صراحة نيوز – كتب ماجد القرعان
صراحة نيوز – حظيت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدعوة قادة الاردن والكويت والإمارات العربية لعقد اجتماع في مكة المكرمة لمناقشة دعم الاردن للخروج من أزمته الاقتصادية بإهتمام واسع محليا وعربيا وحتى دوليا والذي يأتي في اطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين بأوضاع الأمة العربية وحرصه على أمنها واستقرارها .
مبادرة خادم الحرمين الشرفين قدرها جلالة الملك عبد الله الثاني مشيدا بعمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تربط الاردن بالمملكة العربية السعودية التي ما توانت عن تقديم الدعم للأردن والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف.
محليا ظهر اختلاف في وجهات النظر بين مختلف المكونات السياسية والعشائرية في الاردن والذي اساسه ماكينة الاعلام المعادي للامة العربية التي سوقت ما سمي بصفقة القرن وملخصها انهاء الصراع العربي الاسرائيلي على حساب الاردن وعلى حساب سحب الوصاية الهاشمية عن المقدسات في القدس العربية حيث انقسمت الأراء ما بين فئة متخوفة ان ينتهي اللقاء بالضغط على الاردن ليقبل بصفقة القرن مقابل مكاسب مالية أنية تُمكنه من الخروج من أزمته الإقتصادية فيما أبدت الفئة الأخرى عدم خشيتها من نتائج اللقاء لثقتها الكبيرة بقدرة جلالة الملك على التعامل مع أية مستجدات وطروحات قد تتقاطع مع المواقف التاريخية للمملكة الاردنية الهاشمية سواء بشأن مستقبل فلسطين أو المقدسات وكذلك حيال حلم اسرائيل ان يكون الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين .
وأما بشأن العلاقات بين الاردن والسعودية وكذلك علاقتها مع دول الخليج العربي فالتاريخ سجل العديد من المواقف للمملكة الاردنية الهاشمية ” أمنيا وتنمويا ” وهو أمر معروف ومقدر أيضا من قبل قادة هذه الدول لإيمانهم الكامل ان الاردن بمثابة عامود الارتكاز الأمني للمنطقة والإقليم والذي ان انهار لا سمح الله ستدخل دول المنطقة والإقليم جميعها في متاهة لا تعرف نتائجها .
والوقفات الشعبية التي شهدها الاردن خلال الايام الماضية احتجاجا على نهج الحكومة الراحلة والتي حظيت بتقدير جلالة الملك وانتهت باقالته للحكومة المثيرة للجدل حظيت أيضا بمتابعة واسعة على المستويين العربي والدولي وأكدت الوقفات الحضارية للقاصي والداني بحيوية الشعب الاردني وصدق مواطنته الى جانب صدق التزامه العروبي وصدق ارتباطهم بقيادتهم الهاشمية وأن من يراهن على عكس ذلك فهو مخبول مخبول مخبول .
المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين تنم عن صدق النوايا والشعور الأخوي المتبادل وعلينا ان لا نستبق الأحداث أو الانجرار الى التكهنات وما يريده حملة معاول الشر والهدم الذين لا يريدون للامة ان تنهض بل علينا ان ننتظر نتائج قمة مكة المكرمة متفائلين بمزيد من الخطوات والإجراءات التي تزيد من لحمة الدول الشقيقة .