صراحة نيوز – يصادف يوم غد العيد الحادي والسبعون لسمو الأمير الحسن بن طلال الذي كرس جهوده لتعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات في العالم، وترسيخ قيم العدالة وكرامة الإنسان التي يعتبرها في سلم الأولويات الوطنية والإقليمية والدولية؛ داعيا لتكامل الأدوار وتحديد الأولويات من أجل تأمين الرخاء وتوفير فرص حياة أفضل للأجيال المتعاقبة.
ولما للقدس وهويتها من مكانة في وجدان سموه، تبنى مجموعة نشاطات متواصلة، تؤكد ايلاء القدس الدعم وتعمل على إعلاء المكانة الدينية والتراثية لمدينة القدس لتسمو فوق النزاعات السياسية، ودعا مرارا لتطوير آليات لإدارة الأماكن المقدسة، وإقامة مؤسسة تدعم سكان القدس وصمودهم.
وعلى صعيد العلوم، فقد كان نجاح المنتدى العالمي للعلوم، الذي نُظم بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية، وعُقد لأول مرة في العالم العربي، مبعث اعتزاز سموه.
وافتتح جلالة الملك عبد الله الثاني أعمال المنتدى الذي عُقد لأول مرة في العالم العربي بعنوان “العلم من أجل السلام”.
وترأست الأميرة سمية المنتدى، الذي شارك فيه أكثر من ألف من العلماء، وصناع السياسة، والحاصلين على جائزة نوبل، والأكاديميين، والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ووفر فرصة فريدة لإبراز العلماء المحليين والشباب في الأردن.
واتسمت مسيرة سموه بمبادرات وطروحات، تصب في قضايا وتحديات تعصف بحياة المهمشين واحتياجاتهم، وتسلط الضوء على قضايا متداخلة النظم، كالمياه والطاقة والبيئة الإنسانية والطبيعية، فجاءت مشاركة سموه في نشاطات “الهيئة الخيرية الأردنية”، والأونروا، واليونيسيف، ومنظمات أخرى غير حكومية في محاولة لتسليط الضوء على الخدمات والأعمال التي تقدمها مثل هذه المؤسسات والتحديات التي قد تنبثق حال اعتماد التخفيضات المقترحة لتمويلها.
وفي السياق نفسه، حضر سموه في بروكسل، العام الماضي، اجتماعات مع المفوضية الأوروبية وأصدقاء أوروبا، وأجرى محادثات حول الهجرة واللاجئين والمهاجرين.
وبصفته رئيسا فخريا للجمعية الأردنية للعون الطبي للفلسطينيين، استعرض سموه إنجازات الجمعية وخططها المستقبلية؛ مؤكدا ضرورة تفاعل الجمعية مع المستفيدين من خدمات الجمعية وعدم الاكتفاء بتلبية احتياجاتهم الفورية فقط.
وبصفته رئيسا للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا أطلق سموه مبادرة “القضاء على الجوع” لتحسين الأمن الغذائي والتغذية في كافة أنحاء المملكة التي تبنتها منظمة الغذاء العالمي بالتعاون مع المجلس.
كما شارك في اجتماع نظمه معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا الذي يرأسه والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحث في حلول عملية لتوفير فرص التعليم العالي للاجئين، التي تمكنهم من الانخراط في سوق العمل وتحسين مستوى معيشتهم.
ومندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني شارك سموه في منتدى شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ. وفي الفحيص، في كانون الثاني من هذا العام، وضع سموه حجر الأساس لمبنى ناد رياضي جديد، يشتمل على قاعات ثقافية ومدرج يتسع لأكثر من مائتي شخص.
كما قدم سموه جائزة الحسن للتميز العلمي لعدد من المدارس العاملة في مجال إعادة التدوير، والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والدبلوماسية، والدراما في الكرك، وأربد، والطفيلة، وعمان. وفي شهر نيسان من العام الماضي، وخلال اجتماع المؤتمر الشباب العربي السابع.
وأكد سموه ضرورة إعداد الشباب الأردني بشكل أفضل لسوق العمل. وقال سموه خلال هذا المؤتمر أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها خلق تحديا للمنطقة، مشيرًا إلى أن “هذه التحديات قد تتحول إلى فرص”، حيث أنه يمكن استخدام قدرة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى ملايين الناس بشكل إيجابي تُمكن من تطوير خطط تنمية وأن تتحول إلى أداة للحفاظ على السلم وفض النزاعات.
وعلى الساحة الاقليمية الدولية، دعا سموه في تموز من العام الماضي إلى بناء معمار جديد للمشرق العربي تقوم على أساس الاستقلال المتكافل والتكامل في الاقليم الذي يستند إلى المشتركات، إضافة إلى ذلك، تحدث سمو رئيس منتدى الفكر العربي خلال مؤتمر التضامن العربي الذي نظمه المنتدى عن ضرورة تعزيز حرية الفكر وتطوير أنماط تفكير مبتكرة، للنهوض فكريا وتنمويا بالمنطقة.
وخلال المائدة المستديرة، التي نظمها المعهد الملكي للدراسات الدينية بالتعاون مع منتدى الفكر العربي، بعنوان “درب الأفكار”، أعلن سموه تأسيس “الديوان العربي- الأيبيري- اللاتيني للفكر والثقافة”.
وأشار سموه إلى التفاعلات التاريخية بين أوروبا والعالم الإسلامي التي يتم إغفالها أحيانا؛ منبها إلى أهمية الدور الذين يمكن للثقافة أن تلعبه في مجال التفاعلات الإنسانية في ظل التحديات والظروف التي يواجهها العالم اليوم.
ومن منطلق إيمان سموه بأهمية التعاون والتكامل بين إقليمي شرق آسيا وغرب آسيا شارك العام الماضي بالعديد من اللقاءات والاجتماعات التي ضمت عددا من السياسيين والاكاديميين والمفكرين من دول شرق آسيا.
وساهم سموه، بصفته عضوا في الفريق العالمي رفيع المستوى المعني بالمياه والسلام، في أعداد تقرير “مسألة بقاء” الذي أطلق في جنيف في أيلول 2017. وجدد سموه، بصفته الراعي الفخري لمؤتمر عقد في لندن في تشرين ثاني 2017، الدعوة لـ “كيف تكسب الإنسانية معركتها”، وهو عنوان التقرير الذي أصدرته اللجنة المستقلة المعنية بالقضايا الإنسانية الدولية، التي كان سموه يشغل فيها منصب الرئيس المشارك في فترة الثمانينيات.
ويواصل سموه العمل مع العديد من المؤسسات الوطنية والدولية للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة مما تتعرض له من دمار وتهديد، ولنشر الوعي حول اسهامات منطقتنا في الحضارة المعاصرة من خلال الأعمال الفنية، والعلمية، والفلسفية والتاريخية التي قدمتها.
ويجسد عمل المؤسسات التي يرأسها سموه مثل الجمعية العلمية الملكية، والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا ومنتدى الفكر العربي، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، ومعهد غرب آسيا وشمال أفريقيا، وجائزة الحسن للشباب، جهود سموه لخدمة الأردن، والمنطقة، والعالم.
ويُسًّر سموه في التنقل في مختلف أنحاء الأردن حيث يلتقي المواطنين ويسعد بالتحدث اليهم ومشاركتهم آمالهم ومساعيهم.