخابات لفترة ثانية وكسب احترام العالم كله لأنه وقف مع الحق …
للرئيس ترامب .. القدس أحتلت عبر التاريخ 22 مرة وتم تحريرها …وإندثر المعتدي عليها وولى الأدبار … وبقي شعب فلسطين متمسك بأرضة وقدسه … هولاء الذين تساندهم وتعطيهم الشرعية ومحاط بهم خذلو نبيهم عندما حاولو دخول فلسطين .. وقالوا له أذهب وحارب أنت وربك ان هنا قاعدون ..لأن فيها قوم جبارين …هل تعرف من هؤلاء القوم .؟؟ هم الفلسطينيين ..هم أصحاب الأرض الحقيقيون ..هم من بنوها وعاشوا في حواريها …وليس مشردي التاريخ ..وعاشقي الفتن والكنتونات وأقليات الحقد والدسائس … مهما فعل ستبقي القدس قدسنا والأرض أرضنا ..والكنيسة محرابنا ..وسيعود البيت لنا …وان لم يستطع هذا الجيل أن يعيدها فسوف تحمل الأجيال القادمة المشعل وتحرر كل شبر من أرض فلسطين من البحر الي النهر .. هذا وعد رباني وحقيقة قرآنية